سلسلة من الأخبار الجيدة "تطرق باب" الاقتصاد، وتستكشف إرث الرئيس بايدن

يصل الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض عام ٢٠٢١، في وقتٍ تسود فيه الفوضى وعدم اليقين في بلدٍ يعاني من وطأة الجائحة. في خطاب تنصيبه، أعرب بايدن عن رغبته في تعزيز الوحدة، آملاً في بناء أمة "أقوى وأكثر ازدهارًا وأكثر استعدادًا للمستقبل".

تحت قيادة إدارة الرئيس جو بايدن، شهد الاقتصاد الأمريكي مؤخرًا سلسلة من الأخبار الجيدة التي تُدقّ أبوابه. صورة توضيحية. (المصدر: رويترز)

لكن كما أقرّ الرئيس الأمريكي طوال فترة ولايته، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. وقد تقع هذه المهمة الآن على عاتق نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أوكلها السيد بايدن إلى حملته الرئاسية لعام ٢٠٢٤.

انسحب السيد جو بايدن من سباق إعادة الانتخاب في 21 يوليو ودعم السيدة هاريس للترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر، لمواجهة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب.

في الآونة الأخيرة، كانت هناك سلسلة من الأخبار الجيدة "تطرق الباب" لأكبر اقتصاد في العالم .

إن النمو الاقتصادي الأمريكي الأقوى من المتوقع في الربع الثاني وإمكانية نجاح البلاد في تحقيق الإنجاز النادر المتمثل في خفض التضخم دون دفع الاقتصاد إلى هبوط حاد يمنح هاريس دفعة قوية.

فيما يلي موقف أكبر اقتصاد في العالم مع دخول السباق الرئاسي في سباقه الذي يستمر 100 يوم.

التضخم وأسعار الفائدة والاقتصاد المرن

عندما تولى السيد بايدن منصبه، كان التضخم بالكاد ملحوظًا، حيث ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 1.4% سنويًا. وسرعان ما تفاقمت المشكلة.

بحلول يونيو/حزيران 2021 ــ الشهر السادس لبايدن في منصبه ــ ارتفع معدل التضخم في البلاد إلى أكثر من 5%.

ثم في فبراير/شباط 2022، شنت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، ووصل التضخم إلى 9.1%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 40 عامًا. ويعزى ارتفاع التضخم جزئيًا إلى الإنفاق الضخم بعد الجائحة.

انخفض التضخم بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين. وبحلول يونيو 2024، أفادت وزارة التجارة الأمريكية بانخفاض مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) إلى 2.5% في يونيو 2024، من 2.6% في مايو 2024.

لكن بشكل عام، يدفع الأميركيون 20% أكثر مقابل السلع والخدمات مقارنة بما كانوا يدفعونه في يناير/كانون الثاني 2021.

لمكافحة التضخم، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها في 23 عامًا. يسير الاقتصاد بوتيرة أبطأ، ولكنه لم يدخل في حالة ركود بعد.

بالإضافة إلى ذلك، ظل الناتج المحلي الإجمالي - وهو مقياس لجميع السلع والخدمات المنتجة في الاقتصاد - ثابتًا. ونما الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي قوي بلغ 2.8% في الربع الثاني من عام 2026، بعد تعديل التضخم والتقلبات الموسمية، وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة يوم الخميس.

بدأ سوق العمل يبرد.

في أبريل/نيسان 2020، ومع تضرر الاقتصاد الأميركي من الوباء، ارتفع معدل البطالة في البلاد إلى ما يقرب من 15% - وهو أعلى مستوى منذ أن بدأ مكتب إحصاءات العمل الأميركي في تتبع هذه المعدلات في عام 1948.

انخفض معدل البطالة إلى 6.4% في بداية ولاية بايدن. وسيبقى دون 4% لأكثر من عامين (2022 و2023) - وهي أطول فترة منذ ستينيات القرن الماضي.

ثم تجاوز المعدل 4% مع بدء تشكل الشقوق في سوق العمل.

وبحلول يونيو/حزيران 2024، بلغ معدل البطالة 4.1%، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 وأعلى من توقعات الخبراء البالغة 4%.

تم التوقيع على مشروع قانون بقيمة 1.2 تريليون دولار.

في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع قانون البنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار في البيت الأبيض، مما يمثل إنجازًا مهمًا في ولايته الأولى بعد أسابيع من المفاوضات في مجلس النواب.

في حين أن الأمر سيستغرق سنوات، إن لم يكن عقوداً، حتى يتحقق التأثير الكامل لهذا التشريع الشامل ــ التمويل والبناء والتنفيذ يستغرقون وقتاً ــ فقد شهد الاقتصاد الأميركي بعض التأثيرات قصيرة الأجل، بما في ذلك الطفرة في المرافق الصناعية والمركبات الكهربائية ووظائف التصنيع، وإطلاق مشاريع حضرية طال انتظارها لتحل محل الجسور وخطوط الأنابيب.

