وأكد الخبراء والمعلمون على ملاءمة وضرورة ذلك، وحددوا الصعوبات واقترحوا ما يجب القيام به لتنفيذ توجيهات رئيس الوزراء بشكل فعال.
خطوة استراتيجية
قال الدكتور تون كوانغ كونغ، رئيس كلية تكنولوجيا التعليم بجامعة التربية (جامعة فيتنام الوطنية، هانوي)، إن التحول إلى الاختبارات المحوسبة خطوة استراتيجية تعكس التوجه الحتمي للتعليم في العصر الرقمي. وأوضح ذلك من خلال أربعة ركائز رئيسية.
أولاً، تعزيز الموضوعية والشفافية والإنصاف في التعليم. تساعد تقنيات المراقبة المتقدمة (مثل التعرف على الوجه، ومراقبة السلوك، وقفل التطبيقات، ومنع التدخل المحيطي...) ودمج الاختبارات عشوائيًا على منع الغش بفعالية؛ وإجراء تصحيح تلقائي للاختبارات، والقضاء على الذاتية، وتقليل الأخطاء، وضمان الدقة. جميع بيانات الاختبار مشفرة ومخزنة بشكل آمن، مما يقلل من خطر الكشف عن نتائج الاختبار أو تصحيح الدرجات.
ثانيًا، زيادة الكفاءة وتوفير التكاليف. يُؤتمت النظام العمليات الوظيفية للامتحان، مما يسمح بالتسجيل والتنظيم والتصحيح وإعلان النتائج والإشراف والفحص اللاحق، مما يوفر الوقت والموارد البشرية والتكاليف. كما أن إمكانية تنظيم الامتحانات في جلسات ومناوبات وأماكن متعددة تُضفي مرونةً وتُخفف الضغط على المرافق.
ثالثًا، يتماشى مع توجهات تطوير التعليم والتكنولوجيا الرقمية ، ويتكيف مع بيئة التعلم والعمل الرقمية. ويتزامن هذا النموذج مع العديد من الامتحانات المعيارية الدولية، مما يُهيئ الظروف للتكامل التعليمي العالمي، ويعزز الابتكار التعليمي، ويشجع الاستثمار في تطوير بنية تحتية تكنولوجية جديدة في التعليم.
رابعًا، ستُحدث البيانات الضخمة وتفاصيل أداء الطلاب من الاختبارات الحاسوبية - وهي مورد قيّم لتحليل وتقييم فعالية التدريس وتحسين البرامج التعليمية - تغييرًا جذريًا في فلسفة الاختبارات. أي الانتقال من التقييم البسيط إلى تحليل البيانات التعليمية، وتعزيز التعلم الشخصي القائم على الأدلة، وبناء ملفات تعريف رقمية شخصية للمتعلمين لربطها بقواعد بيانات السكان، بما يخدم أغراض الضمان الاجتماعي والتنمية البشرية.
وبحسب الدكتور تون كوانج كونج، فإن "تحويل" امتحان التخرج من المدرسة الثانوية بهذه الطريقة لا يعالج الأهداف الأساسية والرئيسية للامتحان فحسب، بل يخلق أيضًا "دفعة" استراتيجية ذات تأثيرات شاملة وبعيدة المدى على التعليم.
من واقع تجربتها في التعليم العام، ترى السيدة فان هوانغ تو نغا، مديرة مدرسة لو فان فيت الثانوية (فينه لونغ)، أن تنظيم امتحان التخرج من المرحلة الثانوية عبر الحاسوب أمرٌ ضروري وهام، إذ يُهيئ بيئة امتحانية احترافية وعصرية. فهذه الطريقة تُقلل من الأخطاء البشرية وتحد من العوامل السلبية كالغش وتسريب الأسئلة.
لا حاجة لطباعة أو نقل أو تخزين أوراق الامتحانات، مما يُخفف الضغط على المشرفين ومراقبي الامتحانات في إدارة وجمع أوراق الامتحانات. تُصحح النتائج تلقائيًا وموضوعيًا، مما يضمن العدالة لجميع المرشحين. بيانات الامتحانات رقمية، مما يُساعد على إدارة النتائج وتجميعها وتحليلها بسرعة ودقة أكبر، وتعديلها وتحديثها عند حدوث أي تغييرات بمرونة أكبر.

يجب الاستعداد بعناية وشاملة
بالإضافة إلى التأكيدات العديدة على فوائد تنظيم امتحانات الثانوية العامة على أجهزة الحاسوب، أشارت السيدة فان هوانغ تو نغا أيضًا إلى تحديات التنفيذ. أولها البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات (غير المتزامنة بعد). لا تزال العديد من المناطق، وخاصةً المناطق النائية، تفتقر إلى معدات الحاسوب؛ ونقص في الاتصال بالإنترنت وشبكات الكهرباء، بالإضافة إلى قدرة الطلاب والمعلمين على استخدام أجهزة الحاسوب.
