خلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرارًا بالتفاوض مع روسيا لتخفيف التوترات بين البلدين. فهل ستشهد العلاقات الأمريكية الروسية تغيرًا جذريًا في عهد ترامب؟
باب المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا مفتوح على مصراعيه
قال يوري بوروفسكي، رئيس إدارة العلاقات الدولية والسياسة الخارجية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية/ وزارة الخارجية الروسية، إن فوز المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 هو "نافذة فرصة" للعلاقات الأمريكية الروسية، التي تمر بأصعب فترة في التاريخ.
خلال الحملة الانتخابية، عبّر السيد ترامب مرارًا وتكرارًا عن براغماتيته تجاه روسيا. وعلى عكس الرئيس الحالي جو بايدن وغيره من الديمقراطيين، فإن السيد ترامب مستعد للتفاوض مع روسيا، وهذا يُشكّل أساسًا جيدًا لبناء علاقات أمريكية-روسية فعّالة ومقبولة للطرفين.
علاوة على ذلك، فاز الحزب الجمهوري أيضاً بالسيطرة على الأغلبية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب بأكمله تقريباً في الكونجرس الأميركي، لذا فإن التوقعات بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستخفف التوترات مع روسيا سوف تكون أكبر، بل وحتى تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا ورفعها في نهاية المطاف.
فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في اجتماع سابق. الصورة: ريانوفوستي
من غير المرجح أن يتغير النهج الأمريكي العام تجاه المنافسة الجيوستراتيجية مع روسيا، ولكن من المرجح أن تشهد المواجهة تغييرات جذرية ومتوقعة. كما أن هناك آراءً كثيرة تُشير إلى أن الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، ستتخلى عن بناء الهيمنة الليبرالية، وستبدأ في بناء سياستها الخارجية على أساس الواقعية بشكل أساسي.
وبعبارة أخرى، قد تتمكن واشنطن من الاعتراف بظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب، وهو ما قد يعطي السياسة الخارجية الأميركية تجاه روسيا والصين وغيرهما من مراكز القوة نبرة أكثر براجماتية وضبطا وبناءة.
لكن هناك آراء أخرى ترى أنه لا يمكن استبعاد إمكانية خلافة أوباما في السياسة الخارجية على الرغم من فوز المرشح الجمهوري للرئاسة؛ لأن نظام القوة الأميركي بأكمله لا يمكن إعادة هيكلته بين عشية وضحاها، ومع شخصية الرئيس دونالد ترامب القوية وغير المتوقعة، كما حدث في ولايته الأولى، فإن ذلك قد يتسبب في معاناة روسيا وبقية العالم من تصعيد جديد للتوترات.
القضية الأساسية - الصراع في أوكرانيا
سيظل الصراع العسكري في أوكرانيا جانبًا أساسيًا في العلاقات الأمريكية الروسية، على الأقل في بداية ولايته. وقد سبق للسيد ترامب أن أعلن عن نيته القيام بدور "الوسيط الرئيسي" في الصراع الأوكراني في حال فوزه بالرئاسة. هذا يعني أنه حتى قبل توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2025، سيسعى السيد ترامب وفريقه إلى التعاون الوثيق مع القيادتين الروسية والأوكرانية.
سيعتمد مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية إلى حد كبير على حل النزاع في أوكرانيا. بعد انتخاب ترامب رئيسًا، من المتوقع أن يتغير دور الولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية. فعلى عكس الديمقراطيين، لن يسعى ترامب إلى "هزيمة استراتيجية" لروسيا، وسيحاول تهدئة الوضع دون الإضرار بمصالح الولايات المتحدة ومجمعها الصناعي العسكري.
سيكون الصراع الروسي الأوكراني محور سياسة السيد ترامب المقبلة. الصورة: رويترز
وبحسب الخبير الروسي يوري بوروفسكي، فمن المرجح أن يحاول السيد ترامب التوفيق بين موسكو وكييف في أقرب وقت ممكن، وبالتالي تقديم نفسه للناخبين الأميركيين والعالم أجمع كوسيط ممتاز.
يحتاج الرئيس المنتخب ترامب إلى السلام في أوكرانيا لعدة أسباب. أولاً، يشعر ترامب بالاستياء لأن الولايات المتحدة أنفقت منذ عام ٢٠٢٢ مبالغ طائلة على أوكرانيا كان من الممكن استخدامها لأغراض أخرى. ثانياً، لدى ترامب سبب وجيه لإلقاء اللوم على الرئيس الحالي جو بايدن والديمقراطيين في بدء الصراع الدموي. ثالثاً، يريد ترامب أن يُخلّد في التاريخ باعتباره السياسي الذي أنقذ البشرية من حرب عالمية. على عكس بايدن، الذي "ورث" سياسة أوكرانيا خلال سنواته في إدارة أوباما، لا تربط ترامب أي صلة على الإطلاق بحكومة كييف الحالية ولا يهتم شخصياً بدعم غير محدود لإدارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. علاوة على ذلك، بدأ الديمقراطيون، متهمين ترامب بالضغط على زيلينسكي، إجراءات عزل ضده في عام ٢٠١٩، وهو أمر لن ينساه بالتأكيد.
من المرجح أن يشهد المجتمع الدولي خلال الفترة المقبلة مقترحات ملموسة من إدارة ترامب القادمة لحل النزاع في أوكرانيا. ومع ذلك، يرى محللون أن رفض موسكو وكييف تقديم تنازلات، حتى في مواجهة إنذار واشنطن الذي ذكره دونالد ترامب وفريقه، قد يؤدي إلى تصعيد أكبر للصراع وتدهور أكبر في العلاقات الأمريكية الروسية.
لقد أثبت التاريخ أن ما يسمى بصفقة القرن التي اقترحها السيد ترامب في عام 2020 لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد فشلت، على الرغم من أن الحروب الحالية بين إسرائيل في الشرق الأوسط جرت خلال فترة الحزب الديمقراطي.
لذلك، إذا فشلت جهود إدارة ترامب "لصنع السلام"، فسيزداد الصراع في أوكرانيا جمودًا وقد ينتقل إلى مرحلة أكثر خطورة. في الوقت نفسه، قد يكون هناك سيناريو آخر يُجمّد فيه الوضع الراهن في الصراع الأوكراني، ويبقى خامدًا لأشهر أو سنوات.
ها آنه
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/ong-donald-trump-se-giup-quan-he-my--nga-binh-thuong-tro-lai-post320979.html
تعليق (0)