اشترت هانوي هوين، البالغة من العمر 22 عامًا، خمسة مشدات لترتديها لإنقاص وزنها وتقليل الدهون. بعد أسبوع، كان جانبي خصرها مليئين بالكدمات والعلامات الحمراء.
يبلغ طول هوين متراً ونصف، ويزن أكثر من 60 كيلوغراماً، وتحاول بكل الطرق إنقاص وزنها. تتناول طعاماً صحياً، وأطعمةً نيئة، وتمارس الرياضة، وتقفز بالحبل، لكنها لا تفقد سوى بضعة كيلوغرامات ثم تستعيدها. اشترت عبر الإنترنت خمس مجموعات من أحزمة التهوية المضادة للتدحرج. قال البائع إنها مصنوعة من المطاط، وتتميز بتبديد جيد للحرارة، ولا تسبب الحكة. كما نصح البائع بارتدائها بانتظام لمدة شهرين، وسيصبح شكل خصرك كالساعة الرملية، وسيقل حجمه بمقدار 4-7 سم. ارتديها لمدة 5-7 ساعات يومياً، "في البداية ستشعرين بألم، مما يعني أن الدهون تذوب".
تتضمن المجموعة حزامًا وحمالة صدر مضادة للحكة. في اليوم الأول من ارتدائها، شعرت هوين بألم في جانبي خصرها، ثم حكة، لكنها أصرت على استخدامها. في اليوم الثاني، ظهرت بقع داكنة وكدمات كثيرة على بطنها بسبب ضيق الحزام. بعد أسبوع، اضطرت للتوقف عن ارتدائه بسبب الألم الشديد الذي أصابها لدرجة أنها لم تستطع التنفس، وصعوبة الوقوف والجلوس، وكانت بطنها ملتهبة ومحمرة.
وقالت هوين "لم يكن هناك سوى الألم، ولم يكن هناك فقدان للوزن"، مضيفة أنها اشتكت إلى البائع و"ألقي عليها اللوم لعدم اتباع عملية الاستخدام، لذلك لم يكن هناك استرداد للمال".
استخدمت السيدة ماي، البالغة من العمر 29 عامًا، مشدًا أيضًا، وقالت إنه "ليس بنفس فعالية الشائعات". كانت ترتديه يوميًا، إلا عند النوم. في كل مرة تذهب فيها إلى النادي الرياضي، كانت تشدّ المشد قليلًا لزيادة فعاليته. في البداية، عانت من ألم في البطن، ظنًا منها أنه بسبب وضعية جسدها غير الصحيحة.
تعتقد مدربة اللياقة البدنية دينه ثي بيتش، من مركز الرياضة والثقافة في مقاطعة هوانغ ماي، حيث تمارس السيدة ماي، أن ارتداء الحزام يعيق الحركة، ويسبب اختلال التوازن، وآلامًا في البطن، وله تأثير مؤقت فقط في حرق الدهون. وتنصح المدربة الطلاب بإعطاء الأولوية لتمارين البطن والتوقف عن ارتداء الحزام لعدم تأثيره على حرق الدهون.
كان بطن هوين أحمر اللون ومُصابًا بكدمات وخدوش عديدة بعد استخدام المشد. الصورة: مقدمة من الشخصية.
في الآونة الأخيرة، انتشرت أحزمة الخصر بتصاميم وألوان وأسعار متنوعة. ويؤكد الكثيرون أنهم يرتدونها طوال اليوم، باستثناء وقت الاستحمام، لتنحيف خصورهم وشد صدورهم. ومن بين الحالات العديدة التي عانوا فيها من مضاعفات بسبب استخدام الحزام، السيدة هوين والسيدة ماي.
قال الدكتور كالفن كيو ترينه، رئيس مركز تصحيح الجهاز العضلي الهيكلي في مستشفى 1A (مدينة هو تشي منه)، إن هذه الطريقة مؤقتة فقط للأشخاص الذين يعانون من دهون البطن ويرغبون في ارتداء ملابس شد الخصر، وعند إزالتها، تبقى الدهون موجودة. في كثير من الحالات، يرتدي الناس الحزام مع ممارسة الرياضة، ويُعتقد خطأً أن فقدان الوزن ناتج عن ارتداء الحزام.
