ومع ذلك، فإن أكبر نقاط الضعف في القوى العاملة الفيتنامية الحالية هي خبراتها ومهاراتها المحدودة، والتي لا تلبي متطلبات الاقتصاد الرقمي.
هذا هو المحتوى المقدم في ورشة العمل "تنمية الموارد البشرية - شرط أساسي للاقتصاد الرقمي والنمو الأخضر" التي نظمها الاتحاد العام للعمل في فيتنام بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة في فيتنام (VCCI) وصحيفة لاو دونج .
في كلمتها خلال ورشة العمل، قالت السيدة فان ثو ثوي، نائبة رئيس تحرير صحيفة لاو دونغ، إن الاقتصاد العالمي يدخل مرحلة تحول جذري. وتشجع الدول على "التحول المزدوج" - التحول الرقمي لتحسين الإنتاجية والكفاءة، والنمو الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ.
كما تندمج فيتنام بشكل نشط في هذا الاتجاه، وتعتبر ذلك طريقا لا مفر منه لتحسين القدرة التنافسية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
وتتطلب هذه العملية التحول من اتساع النمو إلى عمقه، ومن استغلال الموارد إلى خلق القيمة، ومن الاستهلاك الخطي إلى الاقتصاد الدائري.
وقد تم التأكيد على هذه التوجهات بوضوح في القرار رقم 57-NQ/TW المؤرخ 22 ديسمبر 2024 الصادر عن المكتب السياسي بشأن الإنجازات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني؛ والقرار رقم 68-NQ/TW المؤرخ 4 مايو 2025 الصادر عن المكتب السياسي بشأن التنمية الاقتصادية الخاصة.
وقالت السيدة فان ثو ثوي: "إن الورشة فرصة لصانعي السياسات وأصحاب العمل والنقابات العمالية والشركات والخبراء لمناقشة وتبادل الخبرات واقتراح حلول مجدية لتضييق الفجوة بين السياسة والعمل".
في ورشة العمل، قال السيد نجوين خان لونغ، نائب مدير إدارة التوظيف (وزارة الداخلية)، إن استراتيجية النمو الأخضر الوطنية وافق عليها رئيس الوزراء في القرار رقم 1658/QD-TTg بتاريخ 1 أكتوبر 2021. وعلى وجه الخصوص، فإن نظام الطاقة المتجددة والزراعة العضوية والخدمات اللوجستية منخفضة الكربون تفتح آفاقًا مهنية جديدة.
ومع ذلك، يُظهر تقرير حديث صادر عن بنك التنمية الآسيوي ومنظمة العمل الدولية أن فيتنام تُواجه نقصًا حادًا في العمال المُدرَّبين على المهارات الخضراء، وخاصةً في الشركات الصغيرة والمتوسطة. وهذا يتطلب استثمارًا عاجلًا في إعادة التدريب والتدريب المُتخصص بما يتوافق مع احتياجات التحول الأخضر، إلى جانب سياسة توظيف شاملة.
وتعليقًا على ذلك، علق السيد فام فو كوك بينه، نائب مدير إدارة التعليم المهني والتعليم المستمر (وزارة التعليم والتدريب)، قائلاً: "تعاني الموارد البشرية اللازمة للتحول الرقمي من نقصٍ في الكم والكيف. ووفقًا للإحصاءات، تبلغ نسبة العمالة المُدرَّبة الحاصلة على شهاداتٍ ودرجاتٍ علميةٍ 29.1% من إجمالي القوى العاملة".
وفيما يتعلق بالموارد البشرية ذات التقنية العالية، يوجد في فيتنام حاليا نحو 500 ألف عامل في قطاع تكنولوجيا المعلومات، لكن الطلب الفعلي سيصل إلى 2 مليون شخص بحلول عام 2030، حيث تفتقر البلاد بشكل خاص إلى الموارد البشرية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء.
من حيث التوزيع القطاعي، يتركز العمال ذوو المهارات الرقمية بشكل رئيسي في المدن الكبرى وقطاع الخدمات، في حين أن الزراعة والصناعة، وهما ركيزتان أساسيتان للاقتصاد، لم تُرقما بالكامل بعد. وهذا يُحدث خللاً في التنمية ويُحد من القدرة على استغلال إمكانات التحول الرقمي على أكمل وجه، كما قال السيد بينه.
وفقًا للسيد بينه، التزمت فيتنام بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام ٢٠٥٠، وتشجع التنمية الاقتصادية الخضراء. إلا أن الموارد البشرية التي تخدم النمو الأخضر لم تستوفِ المتطلبات الفعلية.
ومن حيث الحجم، لا تشكل القوى العاملة في القطاعات الاقتصادية الخضراء حاليا سوى حوالي 3-5% من إجمالي القوى العاملة، وتتركز بشكل رئيسي في الزراعة العضوية والطاقة المتجددة.
وفي الوقت نفسه، لا يتمتع العديد من العمال بالقدر الكافي من الفهم لأهمية النمو الأخضر، ولا يمتلكون المهارات اللازمة للانتقال إلى الوظائف الخضراء.
وأمام هذا الواقع، قدم الخبراء والمديرون والشركات توصيات وحلولاً لتطوير الموارد البشرية بما يتوافق مع المتطلبات الجديدة للاقتصاد.
ومن هنا فإن التأكيد على دور العمال ليس فقط كمنفذين بل أيضا كقوة خلق القيمة والمحرك للتنمية المستدامة في المستقبل.
من منظور حماية حقوق العمال، أكدت السيدة تاي ثو شوونغ، نائبة الرئيس الدائمة للاتحاد العام للعمال في فيتنام، أن "الاستثمار في العمال اليوم هو أفضل سبيل للادخار للمستقبل. لا يمكننا الحديث عن النمو الأخضر أو التحول الرقمي دون تغيير نظرتنا إلى الموارد البشرية ومعاملتنا لها والاستثمار فيها في الوقت نفسه".
ومن خلال جلسات المناقشة، أوصت الورشة بالإجماع بثلاثة اتجاهات عمل عاجلة: على مستوى السياسات: من الضروري إكمال مشروع "استراتيجية تنمية الموارد البشرية حتى عام 2030، رؤية حتى عام 2050" على وجه السرعة، حيث ترتبط تنمية الموارد البشرية ارتباطًا وثيقًا بالتحول الرقمي والنمو الأخضر؛ وفي الوقت نفسه، بناء قاعدة بيانات وطنية للموارد البشرية الرقمية والخضراء لخدمة صنع السياسات.
وعلى الجانب التجاري، من الضروري النظر في الاستثمار طويل الأجل والمنهجي في التدريب الداخلي باعتباره استراتيجية تجارية؛ وفي الوقت نفسه، زيادة الاستثمار في جودة التدريب، وربط تطوير المهارات بالمسارات المهنية، وتحسين وقت التدريب بما يتماشى مع عملية الابتكار التكنولوجي، ومساعدة العمال على عدم التخلف عن الركب.
بالنسبة لمنظمة النقابات العمالية، تعزيز دور الجسر، والإبلاغ بشكل استباقي عن احتياجات التدريب وجلب برامج التدريب على المهارات إلى مستوى القاعدة الشعبية، وضمان حصول جميع مجموعات العمال على فرص متساوية للوصول إلى فرص التعلم وتحسين مؤهلاتهم.
المصدر: https://baovanhoa.vn/nhip-song-so/nguon-nhan-luc-chuyen-doi-so-con-han-che-ve-so-luong-va-chat-luong-160578.html
تعليق (0)