يخضع الأطفال لفحوصات العيون في مستشفى ثانه هوا للأطفال.
عندما يصبح الأطفال "مدمنين" على الإنترنت
بسبب انشغالات العمل، تركت عائلة السيدة ل.ت.ت. في حي هاك ثانه ابنتهم في المنزل بمفردها للدراسة بنشاط. بعد انتهاء ابنتهم من الدراسة، يمكنهم استخدام جهاز الآيباد. ظنّوا أن هذه طريقة آمنة لمساعدة ابنتهم على الابتعاد عن أصدقاء السوء أثناء غياب والديهم. مع ذلك، لاحظت السيدة ت. مؤخرًا تغيرات في ابنتها. من فتاة مرحة ونشيطة، أصبحت ل. (ابنة السيدة ت.) نادرًا ما تتحدث مع والديها، وغالبًا ما "تحبس" نفسها في غرفتها. في كثير من الأحيان، كانت السيدة ت. تبادر بالحديث والتقرب من ابنتها، لكن ل. كانت دائمًا تتجنب مقابلتهما، وكثيرًا ما كانت تستخدم هاتفها لتصفح الإنترنت والرسائل النصية. ظنًا منهما أن ابنتهما مغرمة، قررتا أخذ هاتفها، وفوجئتا بردود فعل سلبية من ابنتهما، مثل: رفضها تناول الطعام، والبقاء في غرفتها، وعدم التحدث مع والديها...
عندما لاحظتُ أن طفلي يعاني من اضطراب نفسي، أخذته إلى طبيب، وشخّصه الطبيب باضطراب نفسي، يُظهر علامات سلوك لا يمكن السيطرة عليه، ويُشتبه في أنه ناتج عن كثرة استخدامه للأجهزة الذكية لفترة طويلة. لطالما ظننتُ أن طفلي يستخدم الهاتف لدراسته، لكنني لا أعرف متى انجذب إلى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، مما أثر بشكل كبير على صحته. حاليًا، تُرافق عائلتي طفلي لتجاوز هذه الفترة العصيبة، كما قالت السيدة ت.
قصة السيدة LTT ليست فريدة من نوعها. فالسيدة NTH، من بلدية ثيو كوانغ، تعمل أيضًا على مساعدة طفلها على الإقلاع عن "إدمانه" على الهاتف. ابنة السيدة H. تبلغ من العمر ثلاث سنوات هذا العام. في السابق، ولأن طفلها كان كسولًا لتناول الطعام، كانت تسمح له بمشاهدة هاتفها أثناء كل وجبة. حتى أنها كانت تشغل قنوات الرسوم المتحركة لتجعله يجلس ساكنًا ويتجنب العبث. ومع ذلك، لاحظت السيدة H. مؤخرًا أن عيني طفلها ترمشان باستمرار، فأخذته إلى الطبيب، وقال الطبيب إنه يعاني من متلازمة بصرية واضطراب في التكيف بسبب آثار التعرض المستمر للأجهزة الذكية.
قالت السيدة ن.ت.هـ: "في البداية، لم أكن أسمح لطفلي بالنظر إلى الهاتف أثناء اللعب أو الأكل، بل كان يُبدي ردود فعل حادة، كالبكاء والاستلقاء ورفض الأكل... بعد ذلك، حدّت بشدة من نظر طفلي إلى الهاتف. أحيانًا أستخدم الآيباد كأداة لدعم طفلي في تعلم اللغة الإنجليزية وتعزيز قدرته على الحركة، مما يُهيئ له بيئة لعب مريحة وصحية."
عواقب غير متوقعة
لا شك أن الأجهزة الذكية، كالهواتف والحواسيب، تُساعد الأطفال على التعلم واستكشاف العالم من حولهم. إلا أن الإفراط في استخدامها دون توجيه من الأقارب، يُعرّض الأطفال بسهولة لمعلومات وصور "غير لائقة"، مما يجعلهم عرضة للمخاطر الاجتماعية، بما في ذلك مشاكل في العين، والأرق، وتلف الجهاز الهيكلي، والسمنة، والتهابات الجلد، وضعف جهاز المناعة...
في حديثه عن تأثير الأجهزة الذكية على عيون الأطفال، قال الدكتور هوانغ هوا كوينه، رئيس قسم طب العيون بمستشفى ثانه هوا للأطفال: "إن استخدام الأطفال للأجهزة الذكية لساعات طويلة ومتواصلة يجعل عيونهم أكثر عرضة لقصر النظر، وخاصة في سن المدرسة الابتدائية. يرمش الأطفال أقل عند النظر إلى الشاشة، مما يسبب جفاف العين وإجهادها واضطرابات التكيف، كما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يثبط الميلاتونين، مما يصعب على الأطفال النوم، ويؤثر على نومهم".
من منظور الصحة النفسية، قالت الدكتورة هوانغ ثي هونغ، من قسم صحة المرأة بمستشفى ثانه هوا للأمراض النفسية: "يستخدم العديد من الأطفال الأجهزة الذكية لدرجة نسيانهم تناول الطعام والنوم، مما يقلل من حاجتهم للنوم، مما يؤدي إلى توتر عصبي وقلق وعصبية يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال المرض النفسي. يشعر الأطفال بالقلق عندما لا تكون هواتفهم بجانبهم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية خطيرة، والتي قد تؤدي تدريجيًا إلى الاكتئاب والقلق".
وأضافت الدكتورة هوانغ ثي هونغ أن قضاء الأطفال وقتًا طويلًا على الأجهزة الذكية يُسهّل عليهم الانشغال بها، ويتجنبون الخروج والتفاعل مع الآخرين، مما يُصعّب عليهم الاندماج في المجتمع. كما يُسبب الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية فقدان التركيز لدى الأطفال، مما يُقلّل من تحصيلهم الدراسي ويُهملهم. حتى أن بعض الأطفال يُقلّدون السلوكيات السلبية على الإنترنت، مما يُسبب لهم اضطرابات سلوكية كالعدوانية والانفعال والتخريب والصراخ عند عدم تلبية طلباتهم. وفي كثير من الحالات، قد يُصابون بالانفعال أو فرط النشاط، وهو ما قد يُسبب لهم حالة من الذهان إذا لم يُعالجوا في الوقت المناسب.
من الواضح أن الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية يؤثر سلبًا على صحة الأطفال. لذلك، لمساعدة الأطفال على التخلص من الإدمان عليها، يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة وأن يتحدثوا مع أطفالهم بصراحة عن الآثار الضارة لإساءة استخدام هذه الأجهزة؛ وأن يضعوا حدودًا لاستخدام الهاتف، وأن يطبقوا القواعد بصرامة، وأن يعاقبوا بشدة عند مخالفتها. بالإضافة إلى ذلك، يجب على العائلات تشجيع أطفالهم على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية داخل المدرسة وخارجها، حتى لا يكون لديهم وقت فراغ كافٍ للتفكير في الألعاب الإلكترونية، وبالتالي الدراسة بجد وممارسة الرياضة لتحسين صحتهم.
المقال والصور: ثو ثوي
المصدر: https://baothanhhoa.vn/tac-dong-cua-thiet-bi-thong-minh-den-suc-khoe-cua-tre-253956.htm
تعليق (0)