تستخدم هذه الطريقة حزامًا للخصر لشد هذه المنطقة، مما يؤدي إلى ضغط الدهون، لكن في الواقع لا تختفي الدهون بل تنتقل إلى مناطق أخرى من الجسم، ضاغطةً على المعدة والرئتين والحجاب الحاجز والصدر، مسببةً انزعاجًا. ارتداء الحزام بانتظام يضغط على البطن، مسببًا فتقًا في السرة والأربية والظهر والحجاب الحاجز، ومن بينها فتق الإربي والحجاب الحاجز، وهو فتق طارئ وخطير للغاية يتطلب جراحة عاجلة.
تشعر المرأة التي ترتدي المشد دائمًا بضغط على معدتها، وسرعة امتلاء المعدة، بل وحتى بألم في المعدة. يؤثر ضغط المشد على المعدة، مما يزيد من خطر ارتجاع الطعام إلى المريء، وهو أمر غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من أمراض معوية. قد تسبب النساء اللواتي يستخدمن المشدات بعد الولادة ألمًا في جرح الجراحة. مؤخرًا، استخدمت امرأة تبلغ من العمر 39 عامًا مشدًا لشد بطنها لإنقاص وزنها، ثم عانت من ألم في المعدة وقيء، وشخّصها الطبيب بتمزق في الكبد ونزيف داخلي.
"هذا هو فقدان الوزن القسري، والذي لا يعيق الحركة فحسب، بل يؤثر أيضًا على أنشطة الأكل اليومية"، كما قال الطبيب.
يُوصي الدكتور بوي دوك نغوت، من قسم الجراحة العامة بمستشفى البريد ، بأن ارتداء مشد البطن قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وانخفاض السعة الحيوية (انخفاض حجم الرئة التنفسي)، وقرح الضغط. كما أن استخدامه لفترات طويلة قد يُسبب مضاعفات مثل البواسير، وفتق الفخذ، وفتق الإربي، نتيجةً لزيادة ضغط البطن، وكثرة التبول، واضطرابات الجهاز الهضمي.
يعاني الكثير من الأشخاص غير البدينين من تراكم دهون البطن، لأن حوضهم ملتف للأمام، وأسفل بطنهم منتفخ، وأردافهم مرتفعة، وأجسامهم مدفوعة للأمام، مما يعطيها شكل البطة. هذه حالة شائعة ناتجة عن وضعية تمرين خاطئة. قال الطبيب: "في هذه الحالة، سيزيد ارتداء مشد الظهر من المشكلة سوءًا، ويسبب آلامًا في الظهر". ونصح بالذهاب إلى المستشفى لتعديل وضعية الجسم وتدوير الحوض للخلف.
محاكاة لأعضاء الجسم التي تتغير باستخدام مشد. الصورة: Pulse
سجلت الأدبيات الطبية العالمية لقرون أن النساء يعانين من تلف الأعضاء الداخلية نتيجة ارتداء مشدات ضيقة جدًا. في دراسة نُشرت في مجلة Cureus عام ٢٠٢٠، قال الخبراء إن ارتداء الملابس الضيقة قد يُسبب تلفًا في الأعضاء بسبب "الضغط والكدمات ونقص التروية".
قالت دينا برسوم، أخصائية العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في مستشفى الجراحة الخاصة في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، إن المشدات تؤثر أيضًا على الأعضاء الداخلية، مما يؤدي إلى تحركها إلى أوضاع غير طبيعية، بل ويقطع تدفق الدم الذي يسمح لها بالعمل بشكل طبيعي. كما يمكن أن تسبب المشدات مشاكل في الهضم، والإمساك، والارتجاع، وإضعاف الجهاز العضلي الهيكلي. ويمكن أن يضغط الحزام على حركة الحجاب الحاجز، وهو العضلة التي تفصل القلب والرئتين عن الأعضاء الأخرى، مما يؤثر سلبًا على عملية التنفس.
ينصح الأطباء بعدم ارتداء الحزام بشكل مستمر يوميًا. لضمان السلامة، يُنصح بارتدائه لمدة ساعة أو ساعتين فقط يوميًا، بمستوى مريح، وخلعه عند النوم. إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك، فعليك الجمع بين ممارسة التمارين الرياضية المناسبة واتباع نظام غذائي صحي.
مينه آن - نهو نغوك
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)