
يُشكّل طبق "بِشْبَرمَك"، الذي يعني "الأصابع الخمسة"، جوهر المطبخ القرغيزي، إذ يُؤكل تقليديًا باليدين. وهو طبق نودلز مسطح يُقدّم مع لحم ضأن أو حصان مسلوق طري في مرق غني يُسمى "شوربو". في الولائم، غالبًا ما يُقدّم رأس خروف لضيف الشرف، وهو طقس رسمي من طقوس الضيافة القرغيزية.
من إرث "طريق الحرير"، تُحافظ قيرغيزستان على طبق "لغمان"، وهو طبق نودلز تقليدي يُحضّر يدويًا. تُقلى هذه النودلز الطويلة والطرية أو تُطهى في حساء مع لحم الضأن والفلفل الحلو والطماطم، مما يُضفي عليها نكهة غنية وتقنية تحضير فنية. ولا يزال عجن العجين للحصول على نودلز مثالية فخرًا للطهاة المحليين.
على ضفة بحيرة إيسيك كول، يتميّز المطبخ المحلي بطابعه المميز. يُعتبر أشلان فو، وهو طبق نودلز بارد وحار من مدينة كاراكول، طبقًا صيفيًا منعشًا، يجمع بين النودلز المطاطية والخل والثوم والبيض والأعشاب. من البحيرة، يصطاد الناس الشباك - وهو سمك يشبه سمك الشبوط الأحمر - ويُحضّرونه ببساطة عن طريق شويه على النار مع الملح، محافظين على نضارته الأصلية.
تتجلى واقعية الحياة البدوية في السمسا، وهي معجنات مثلثة الشكل محشوة بلحم الضأن والبصل، تُخبز في أفران فخارية. إنها وجبة سهلة التحضير وغنية بالطاقة، ومتوفرة في كل سوق واستراحة على الطرق الجبلية.
الكوميس حليب فرس مُخمّر، حامض، ذو رغوة خفيفة، ويحتوي على البروبيوتيك. يُعدّ مصدرًا غذائيًا قيّمًا للبدو، وقد توارثته أجيالٌ عديدة.
لاستكشاف المطبخ القيرغيزي بشكل كامل، يُمكن للزوار زيارة مطعم فايزة في العاصمة بيشكيك أو ركن نافات التقليدي مع موسيقى شعبية حية. وفي سوق أوش، تمتلئ الأكشاك بالتوابل واللحوم والكعك وعسل الجبال.
المطبخ القيرغيزي بسيط ولكنه غني، كشعبه، مرن ومنفتح وفخور. كل وجبة هي طقس بسيط، لقاء بين التقاليد والحاضر، ودعوة صادقة لمن يرغب في اكتشاف روح شعب بدوي في قلب آسيا الوسطى.
المصدر: https://hanoimoi.vn/am-thuc-tu-trai-tim-thao-nguyen-707314.html
تعليق (0)