يوم المعلم الفيتنامي (20 نوفمبر) مناسبة خاصة للطلاب وأولياء الأمور للتعبير عن امتنانهم للمعلمين الذين كرّسوا جهودهم للتعليم . ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، أصبحت مسألة تقديم الهدايا في هذه المناسبة محور جدل. في مدينة بون ما ثوت (داك لاك)، أثارت إعلانات من بعض المدارس مؤخرًا حول رفض المعلمين قبول الهدايا اهتمام المجتمع، مما أثار تضاربًا في الآراء حول معنى وكيفية تقديم الشكر للمعلمين.
وعلى وجه التحديد، وفقًا لرئيس إدارة التعليم والتدريب في مدينة بون ما ثوت، فإن حقيقة أن بعض المدارس في المنطقة أعلنت أن المعلمين لا يتلقون الهدايا بمناسبة 20 نوفمبر ليست لائحة إلزامية ولكنها تُظهر توجه المدارس في تنظيم العطلة بطريقة مهيبة وذات مغزى واقتصادية ومناسبة للظروف الفعلية.
يوم المعلم الفيتنامي (20 نوفمبر) هو مناسبة خاصة للطلاب وأولياء الأمور لإظهار الامتنان للمعلمين الذين كرسوا أنفسهم لقضية التعليم. - رسم توضيحي من: IT |
في بعض المدارس، بادر المعلمون بإرسال رسائل لأولياء الأمور، مؤكدين أن أثمن هدية لهم هي تقدّم طلابهم وسلوكهم الجيد. وكتب أحد المعلمين عادةً: "بالنسبة لهيئة التدريس، أثمن هدية هي الإنجازات الأكاديمية للطلاب. لذلك، نرجو من أولياء الأمور، بكل احترام، عدم عناء تحضير هدايا للمعلمين، حتى لا يشعروا بالحرج ".
بالإضافة إلى ذلك، تُنظَّم أنشطة هادفة، مثل حملة "أسبوع الدراسة الجيدة، الانضباط الجيد"، ومسابقات الرسم، والعروض الفنية، لتحل محل تبادل الهدايا. هذه الأنشطة لا تساعد الطلاب على التعبير عن امتنانهم بطريقة عملية فحسب، بل تُبرز أيضًا دور المعرفة والجهد الشخصي في إظهار الامتنان للمعلمين.
حظي خبر رفض الهدايا بدعم كبير من أولياء الأمور ومجتمع الإنترنت. يعتقد الكثيرون أنه في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، سيخفف الامتناع عن الهدايا الضغط المالي على الأسر التي تمر بظروف صعبة. والأهم من ذلك، أن هذا يُسهم في بناء بيئة تعليمية سليمة، حيث لا تتأثر القيمة الحقيقية ليوم المعلم الفيتنامي بالعوامل المادية.
علّق أحد أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "أتفق مع رأي المعلمين في عدم قبول الهدايا. هذا يُخفف الضغط عن العائلات. الأهم هو أن يدرس أطفالنا جيدًا وأن يكونوا مطيعين، فهذه هي الهدية المناسبة للمعلمين ".
وفي الوقت نفسه، تقول آراء كثيرة إن تنظيم الأنشطة التعليمية مثل العروض الفنية ومسابقات الرسم لا يساعد الطلاب على فهم قيمة الامتنان بشكل أفضل فحسب، بل يشجع أيضًا الإبداع والتماسك في البيئة المدرسية.
رغم موافقة معظم الناس على رفض الهدايا، إلا أن هناك آراءً ترى أن تقديم هدية رمزية صغيرة أمرٌ لا ينبغي الاستهانة به. فهم يرون أن الهدايا وسيلةٌ للتعبير المباشر عن الامتنان والاهتمام، بما يتماشى مع ثقافة الامتنان الفيتنامية.
قال أحد أولياء الأمور: "يوم المعلم فرصة لنا للتعبير عن امتناننا لمن كرّسوا قلوبهم لتعليم أطفالنا. باقة من الزهور الطازجة أو هدية صغيرة في حدود إمكانيات كل عائلة ليست كثيرة، ولا تُفقد العيد قيمته الجوهرية " .
بالإضافة إلى ذلك، ثمة مخاوف من أن حظر أو رفض الهدايا قد يُفقدها بعضًا من معناها التقليدي في يوم المعلم الفيتنامي. ففي الثقافة الفيتنامية، لا تقتصر الهدايا على التعبير المادي فحسب، بل تحمل أيضًا قيمة روحية، تُعبّر عن المودة والاحترام للمعلمين.
لا شك أن للمعلمين دوراً هاماً في تثقيف وتوجيه وبناء مستقبل أجيال الطلاب. فهم لا ينقلون المعرفة فحسب، بل يصقلون شخصيات الطلاب ويساعدونهم على أن يصبحوا مواطنين صالحين. إن جهود المعلمين الصامتة، لا سيما في ظل التحديات العديدة التي يواجهها قطاع التعليم، تستحق التقدير حقاً.
من السهل ملاحظة أن كل فرد، في مسيرة تطوره، يتأثر بمعلم واحد على الأقل، يُلهمه ويشجعه على تحقيق النجاح. لذا، لا يُعد يوم المعلم الفيتنامي مناسبةً للطلاب وأولياء الأمور للتعبير عن امتنانهم لمعلميهم فحسب، بل يُتيح أيضًا للمجتمع فرصةً لإعادة تقييم الدور المهم للتعليم.
مع ذلك، لا ينبغي أن يقتصر تكريم المعلمين على الهدايا أو كلمات الشكر في الأعياد. ولإظهار الامتنان الحقيقي، لا بد من تحسين ظروف عمل المعلمين بشكل مباشر، وزيادة دخلهم، وضمان بيئة عمل آمنة وصحية. هذه هي الهدية الأثمن والأكثر استدامة التي يمكن للمجتمع أن يقدمها لمهنة التدريس.
في ظل الظروف الراهنة، لا ينبغي أن يكون تقديم الهدايا أو عدم تقديمها محور يوم المعلم الفيتنامي. الأهم هو أن تنبع أفعال الامتنان من قلب صادق وتستهدف قيمًا حقيقية.
المشكلة ليست في تقديم الهدايا من عدمه، بل في كيفية تقديمها. أيها الآباء والأمهات، لا تضغطوا على أنفسكم! لا تجعلوا العيد مناسبةً للتفاخر والتنافس الاجتماعي، بل ركزوا على بناء بيئة تعليمية نظيفة، يُكرّم فيها المعلمون ليس بالهدايا، بل بجهود الطلاب في التفوق والدراسة، من خلال أجيال من الطلاب الموهوبين الذين يُساهمون بكل ما أوتوا من قوة في خدمة الوطن. هذا هو المعنى الأسمى ليوم الامتنان الإنساني للوطن.
تعليق (0)