بموجب القانون الحالي، في حال اكتشاف تصوير سري (ولكن لم يُنشر على الإنترنت، ولم يُوزّع، وللمرة الأولى)، تكون العقوبة غرامة إدارية فقط. يعتقد الكثيرون أن هذه العقوبة خفيفة جدًا مقارنةً بالضرر الذي قد يلحق بالضحية.
بينما لا تزال قضية عارضة الأزياء الشابة تشاو بوي، التي وقعت ضحية تصوير سري في حمام استوديو تصوير بالمنطقة الثالثة في مدينة هو تشي منه، تثير جدلاً واسعاً في الرأي العام، انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن طالبة صُدمت باكتشاف كاميرا خفية في حمام منزل مستأجر من خمسة طوابق في حي ين نغيا، بمنطقة ها دونغ، بمدينة هانوي ، حيث كانت تسكن لمدة ثلاث سنوات. وقد أثارت سلسلة حالات التصوير السري بكاميرات خفية، والتي تُكتشف باستمرار، غضباً وقلقاً لدى الرأي العام.
قال الدكتور دو كانه ثين، عالم الجريمة والأستاذ المشارك، إن كل من يسمع معلومات تتعلق بسلوكيات استخدام الوسائل التقنية للتصوير سرًا في دورات المياه أو الفنادق أو الأماكن العامة للحصول على معلومات سرية عن الآخرين، يشعر بقلق بالغ. فهذا لا يؤثر فقط على الحياة الخاصة والسلامة الشخصية، بل يؤثر أيضًا على النظام الاجتماعي. ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، إلا أنها أصبحت مؤخرًا، مع تطور التكنولوجيا، أكثر تعقيدًا، وتميل إلى التزايد.
وأكد الدكتور دو كانه ثين أيضًا أنه عندما يتم استغلال الصور الخاصة والحساسة لكل شخص من قبل الآخرين، فإن أي شخص سوف يشعر بالخجل الشديد والأذى الشديد.
يشعر الضحية بعدم الأمان والتوتر والخوف، ويشعر دائمًا بأن هناك من يراقبه حتى في بيئة آمنة. وهذا يؤدي أيضًا إلى الأزمات والاكتئاب، ويؤثر على عمله وعائلته ومستقبله. حتى أن بعض الأشخاص يصبحون منعزلين ويعانون من مشاكل نفسية عديدة، كما حلل الدكتور ثين.

المرحاض الذي قام المالك بتثبيت كاميرا خفية فيه.
لفكّ رموز هذه الأفعال غير المتحضرة وغير الأخلاقية، قال الدكتور دو كانه ثين إن الأشخاص الذين يُصوّرون سرًا لأغراضٍ مُختلفة. قد يكون ذلك بدافع الفضول، أو الانحراف، أو لإشباع رغباتهم الجنسية. ويُعدّ هذا أيضًا شكلًا من أشكال التحرش الجنسي، وسلوكًا مرضيًا، واضطرابًا نفسيًا وفسيولوجيًا. ولإشباع نفسية شخصية واهتماماتٍ شاذة، يلجأ الأشخاص إلى كل وسيلة لجمع صورٍ حساسة للضحايا.
بالإضافة إلى ذلك، يلجأ كثيرون إلى التصوير سرًا لتحقيق مكاسب شخصية. ينشرون صورًا حساسة على الإنترنت، أو يبيعون معلومات، أو يستخدمون هذه الفيديوهات والصور لابتزاز الضحايا، مما يضغط عليهم لتحقيق رغباتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يلجأ بعض الأشخاص إلى التصوير سرًا بدافع الانتقام بسبب خلافات وصراعات مع الضحية، مستخدمين مقاطع فيديو وصورًا حساسة كأدوات للضغط والانتقام الشخصي.
كما اعترف عالم الجريمة والأستاذ المشارك الدكتور دو كانه ثين بأن الوضع المؤلم والمنتشر على نطاق واسع للتصوير السري ينبع من حقيقة أنه مع تطور المجتمع، هناك العديد من الأشكال المتنوعة في التعامل مع الحياة الروحية ويؤدي إلى العديد من السلوكيات الثقافية المنحرفة، مما يؤثر على وعي جزء من السكان، وخاصة الشباب.
بفضل انتشار الآلات والمعدات الحديثة، وسهولة استخدامها، أصبحت التصوير السري شائعًا كما هو الحال مؤخرًا. كما أن محدودية الوعي الاجتماعي تُغذي مجرمي التصوير السري وتفشيهم. يفتقر الكثيرون إلى الوعي اللازم لحماية أنفسهم أو تبسيط المشكلة، مما يُتيح ثغرات وفرصًا سانحةً لمن يُصوّرون سرًا لارتكاب أفعالهم.

صدمت تشاو بوي عندما رأت الصور التي تم تصويرها سراً لنفسها.
وفقًا للقانون الحالي، عند اكتشاف تصويرٍ سري (دون نشره على الإنترنت أو توزيعه، وللمرة الأولى)، يُعتبر ذلك مجرد عقوبة إدارية. يعتقد الكثيرون أن هذه العقوبة خفيفة مقارنةً بالضرر الذي قد يلحق بالضحية. ووفقًا للدكتور ثين، فإن شدة العقوبة تعتمد على العواقب. ومع ذلك، في الواقع، لا تتم معالجة هذه الانتهاكات بدقة وفي الوقت المناسب، وعدد القضايا المرفوعة أمام القضاء قليل، وبالتالي لا يتحقق هدف الردع.
فما هي الحلول المطلوبة لحماية خصوصية كل فرد ومنع تكرار سلوكيات التصوير السري المماثلة في المستقبل؟
في إجابته على هذا السؤال، قال الدكتور ثين إنه يجب على جميع أفراد المجتمع احترام القانون وفهم أن مثل هذه الأفعال تُعدّ مخالفات قانونية. إذا كانت المخالفة بسيطة، يُمكن التعامل معها إداريًا، وإذا كانت أكثر خطورة، فيجب التعامل معها جنائيًا. بالإضافة إلى ذلك، يجب على كل شخص أن يتزود بالمعارف والمهارات اللازمة لمنع نفسه من الوقوع ضحية للتصوير السري. كما يجب على أجهزة إدارة الدولة اتخاذ إجراءات دعائية وتثقيفية . يجب على مالكي مرافق التأجير والفنادق والأماكن العامة إدراك مسؤوليتهم في حماية خصوصية العملاء. وعلى وجه الخصوص، يُعدّ صوت الضحية بالغ الأهمية. فهو أساسٌ مهمٌّ للوكالات المتخصصة للتحقيق في القضية والتعامل معها على الفور.
مصدر
تعليق (0)