يُعدّ تعديل وتكملة قانون المناقصات فرصةً لإزالة العقبات القائمة منذ زمن طويل في أنشطة الاستثمار العام، لا سيما في ظل بطء وتيرة الصرف وتعثر العديد من المشاريع بسبب الإجراءات المعقدة وغير المرنة. لذلك، يرى نواب مجلس الأمة أن منح المستثمرين والكفاءات مزيدًا من الصلاحيات في اختيار أساليب المناقصات يتماشى مع سياسة اللامركزية، ويخلق مبادرات شعبية، ولكنه يحمل أيضًا مسؤولياتٍ لمنع ظهور "عروض مناقصات ودية".
مع التأكيد على الحاجة الملحة لتقليص وتبسيط الإجراءات وتقصير مدة تقديم العطاءات، إلا أن بعض الآراء أعرب نواب المجلس الوطني عن قلقهم إزاء تعديل وتكملة قانون المناقصات هذه المرة، والتي "تُكمّل مبدأ السماح للمستثمرين والأشخاص ذوي الكفاءة باختيار أشكال مناسبة لاختيار المقاولين (العطاء، أو المناقصة المُعيّنة، أو غيرها من الأشكال المنصوص عليها في القانون)، بناءً على حجم وطبيعة وشروط حزمة المناقصات، مع مراعاة ضمان الجودة والتقدم والكفاءة والمساءلة؛ وتوسيع نطاق المناقصة المُعيّنة، واختيار المقاولين والمستثمرين في حالات خاصة". يهدف هذا التفويض إلى تطبيق سياسة اللامركزية الشاملة وتفويض الصلاحيات في أنشطة المناقصات، وتعزيز دور ومسؤولية المستثمرين والأشخاص ذوي الكفاءة، والمساهمة في تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الاستثمارية.
ومع ذلك، ووفقًا لمندوبي الجمعية الوطنية، يُمكن أن يُؤدي هذا التنظيم بسهولة إلى ظهور آلية طلب العطاء، واستغلال السياسات، وإسناد العقود، وتعيين المقاولين ضمن نطاق ضيق لعدد من الشركات أو للشركات الصديقة، مما يُصعّب على الشركات الصغيرة والمتوسطة الوصول إلى المشتريات العامة والمشاركة في مشاريع الاستثمار العام. على سبيل المثال، المندوب فام فان هوا (الوفد) قال دونغ ثاب إنه في الواقع، كانت هناك حالة فاز فيها مقاول بعشرات المشاريع لسنوات عديدة، لكن انخفاض الأسعار لم يتجاوز 1%، مما لم يُحسّن كفاءة الدولة. لذلك، اقترح المندوب أن يُصاحب تنظيم المناقصات انخفاض كبير في الأسعار، بما يضمن جودة المشروع ووضوح مسؤولية المستثمر. وهذا يُسهم في توفير الوقت والتكاليف، وتجنب هدر ميزانية الدولة.
في الوقت الحالي، لا نشهد نقصًا في مشاريع الاستثمار العام التي تتسم بالبطء، والإطالة، وتجاوز الميزانية المخصصة، وعدم وضوح الجودة، بل وتخلف آثارًا سلبية تمتد لسنوات طويلة بعد إنجازها. ويكمن جزء من السبب الجذري في عملية اختيار المقاولين. لذلك، يُعد تمكين المستثمرين من اختيار شكل المقاول المناسب لواقع كل حزمة عطاءات أمرًا ضروريًا لإزالة العوائق التي تعترض تقدم مشاريع الاستثمار العام وجودتها. ومع ذلك، فإن مخاوف نواب مجلس الأمة مبررة تمامًا، إذ تُظهر الحقائق في الآونة الأخيرة أن "حزم العطاءات الودية" ليست معزولة.
إن اللامركزية والتمكين اللازمين لتمكين المستثمرين والكفاءات من اختيار شكل العطاءات أمران ضروريان. إلا أن ذلك يجب أن يقترن بآلية لربط المسؤوليات والمساءلة الشخصية والرقابة المستقلة. فبهذه الطريقة فقط، يمكن ضمان الانضباط في الإنفاق العام، دون المساس بطبيعة قانون العطاءات ومبادئه.
المصدر: https://baolangson.vn/trao-quyen-nhung-tranh-lam-quyen-trong-dau-thau-5051168.html
تعليق (0)