تعزيز الثقة السياسية ورفع مستوى التعاون الجوهري بين فيتنام وكوريا

ستكون الزيارة الرسمية للأمين العام تو لام وزوجته إلى جمهورية كوريا فرصة للجانبين لتعميق التبادلات الاستراتيجية، وتحديد الاتجاهات والتدابير اللازمة لتطوير العلاقات الثنائية بطريقة جوهرية وشاملة وفعالة، وفي الوقت نفسه فتح اتجاهات جديدة للتنمية في مجالات التعاون المهمة والمحتملة.

نائب وزير الخارجية الدائم، نجوين مينه فو. (الصورة: وزارة الخارجية)

هذا ما صرّح به نائب وزير الخارجية الدائم، نجوين مينه فو، في مقابلة صحفية قبيل أول زيارة رسمية للأمين العام تو لام إلى كوريا الجنوبية في منصبه الجديد. وتقدم صحيفة نهان دان، بكل احترام، محتوى المقابلة.

المراسل: هل يمكنك أن تخبرنا عن غرض وأهمية الزيارة الرسمية التي قام بها الأمين العام تو لام إلى كوريا الجنوبية؟

نائب الوزير نجوين مينه فو: بدعوة من رئيس جمهورية كوريا لي جاي ميونغ، سيقوم الأمين العام تو لام وزوجته، برفقة وفد فيتنامي رفيع المستوى، بزيارة دولة إلى جمهورية كوريا في الفترة من 10 إلى 13 أغسطس 2025. وهذه أيضًا أول زيارة دولة يقوم بها الأمين العام تو لام إلى جمهورية كوريا في منصبه الجديد. إن دعوة الجانب الكوري للأمين العام تو لام للزيارة كأول "ضيف دولة" تُظهر الأهمية التي يوليها الجانب الكوري للعلاقات مع فيتنام، وكذلك للأمين العام نفسه.

وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه الوضع الإقليمي والعالمي صعوبات وعدم استقرار في العديد من جوانب السياسة والأمن والاقتصاد والتجارة والاستثمار... كوريا وفيتنام شريكتان رائدتان لبعضهما البعض في العديد من المجالات مثل السياسة والأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والسياحة والعمالة والتبادل الشعبي.

وستكون هذه فرصة للجانبين لتعميق التبادلات الاستراتيجية، وتحديد الاتجاهات والتدابير اللازمة لتطوير العلاقات الثنائية بطريقة جوهرية وشاملة وفعالة؛ وفي الوقت نفسه، فتح اتجاهات جديدة للتنمية في مجالات التعاون المهمة والمحتملة، وخاصة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وبالتالي جلب فوائد عملية لشعبي البلدين، والمساهمة في السلام والاستقرار والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.

وتُعد الزيارة أيضًا فرصة لفيتنام لنقل تصميمها وتطلعاتها إلى بناء دولة قوية ومزدهرة، وجذب أقصى قدر من الموارد الدولية لخدمة أهداف التنمية في العصر الجديد للأمة، إلى الأصدقاء الكوريين والمجتمع الدولي.

وفي سياق قيام فيتنام ببناء وتنفيذ التوجهات التنموية الرئيسية للبلاد، فإن الزيارة الرسمية للأمين العام تو لام توضح بشكل أكبر السياسة الخارجية القائمة على الاستقلال والاعتماد على الذات والتعددية والتنويع والاستباقية والنشاط والتكامل الدولي الشامل والعميق والفعال، كما أنها تشكل نشاطًا خارجيًا مهمًا لتعزيز تنفيذ القرار رقم 59 للمكتب السياسي بشأن التكامل الدولي في الوضع الجديد.

وبناء على الأهمية والدلالة المذكورة أعلاه، أعتقد أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الأمين العام تو لام وزوجته والوفد رفيع المستوى من فيتنام إلى كوريا ستكون ناجحة للغاية، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة السياسية ورفع مستوى التعاون الجوهري بين البلدين.

وفي الوقت نفسه، ستفتح الزيارة مجالات جديدة للتعاون مثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي، بما في ذلك طاقة أشباه الموصلات، والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التعاون في مجال تبادل الخبرات وتطوير الصناعات الثقافية، مما يقدم مساهمات عملية للشعب ومجتمع الأعمال في البلدين.

المراسل: هل يمكنكم تقييم النتائج المتميزة في العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة وما هي الإمكانيات والاتجاهات المتوقعة في العلاقات بين البلدين في الفترة المقبلة؟

نائب الوزير نجوين مينه فو: بعد أكثر من 30 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أصبحت العلاقة بين فيتنام وكوريا نموذجًا مميزًا وفعالًا وعميقًا للعلاقات. وقد وصل إطار العلاقة بين الجانبين إلى أعلى مستوياته، وهو الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتتمتع العلاقات بثقة سياسية عالية بفضل التعاون الوثيق في العديد من المجالات، مما حقق فوائد عملية لشعبي البلدين وقطاعيهما التجاريين.

وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي، تحافظ فيتنام وجمهورية كوريا بشكل منتظم على تبادل الوفود والاتصالات على كافة المستويات، وتشجعان على التنفيذ الدوري لآليات التعاون، وخاصة في مجالات السياسة والدفاع والأمن.

لا يزال الاقتصاد والتجارة والاستثمار ركائز أساسية في التعاون الثنائي. تُعدّ كوريا حاليًا أكبر مستثمر وثالث أكبر شريك تجاري لفيتنام. كما تُعدّ فيتنام شريكًا رئيسيًا تُقدّم له كوريا مساعدات تنموية. وقد شهد التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والعمل والسياحة وغيرها إنجازات مهمة، مع استمرار الابتكار كمًا ونوعًا.

وفي مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، أحد التعاونات المتوقع أن تكون ركيزة جديدة في العلاقات الثنائية، حققت الدولتان العديد من النتائج المشجعة، بما في ذلك مشروع دعم تطوير المركز الوطني للابتكار، ومشروع معهد فيتنام الكوري للعلوم والتكنولوجيا (VKIST) في هوا لاك، وحاضنة التكنولوجيا كان ثو...

يتطور التعاون في مجالي العمل والتبادل الثقافي باستمرار، مُلبيًا احتياجات الجانبين. لدينا حوالي 350 ألف فيتنامي في كوريا، وأكثر من 200 ألف كوري في فيتنام، منهم أكثر من 100 ألف عائلة متعددة الثقافات، وتربطنا علاقات ودية بالتبادل الثقافي في حوالي 100 منطقة من الجانبين.

إلى جانب ذلك، يتم تعزيز التبادل والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين في المحافل الإقليمية والدولية في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، مما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المشتركة في المنطقة والعالم.

وأعتقد اعتقادا راسخا أن النتائج التي تحققت خلال هذه الزيارة ستكون القوة الدافعة والإلهام لفيتنام وكوريا لتوارث وتعزيز ورفع مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والمساهمة في قضية بناء وتنمية كل بلد، من أجل السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.

نهاندان.فن

المصدر: https://nhandan.vn/tang-cuong-tin-cay-chinh-tri-nang-tam-hop-tac-thuc-chat-giua-viet-nam-va-han-quoc-post899676.html