في 25 مايو 2023، حضر نائب رئيس الوزراء تران لوو كوانج وألقى خطابًا مهمًا في مؤتمر مستقبل آسيا الثامن والعشرين.
وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أشاد نائب رئيس الوزراء تران لوو كوانج بشدة بموضوع "تعزيز قوة آسيا في مواجهة التحديات العالمية"، الذي ليس مناسبا للغاية فحسب، بل هو أيضا دعوة إلى العمل، ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدول الآسيوية من أجل السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم .
أكد نائب رئيس الوزراء أن العالم وآسيا يشهدان تحولات عميقة، تنطوي على العديد من نقاط التحول، وفرص وتحديات متشابكة. وفي هذا السياق، يتعين على آسيا أن تتحلى بالمسؤولية، وأن تؤدي دورًا هامًا في عملية استغلال الفرص بفعالية، ومعالجة الصعوبات والتحديات الجسيمة التي يشهدها العصر.
نائب رئيس الوزراء تران لو كوانغ يتحدث في مؤتمر مستقبل آسيا الثامن والعشرين. الصورة: BNG
أكد نائب رئيس الوزراء أن آسيا تتمتع بكامل إمكاناتها ونقاط قوتها للمساهمة في حل التحديات الإنسانية، وأن تصبح نموذجًا يُحتذى به في السلام والتعاون والتنمية. وبناءً على ذلك، قدم نائب رئيس الوزراء تران لو كوانغ خمسة مقترحات مهمة:
أولا، يتعين على الدول الآسيوية أن تتقاسم وتنفذ رؤية بناء نظام دولي قائم على القواعد، مع وضع ميثاق الأمم المتحدة في مركزه؛ وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف بشكل مستمر، والمشاركة في إصلاح وتحسين فعالية مؤسسات الحوكمة العالمية مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها؛ وتعزيز التبادلات وتنسيق المواقف بشأن قضايا الحوكمة العالمية.
ثانيا، يتعين على آسيا أن تعزز بشكل أقوى وأكثر حسما الجهود والإجراءات المشتركة في مواجهة التحديات العالمية، والسعي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن معالجة التحديات العالمية الجديدة غير التقليدية مثل أمن الطاقة، والأمن السيبراني، والأمن البشري، والأمن الصحي، وما إلى ذلك؛ ودعم نهج عالمي في معالجة تحديات التنمية، وتشجيع المشاركة الأعمق للشركات في برامج ومشاريع التنمية، وتسهيل عمل المؤسسات، وتعزيز نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ثالثا، يتعين على البلدان أن تتعاون بشكل أوثق وأكثر فعالية لتحقيق التنمية السريعة والشاملة والمستدامة؛ وتعزيز محركات النمو الجديدة مثل التحول الرقمي، والتحول الأخضر، والابتكار.
وتحتاج البلدان الأكثر تقدماً في المنطقة إلى دعم البلدان النامية في تحسين قدراتها من حيث المؤسسات والبنية الأساسية والموارد البشرية وتبادل التكنولوجيا ونماذج الحوكمة والتعاون في تطوير سلاسل التوريد المستدامة والمعتمدة على الذات، وما إلى ذلك؛ وتطوير الاقتصاد على أساس يركز على الإنسان، مع الأخذ في الاعتبار القيم الثقافية الجيدة كأساس، واعتبار حل الصعوبات والتحديات القوة الدافعة لتعاون أقوى.
رابعا، تعزيز التبادلات الشعبية، وربط جيل الشباب، وتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة...، من أجل التواصل وتبادل القيم المشتركة.
خامسًا، يُعدّ ضمان تهيئة بيئة سلمية ومستقرة وترسيخها شرطًا أساسيًا للتنمية في آسيا والعالم. ومن الضروري اعتبار التضامن والتعاون والمسؤولية وبناء الثقة الاستراتيجية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية قاسمًا مشتركًا يُوحّد الدول للتغلب على الصعوبات والتحديات والأزمات.
وفيما يتعلق بقضية بحر الشرق، يتعين على الأطراف المعنية أن تنفذ بشكل جدي إعلان سلوك الأطراف في بحر الشرق ، وأن تتحرك نحو التوصل إلى مدونة سلوك موضوعية وفعالة في بحر الشرق وفقا للقانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 ؛ وفي الوقت نفسه، ممارسة ضبط النفس وتجنب الإجراءات التي تعقد الوضع وتنتهك سيادة وحقوق السيادة والاختصاص القضائي للدول المعنية التي أنشأتها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.
وأشاد نائب رئيس الوزراء بالدور المهم الذي تلعبه اليابان في الجهود الرامية إلى تعزيز قوة آسيا، مؤكدا أن اليابان رائدة في تعزيز المبادرات وتشكل حلقة وصل رئيسية في هيكل الارتباط الاقتصادي وسلاسل القيمة الإقليمية والعالمية، وهي رائدة في تعزيز التحول الرقمي والتحول الأخضر واستعادة وضمان أمن سلسلة التوريد وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري والاستجابة لتحديات التنمية.
أكد نائب رئيس الوزراء أن فيتنام تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع الشركاء، بما في ذلك الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام واليابان. وأعرب عن اعتقاده بأن فيتنام واليابان ستصبحان نموذجًا للشراكة التنموية القائمة على التنفيذ الفعال لأطر العمل ومشاريع التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة، والعلوم والتكنولوجيا، والعمل، وتدريب الموارد البشرية، ومواجهة تغير المناخ، والنمو الأخضر، والجيل الجديد من المساعدات الإنمائية الرسمية، والبنية التحتية الاستراتيجية، وضمان الأمن الغذائي، والتحول في مجال الطاقة.
وطلب نائب رئيس الوزراء من الشركات اليابانية مواصلة المساهمة في تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الثنائية، وجعلها أكثر فعالية واستدامة.
خلال المؤتمر أيضًا، استعرض نائب رئيس الوزراء، تران لو كوانغ، أهداف فيتنام التنموية وتوجهاتها ورؤاها وأولوياتها، مؤكدًا أن فيتنام تُطبّق سياستها الخارجية القائمة على الاستقلال والاعتماد على الذات والتعددية والتنويع، وأن تكون صديقًا عزيزًا وشريكًا موثوقًا به، وعضوًا فاعلًا ومسؤولًا في المجتمع الدولي. وتتعهد فيتنام ببذل قصارى جهدها من أجل السلام والتعاون والاستقرار والتنمية المزدهرة في آسيا والعالم.
سيعقد مؤتمر مستقبل آسيا الثامن والعشرون يومي 25 و26 مايو 2023 في طوكيو تحت عنوان "استغلال قوة آسيا لمواجهة التحديات العالمية".
وحضر المؤتمر رؤساء دول وقادة العديد من البلدان الآسيوية، بما في ذلك رئيس وزراء اليابان، ورئيس لاوس، ورئيس سريلانكا، ونائب رئيس وزراء سنغافورة، وتايلاند، ورئيس وزراء ماليزيا السابق... إلى جانب ما يقرب من 600 مندوب يمثلون حكومات البلدان، ومعاهد البحوث، والعلماء، والشركات في المنطقة وخارجها.
ركز مؤتمر هذا العام على مناقشة الوضع العالمي والإقليمي؛ ورؤية ودور واتجاه تعاون آسيا في حل القضايا العالمية، والتعافي الاقتصادي والتنمية، والتحول الأخضر، وتغير المناخ، وتضييق فجوة التنمية، وتراجع القيم الديمقراطية وعدم المساواة الاجتماعية.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)