اللحوم والأسماك عناصر غذائية مهمة لنمو الجسم، لكن الإفراط في تناول البروتين لا يضر بالكبد والقلب والكلى فحسب، بل يسبب أيضًا هشاشة العظام وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والأورام. فكيف نتناول طعامًا صحيًا؟
مصادر البروتين من الحيوانات والنباتات للجسم - صورة توضيحية
يؤدي الإفراط في تناول البروتين إلى جميع أنواع الأمراض.
قالت الدكتورة نجوين ثي لام، الأستاذة المساعدة ونائبة المدير السابق للمعهد الوطني للتغذية، إن اللحوم والأسماك (البروتين) من العناصر الغذائية المهمة التي لا غنى عنها لنمو الجسم.
لكننا الآن معرضون لخطر الإفراط في تناول البروتين. فعند استهلاكه بكميات تتجاوز الحد المسموح به، يصبح أي نوع من البروتين ضارًا بالجسم، وخاصةً البروتين الحيواني.
عند تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني، تحدث عملية هضم في الجسم، مما يُنتج بسهولة النواتج النهائية من النيتروجين واليوريا وحمض اليوريك. تزيد هذه المواد من حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحموضة. في هذه المرحلة، يجب على الجسم استخلاص الكالسيوم من العظام لتكوين فوسفات الكالسيوم، الذي له تأثير قلوي ويحافظ على استقرار درجة الحموضة.
يُسحب الكالسيوم الزائد من العظام، مما يُسبب هشاشة العظام. في الوقت نفسه، عند تناول الكالسيوم لموازنة التوازن الحمضي القاعدي في الدم، يُطرح عبر الكلى. تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً، مما يؤدي إلى ترسب الكالسيوم في الكلى.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى، تكون القدرة على إخراج الكالسيوم أسوأ، مما يُسهّل ترسبه وتكوين حصوات الكلى. كما أن تناول الكثير من البروتين يزيد من حمض اليوريك، مما يُسبب ترسبات في المفاصل، ما يُسبب النقرس. كما يُمكن أن يترسب في الأعصاب، مُسببًا ألمًا عصبيًا.
على وجه الخصوص، لحوم الحيوانات قليلة الألياف، لذا تُطرح ببطء وبشكل غير كامل. تبقى هذه المواد في الأمعاء وتُنتج مواد أخرى، هي النيتروجين وحمض البوليك واليوريا، وهي عوامل تُسبب سرطان الأمعاء.
لا تحتوي اللحوم على نسبة عالية من البروتين فحسب، بل تحتوي أيضًا على نسبة عالية من الدهون المشبعة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يتفق الدكتور تران آنه توان، من مستشفى هونغ فيت للأورام، مع هذا الرأي، إذ يقول إن البروتين ضروري لتكوين العضلات والإنزيمات. يستطيع الإنسان إنتاج البروتين لجسمه فقط من البروتين الذي يوفره الطعام، لكن الجسم لا يستطيع إنتاجه بمفرده.
لذلك، يُعدّ تناول اللحوم ضروريًا جدًا للجسم، وخاصةً للأطفال. ولكن لا تُفرط في تناولها، لما لها من خصائص تُقلّل من نسبة الكالسيوم في العظام، وتُزيد من حموضة بلازما الدم، وتُؤثّر سلبًا (بسبب البيورينات) على الجهاز القلبي الوعائي والكبد والكلى، وتُرفع مستوى الكوليسترول في الدم...
يجب أن يكون النظام الغذائي متوازنًا ومتنوعًا، وأن يتضمن اللحوم (بما في ذلك الأسماك والروبيان) والخضروات والفواكه.
تناول الكثير من اللحوم يُنتج الكثير من الفضلات (اليوريا وحمض اليوريك). لذلك، يُنصح باستهلاك البروتين باعتدال، خاصةً للحوامل، ومرضى القلب، وارتفاع ضغط الدم، والنقرس، ومرضى الكلى.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي البروتين أيضًا على البيورينات السامة للقلب والكبد والكلى. لحوم الخيول، وأحشاء الحيوانات، ولحوم الصيد غنية بالبيورينات. غالبًا ما تحتوي اللحوم على الدهون، وخاصةً الدهون المشبعة. كما أنها غنية بالكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يجب أن تكون الوجبات متوازنة من حيث العناصر الغذائية - صورة توضيحية
يؤدي اختلال التوازن القلوي والحمضي إلى تلف العظام والكلى.
الأطعمة التي نتناولها نوعان رئيسيان: قلوية وحمضية. الأطعمة الحمضية ليست الأطعمة الحامضة التي نتخيلها، بل هي أطعمة غنية بالبروتين الحيواني كاللحوم والأسماك والجبن والحبوب. أما الأطعمة القلوية فتشمل الفواكه والخضراوات، والتي قد تكون حامضة كالليمون والكاراميل والتمر الهندي.
