الأسئلة الموجهة نحو الإنجاز مثل "كم درجة حصلت عليها اليوم" هي ما أسمعه كثيرًا، وسؤال "هل استمتعت بالدراسة؟" أصبح نادرًا. يطغى شعور الإنجاز على شعور البهجة بالدراسة، الذي رافق العديد من الطلاب في جميع مراحلهم التعليمية.
باعتباري شخصًا يذهب لاستلام أطفاله من المدرسة بشكل متكرر، فقد رأيت في كثير من الأحيان آباء يسألون عن درجات أطفالهم عند رؤيتهم.
يفرح الآباء والأمهات عندما يسمعون أن أطفالهم يحصلون على درجات عالية، أو بالأحرى، ١٠ درجات كاملة. هناك حالات يُوبَّخ فيها الطلاب الذين يحصلون على ٩ درجات، لأنها تُعتبر بالنسبة لبعض الآباء درجة منخفضة. حتى أن بعضهم يُظهر خيبة أمل وينتقد أطفاله ويوبخهم على حصولهم على درجات منخفضة أمام العديد من الآباء والأمهات الآخرين.
ولأنهم يهتمون فقط بالشهادات ولقب الطلاب المتفوقين "في كل المجالات"، فإن العديد من الآباء يضغطون بشدة على أبنائهم، ويسرقون طفولتهم من خلال دفن رؤوسهم في الكتب فقط.
عندما يذهب الآباء لاستلام أبنائهم، يجب عليهم أن يسألوهم "هل استمتعتم بالمدرسة اليوم؟" بدلاً من السؤال عن درجاتهم.
بصفتي مُعلّمًا في المرحلة الثانوية، أشعر بالحزن الشديد عندما يُحبّ بعض الطلاب المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية داخل المدرسة وخارجها، لكنّ أولياء أمورهم يمنعونهم من ذلك. فهم لا يُريدون لأبنائهم المشاركة خوفًا من إضاعة الوقت والتأثير على تحصيلهم الدراسي.
أخبرني بعض الطلاب: "والداي لا يريدان مني سوى الدرجات العالية، ولا يريدان أي شيء آخر". عندما سمعتُ اعترافات الطلاب، شعرتُ بالحزن بسبب كثرة الآباء والأمهات.
كأب، لا أسأل أبدًا أسئلة تتعلق بالدرجات مثل: "كم عدد النقاط التي حصلت عليها اليوم؟"، "كم عدد العشرات التي حصلت عليها في هذا الفصل الدراسي؟"...
قبل الامتحانات النهائية للفصل الدراسي والسنة، لا أريد أن يشعر ابني بالضغط أو "التكديس"، لذا أنصحه بالهدوء كالمعتاد. أُعلّمه أن يكون مبادرًا في دراسته، وأُشدّد على أهمية المعرفة الجديدة، لا أن يحفظها عن ظهر قلب للحصول على درجات عالية.
أريد أن أكون من يحفز أبنائي على الدراسة، لا من يضغط عليهم. لهذا أسألهم كل يوم تقريبًا: "هل استمتعتم بالدراسة اليوم؟" أحيانًا يقولون "جيد"، لكنهم غالبًا يقولون "سعيد". مجرد سماعهم يقولون "سعيد" يُسعدني.
غالبًا ما نتفاعل مع أطفالنا من خلال القصص التي يروونها عن دروسهم وأصدقائهم في المدرسة. في مثل هذه الأوقات، يشعر الأطفال بسعادة أكبر عندما يتشاركون مع والديهم، فيكونون بمثابة أصدقاء يستمعون إليهم.
غالبًا ما أنصح أطفالي بالمشاركة في الأنشطة المدرسية (باستثناء مسابقة الطالب المتميز التي تعتمد على المعرفة المدرسية الابتدائية) لتحسين صحتهم، وتعلم دروس التضامن، ومعرفة كيفية التعامل مع المواقف، وتحمل المسؤولية الجماعية، والاستعداد للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية من أجل النمو بشكل أكبر، ومحبة بعضهم البعض أكثر...
أنا أكثر سعادة عندما أتشارك مع والدي كل يوم في المدرسة.
كلما زادت الأنشطة التي يشارك فيها أطفالكم، زادت الدروس الواقعية التي يتعلمونها. وهذه أيضًا مهارة ضرورية. فالاستمتاع بالتعلم يعني التعلم الجيد، والتمتع بطفولة حقيقية، واحترام نموهم.
"هل استمتعتَ بالمدرسة اليوم؟" ليس سؤالًا مملًا أكرره يوميًا. إنه سؤال يُشعر السائل والمُوجّه إليه بالسعادة والبهجة.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)