بدأ كل شيء في عام 2021. بدأ ديفيد سورتيس، 51 عامًا، يوم عمله المعتاد بتسليم أرفف من الخضراوات والفواكه إلى العديد من المدارس في يورك، شمال يوركشاير، وفقًا لصحيفة الإندبندنت (المملكة المتحدة).
أصيب السيد ديفيد سيرتيس بمرض التهاب الكبد الوبائي ب بعد خدش في يده.
لكن أثناء عمله، خدش يده بظفره عن طريق الخطأ. كان مجرد جرح صغير، ولم يُعر السيد سورتيس اهتمامًا كبيرًا. لكن بعد أربعة أسابيع، بدأ جسده يضعف بشكل ملحوظ.
كان يشعر بتعب شديد، وإرهاق دائم تقريبًا. تدهورت صحته، مما جعله ينام كثيرًا ويتأخر عن العمل. ثم اضطر إلى ترك عمله حرصًا على صحته. قال السيد سورتيس: "اضطررت إلى ترك عملي لأنني كنت متعبًا جدًا ولم أستطع فعل أي شيء".
كان يقضي معظم يومه في المنزل. كان السيد سورتيس ينام ما بين 15 و16 ساعة يوميًا، واستمر على هذا الحال قرابة شهر. ولأنه كان يعيش بمفرده، لم يلاحظ أحد أن جلده بدأ يتحول إلى اللون الأصفر.
في أحد الأيام، زار صديقٌ السيد سورتيس ولاحظ اصفرارًا غير طبيعي في جلده. اليرقان عرضٌ شائعٌ لأمراض الكبد. كان هذا اللقاء هو ما أنقذ حياة السيد سورتيس.
أوصل الصديق السيد سورتيس إلى عيادة طبية على الفور. قال السيد سورتيس: "بمجرد أن رآني موظف الاستقبال، اتصلوا بطبيب. ثم جاء طبيب لفحصي وطلب مني الذهاب إلى المستشفى فورًا".
نُقل إلى مستشفى هدرسفيلد في هدرسفيلد، شمال يوركشاير، حيث اكتشف الأطباء إصابته بالجفاف، فوضعوه على المحاليل الوريدية. وكشفت فحوص الدم لاحقًا عن وجود كميات كبيرة من فيروس التهاب الكبد الوبائي ب في جسد السيد سورتيس.
وقال السيد سورتيس: "جاءني طبيب متخصص في الكبد بعد ذلك وقال إنه لم يسبق له أن رأى أي شخص على قيد الحياة يحمل مثل هذا القدر المرتفع من الفيروس".
التهاب الكبد الوبائي ب هو عدوى كبدية تنتقل عبر الدم والمني والإفرازات المهبلية. في حالة السيد سورتيس، دخل فيروس التهاب الكبد الوبائي ب جسمه من خلال خدش في يده. تشمل الأعراض الشائعة التعب والحمى واصفرار الجلد والعينين. يمكن الشفاء منه في غضون بضعة أشهر. ومع ذلك، إذا تُرك دون علاج، فقد يُسبب تلفًا خطيرًا في الكبد ومرضًا كلويًا مزمنًا.
أُبلغ السيد سورتيس بتوقف كليتيه عن العمل، واستحالة إجراء عملية زرع. وقدّر الأطباء أنه لم يتبقَّ له سوى اثنتي عشرة ساعة ليعيشها، وطلبوا من عائلته الحضور لرؤيته. فاتصل على الفور بابنته البالغة من العمر عشر سنوات، راغبًا في قضاء الدقائق الأخيرة معها.
لكن لدهشة الأطباء، قاوم السيد سورتيس المرض وتحسّنت حالته يومًا بعد يوم. وخرج أخيرًا بعد أربعة أشهر في المستشفى. وخلال فترة العلاج، تناول الدواء فقط ولم يحتج إلى أي جراحة أو زراعة.
رغم نجاته، انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد عامين من المرض. لم يتبقَّ له سوى 10% من وظائف الكبد، وكان جسده منهكًا بشكل مزمن، ولم يكن قادرًا على المشي أكثر من 200 متر. اضطر إلى ترك عمله والعيش على الإعانات الاجتماعية. كان الرجل مضطرًا لتناول الدواء يوميًا، وإذا توقف عنه، سيموت في غضون 7 أيام، وفقًا لصحيفة الإندبندنت .
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)