للحفاظ على صحة جيدة، يجب أن يضمن نظامنا الغذائي توازنًا حمضيًا قلويًا. يؤدي اختلال التوازن الحمضي القلوي إلى زيادة الحموضة أو زيادة القلوية، مما يؤدي إلى اضطراب الامتصاص، ويسبب العديد من الأمراض في الجسم.
على وجه الخصوص، فإن تناول كميات كبيرة من اللحوم والأسماك بانتظام، مع عدم تناول كمية كافية من الخضراوات، سيؤدي إلى تفاقم الحموضة الزائدة أو زيادتها بشكل دائم. لن يتمكن الجسم من التخلص منها، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة وأمراض عديدة: التعب، وقلة التركيز، وأمراض الأمعاء، وتسوس الأسنان، والإمساك، والصداع، وضعف الأوتار والعظام.
وبحسب الدكتورة لي ثي هاي - المديرة السابقة لمركز استشارات التغذية بالمعهد الوطني للتغذية، فإن العديد من الأطفال يعانون من الكساح لأن والديهم يعطونهم الكثير من البروتين.
السبب هو أن الإفراط في تناول البروتين قد يُسبب حُماضًا أيضيًا، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الكالسيوم في البول. ونتيجةً لذلك، يُصاب الأطفال بالكساح رغم بقاء كمية الكالسيوم المُتناولة والمُمتصة في مستواها الطبيعي.
وفي تحليل لحالة تناول كميات كبيرة من اللحوم والأسماك التي تسبب هشاشة العظام والكساح وغيرها، قال الخبراء إن العظام هي المكان الذي يتم فيه تخزين المواد القلوية (الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وغيرها).
لذلك فإن تناول الكثير من اللحوم والأسماك يعني زيادة الحموضة بشكل مستمر، وسوف تطلق العظام عناصر الكالسيوم والمغنيسيوم، وتدريجياً ستفقد العظام المعادن، وخاصة في حالات الحموضة العالية والطويلة الأمد سوف تؤدي إلى هشاشة العظام مع اضطرابات في بنية أنسجة العظام.
تُقلل الحموضة الزائدة أيضًا من كتلة العضلات، إذ تقوم الكلى بسحب الأحماض الأمينية الزائدة من العضلات لمعادلة الحموضة الزائدة، مما يؤدي إلى ضمور العضلات على المدى الطويل. علاوة على ذلك، تزيد الحموضة الزائدة من خطر تكوّن حصوات في البول، المرتبطة بإفراز الكالسيوم عبر الكلى، مما يزيد من خطر الشعور بألم حصوات الكلى.
للحصول على عظام قوية، من الضروري الاهتمام بمزيج القلوي والحامض في الوجبات اليومية.
لتقليل الحموضة، يجب تجنب الإفراط في تناول اللحوم والأسماك والبيض والحلويات أو الكحول. لزيادة القلوية، يُنصح بتناول الكثير من الخضراوات الورقية والفواكه والمأكولات البحرية وفول الصويا، بالإضافة إلى شرب الكثير من الحليب. تشمل أفضل تركيبة غذائية: 70% أطعمة قلوية (خضراوات، فواكه)، و30% أطعمة حمضية (لحوم، أسماك).
صحي = توازن البروتين الحيواني والنباتي
بحسب الأطباء، من المستحيل الاستغناء عن اللحوم، خاصةً للأطفال الصغار والحوامل. تختلف كمية البروتين التي يحتاجها الجسم باختلاف العمر والنشاط البدني. احتياجات البروتين مرتفعة لدى الأطفال والحوامل والمرضعات.
في بعض الظروف الفسيولوجية الطبيعية، تكون الحاجة اليومية من اللحوم كما يلي: الأطفال ١٠ غرامات/سنة؛ الحوامل والمرضعات ١٠٠-١٥٠ غرامًا؛ البالغون ١٠٠ غرام؛ وكبار السن ٦٠-١٠٠ غرام. يجب تضمين الأسماك في قائمة الطعام مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، مع تقليل اللحوم الدهنية.
إذا كنت ترغب في زيادة البروتين في نظامك الغذائي وتقليل الآثار الضارة المذكورة أعلاه، فعليك اختيار البروتين النباتي. سابقًا، كانت نسبة مكملات البروتين الحيواني والنباتي للبالغين 50/50، ولكن الآن، مع تطور علم التغذية، يعتقد الناس أن البروتين الحيواني يسبب العديد من العيوب، لذا فإن النسبة المناسبة هي 30/70.
لتقييم مدى ملاءمة كمية البروتين، من الضروري النظر في نسبتها مع مجموعات المواد الأخرى (النشويات والدهون) في النظام الغذائي. وبناءً على ذلك، ينبغي أن تكون نسبة مجموعات المواد ١٢-١٥٪ بروتين، ٢٠-٢٥٪ دهون، ٦٠-٧٠٪ كربوهيدرات.
[إعلان 2]
المصدر: https://tuoitre.vn/an-qua-nhieu-thit-ca-de-sinh-benh-tai-sao-20241024074840949.htm
تعليق (0)