اكتشف "مملكة الفخار الأحمر" التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان في مانغ ثيت في فينه لونغ

تُعد منطقة مانغ ثيت، بمقاطعة فينه لونغ، موطنًا لتراث عريق في صناعة الطوب والبلاط التقليدية يمتد على مدى مئة عام، ويشتهر في جميع أنحاء دلتا ميكونغ. إذا استقللت قاربًا على طول قناة تاي كاي، في بلدية ماي فوك، فسترى على جانبيها أفران طوب متموجة على شكل بيض عملاق أحمر برتقالي، ترتفع إلى السماء الزرقاء، وتنعكس على الماء. أما من الأعلى، فسترى أفران طوب مستديرة محاطة بحقول وبساتين خصبة. وتزين المكان بأكمله قوارب تمر، ترسم خطوطًا مروحية أنيقة على الماء.

يمكنك ركوب رحلة الخطوط الجوية الفيتنامية من هانوي إلى كان ثو، ومن المطار استئجار سيارة ومواصلة الرحلة التي تبلغ 50 كم إلى منطقة مانج ثيت، فينه لونج، أو اتخاذ الطريق السريع الذي يبلغ حوالي 150 كم من مدينة هوشي منه.

يكمن جمال "مملكة مانج ثيت الحمراء" في التناغم بين شكل وبنية الأفران المستديرة الفريدة والمناظر الطبيعية النهرية الساحرة في المنطقة الغربية.

قال العم تام ثانه، البالغ من العمر 70 عامًا، في قرية كاي كان، في بلدية ماي فوك، إن مهنة صناعة الطوب والبلاط في فينه لونغ نشأت من الصينيين الذين قدموا إلى هنا منذ حوالي 100 عام، ربما لأن الطين - المادة الرئيسية المستخدمة في صنع الطوب والبلاط هنا - ذات جودة جيدة جدًا.

ولعل هذا هو السبب في أن منطقة مانغ ثيت، الواقعة على طول نهر ميكونغ السفلي، تضم أكبر عدد من أفران الطوب. كما تنتشر هذه الأفران في مناطق أخرى، مثل سا ديك، وبن تري ، وكان ثو، ولكن نطاقها لا يتجاوز بضع عشرات أو مائتي فرن.

توارثت أجيالٌ سرّ صناعة الطوب والبلاط، مما ساهم في إثراء عائلات مانغ ثيت وتوفير فرص عملٍ للعديد من سكان المقاطعات الأخرى. في تسعينيات القرن الماضي، وصل عدد أفران الطوب في مانغ ثيت إلى ما يقارب 3000 فرن، متركزةً في البلديات الأربع: مي آن، ومي فوك، ونون فو، وهوا تينه، مما خلق مشهدًا طبيعيًا خلابًا.

مع ذلك، منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ازدادت أسعار المواد الخام المحلية، مثل قشور الأرز والطين، بشكل متزايد. ومنذ عام ٢٠١٠، بدأت السلطات المحلية بتفكيك أفران الطوب التقليدية بسبب تقييمات الأثر البيئي السلبية.

غادر معظم الشباب منازلهم للعمل في المناطق الصناعية. واختفى عدد أفران الطوب بسرعة، ولم يتبقَّ منها اليوم سوى أكثر من ألف فرن، يتركز معظمها في منطقة قناة تاي كاي. ونمت الأعشاب والكروم فوق الأفران التي كانت تنفث الدخان. ولم يبقَ سوى عدد قليل منها قيد التشغيل.

مجلة التراث