إن مسألة الأمن وسرية البيانات وضمان السلامة والسرية المطلقة لأسئلة الامتحانات والامتحانات والنتائج ليست بالأمر الهيّن، فالتكلفة الأولية مرتفعة. فالمتقدمون وأولياء الأمور وموظفو الإدارة التعليمية والمعلمون على دراية بالشكل التقليدي للامتحانات. وقد تظهر أثناء الامتحان مشاكل في الشبكة أو الأجهزة أو البرامج، وما إلى ذلك.
ومن هنا، أشارت السيدة فان هوانغ تو نغا إلى ضرورة تطوير وتحسين لوائح وقواعد جديدة للامتحان، بحيث تتناسب مع نظام الامتحانات المحوسبة، مع ضمان الدقة والشفافية. كما يجب تهيئة ظروف تنظيم الامتحان بعناية، مثل: بنية تحتية متزامنة وحديثة لتكنولوجيا المعلومات؛ وتدريب وبناء قدرات الطلاب والموظفين المشاركين في تنظيم الامتحان...
صرح الدكتور لي كوانغ مينه، نائب مدير معهد تكنولوجيا المعلومات بجامعة هانوي الوطنية، بأن تنظيم امتحان الثانوية العامة عبر الحاسوب أمرٌ مناسبٌ وممكنٌ تمامًا. إلا أن تنفيذه بفعالية يتطلب إعدادًا شاملًا ودقيقًا. ويتطلب ذلك، على وجه الخصوص، نظامًا قانونيًا واضحًا ومحددًا للوثائق، وهو شرطٌ أساسيٌّ لإجراء الامتحان على نطاق واسع وبشكل متزامن، بما يضمن السلامة والشفافية والكفاءة.
وفقًا للدكتور لي كوانغ مينه، فإن أحد التحديات التي تواجه تنظيم امتحانات التخرج من المرحلة الثانوية باستخدام الحاسوب هو الفجوة الرقمية، أي اختلاف الوصول إلى التكنولوجيا بين المناطق. لذلك، من الضروري وضع خطة عمل للاستثمار المكثف في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في المدارس، وتزويد أجهزة الحاسوب بشبكة الإنترنت، وتهيئة الظروف المناسبة لإتقان الطلاب لمهارات الحاسوب.
في الوقت نفسه، يتطلب تنظيم الامتحانات على الحاسوب بنك أسئلة غنيًا، يضمن كمية كافية، ومواصفات علمية وتربوية، وقدرة على تقييم قدرات المتعلمين بدقة. يجب أن تكون أسئلة الامتحان متشابهة بين الجلسات، مع تجنب اختلافات الصعوبة. وهذا مهم بشكل خاص عند تنظيم جلسات متعددة لعدد يصل إلى ملايين المرشحين سنويًا.
يتطلب بناء بنك أسئلة ضخم فريقًا من مُعدّي الأسئلة المحترفين. ومن الضروري البحث في تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم مُعدّي الأسئلة وتوليد الأسئلة تلقائيًا وفقًا لنموذج تدريب مُتخصص. وأكد الدكتور لي كوانغ مينه: "أسئلة الامتحانات هي أهم خطوة للتحضير الجيد عند تنظيم امتحان التخرج من المدرسة الثانوية على الحاسوب".
بالإضافة إلى ذلك، أشار نائب رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات بجامعة هانوي الوطنية إلى ضرورة أن يضمن برنامج تنظيم الامتحانات السلامة والأمان ومكافحة الغش. ويجب أن تستوفي مساحة قاعة الامتحان المعايير، وأن تكون مزودة بنظام مراقبة كالكاميرات الأمامية والخلفية. ويجب أن يكون برنامج تصحيح الامتحانات ذكيًا ومصممًا بدقة للتعامل مع مختلف ظروف الامتحان.
يجب أن تخضع عملية تطوير البرمجيات لموافقة مجلس متخصص، وأن تُختبر بدقة، وأن تضمن دقتها المطلقة قبل النشر الرسمي. إضافةً إلى ذلك، يجب أن تكون البنية التحتية للتكنولوجيا والشبكة مستقرة للغاية وعالية السرعة، مع مراعاة خطط احتياطية. فإذا واجه عدد قليل من المرشحين مشاكل في الاتصال أثناء الامتحان، فسيؤثر ذلك بشكل خطير على سير الامتحان بأكمله.
أؤيد تمامًا، وآمل أن يُطبّق تنظيم امتحانات الثانوية العامة على الحاسوب في أقرب وقت ممكن. سيؤدي تطبيق ذلك إلى نظام متكامل من الابتكار والإبداع، يعمل بشكل متزامن على منصة رقمية، مما يُشكّل محورًا لتغيير جوانب أخرى من الأنشطة التعليمية والوعي الاجتماعي بالتعليم اليوم. - د. تون كوانغ كونغ
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/to-chuc-thi-tot-nghiep-thpt-tren-may-tinh-kien-tao-mo-thuc-moi-trong-thi-cu-post737915.html
تعليق (0)