بلغ إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة رقمًا قياسيًا في عام ٢٠٢٣، بمتوسط يومي بلغ ١٢.٩ مليون برميل. صورة توضيحية. (المصدر: وكالة فرانس برس)

تعزيز الطاقة النظيفة وإنتاج النفط

يرتبط إرث بايدن في مجال الطاقة بالطاقة النظيفة، لا بالوقود الأحفوري. يتضمن قانونه لتخفيض انكماش الطاقة لعام ٢٠٢٢ دعمًا يتجاوز ٣٥٠ مليار دولار للسيارات الكهربائية ومحطات الشحن وما شابهها.

ولم يكتفِ الأمر، بل سجل إنتاج النفط المحلي رقماً قياسياً في عام 2023، بمتوسط يومي يبلغ 12.9 مليون برميل من النفط.

هذا أكثر مما أنتجته أي دولة أخرى على الإطلاق. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج بنسبة 3% حتى الآن في عام 2024.

الإغاثة للشعب الأمريكي

في أبريل 2024، أعلن الرئيس جو بايدن عن خمسة إجراءات رئيسية لتقليص ديون الطلاب بشكل أكبر، بما في ذلك إلغاء ما يصل إلى 20 ألف دولار من أصل الدين والفائدة المتراكمة، بغض النظر عن الدخل الحالي.

وقال البيت الأبيض إن خطة الرئيس بايدن الجديدة ستساعد في خفض الديون لأكثر من 30 مليون أمريكي، بما في ذلك القضاء على الفائدة المتراكمة لـ 23 مليون شخص، والقضاء على جميع ديون الطلاب لـ 4 ملايين شخص آخرين، وخفض ما لا يقل عن 5000 دولار لأكثر من 10 ملايين شخص.

كما قدمت إدارته مساعدات اقتصادية للأسر خلال الجائحة. ووقّع على قانون خطة الإنقاذ الأمريكية لعام ٢٠٢١، وهو أحد أكبر الجهود الفيدرالية للحد من الفقر منذ نصف قرن.

سجل في مجال التكنولوجيا

في أبريل/نيسان 2024، وقّع بايدن على مشروع قانون بارز لحظر تطبيق مشاركة الفيديو المملوك للصين "تيك توك" ما لم يجد مالكًا جديدًا، مشيرًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

لقد بذل الرئيس الحالي دفعة قوية لإنتاج الرقائق المحلية والبحث العلمي من خلال قانون CHIPS and Science Act لعام 2022، وهو جزء من الجهود المبذولة لمساعدة الولايات المتحدة على استعادة مكانتها كصانع رقائق أشباه الموصلات الرائد.

طفرة سوق الأوراق المالية

فيما يلي أداء سوق الأوراق المالية في كل عام من فترة ولاية الرئيس بايدن.

٢٠٢١: ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ للأسهم (S&P ٥٠٠) بنسبة ٢٧٪. وحافظ سوق الأسهم على استقراره رغم جائحة كوفيد-١٩. لكن المستثمرين بدأوا يشعرون بالقلق من احتمال رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة منذ مارس ٢٠١٨، منهيًا بذلك عصر "الأموال السهلة".

٢٠٢٢: انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بنسبة ١٩٪. وتراجعت الأسهم مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بسرعة لتقترب من الصفر لكبح التضخم، مما أثار مخاوف من أن تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تآكل أرباح الشركات.

٢٠٢٣: ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بنسبة ٢٤٪. شهدت الأسهم أداءً قويًا هذا العام، على الرغم من استمرار حملة رفع أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي. ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير إلى طفرة الذكاء الاصطناعي، التي أدت إلى ارتفاع حاد في سبعة أسهم تكنولوجية رئيسية.

٢٠٢٤: ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ بنحو ١٦٪ في النصف الأول من العام، بعد أن سجل مستويات قياسية متتالية. ساهمت الأرباح القوية للشركات في دفع الأسهم إلى الارتفاع، وكذلك الطفرة المستمرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقد أضافت بيانات التضخم المتراجعة في الأشهر الأخيرة والآمال في أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قريبا إلى الإثارة في السوق.

يقول الخبراء إن الإرث الاقتصادي للسيد بايدن، للوهلة الأولى، يمنح السيدة هاريس أفضلية في السباق ضد السيد ترامب. ومع ذلك، لا تزال هناك مشاكل صعبة يتعين على السيدة هاريس حلها، ألا وهي محو المشاعر السلبية لدى العديد من الأمريكيين تجاه الاقتصاد، الناجمة عن ارتفاع الأسعار والتضخم!

المصدر: https://baoquocte.vn/bau-cu-my-2024-loat-tin-tot-go-cua-nen-kinh-te-kham-pha-di-san-cua-tong-thong-biden-280575.html