باعتباري معلمة صف لسنوات عديدة، كنت أعرف وشاركت في حل مشكلة العنف المدرسي مع زملائي.
لا يزال التعليم المدني الجيد يميل إلى العنف
أجد أن محتوى دروس التربية المدنية لا يكفي لتغيير تفكير الطلاب. فإذا انشغل المعلمون بتلقين القوانين، سيكتفي الطلاب بحفظ الدروس دون تطبيقها عمليًا.
هناك حالات عديدة يحصل فيها الطلاب الذين يميلون إلى استخدام العنف لحل النزاعات على درجات عالية في التربية المدنية. ومن خلال البحث، وجدتُ أن هؤلاء الطلاب يعتقدون أن استخدام العنف ضد أصدقائهم هو أفضل وسيلة لإثبات قوتهم وصدقهم. كما أنهم يجذبون فصائل للوقوف إلى جانبهم لتهديد أصدقائهم وقمعهم.
وللمساعدة في منع العنف المدرسي، يتعين على المدارس والمعلمين رفع الوعي بين الطلاب بأن جميع الخلافات والصراعات والنزاعات يمكن حلها من خلال العرض والاستماع والتعاطف وإيجاد أرضية مشتركة بحيث يشعر كلا الجانبين بالرضا.
ينبغي على معلمي الصفوف أن يكونوا قدوة حسنة في سلوكهم تجاه المجتمع من جوانب عديدة، متخذين المصالحة والتنازل والتسامح مبادئ أساسية. كما ينبغي عليهم الامتناع عن استخدام العنف ضد الطلاب ليكونوا قدوة حسنة.
بالإضافة إلى الدرس الرئيسي، يمكن للمعلمين مشاركة المزيد من المقالات والقصص القيّمة حول حل النزاعات في الحياة والعواقب الوخيمة للعنف المدرسي. من خلال الاستماع والملاحظة والتعبير عن آرائهم حول هذه القضية، يمكن للطلاب تدريجيًا التوصل إلى حلول قائمة على تجنب النزاعات والعنف.
بالإضافة إلى الدرس الرئيسي، يمكن للمعلمين مشاركة المزيد من المقالات والقصص الجيدة حول حل النزاعات في الحياة والعواقب الخطيرة للعنف المدرسي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدارس والمعلمين أيضًا إطلاق عروض مسرحية هزلية في الفصل الدراسي، أمام المدرسة، وكتابة قصص حول كيفية التعامل مع المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى العنف المدرسي.
حلول من الحب
تضم مدرستي ما يقرب من 2000 طالب. يُنظّم المدير زيارات ميدانية ويحلّ المواقف المعقدة في الأماكن الحساسة بالمدرسة، مثل السلالم ودورات المياه في الكافتيريا، لمنع العنف المدرسي.
تم تركيب أنظمة كاميرات في كل مكان، ويوجد قسم للمراقبة وحل المشكلات فورًا. يُنصح المعلمون بالتواجد بالقرب من الطلاب خلال ساعات الدراسة. يصل المعلمون إلى الفصل قبل 10 دقائق من بدء الحصة للاطمئنان على حالة الفصل. يتم تسجيل أي مشاكل غير عادية وحلّها فورًا.
في نهاية كل حصة، يغادر المعلمون مع الطلاب، ويتأكدون من عدم بقاء أي طالب في الفصل أو في ساحات المدرسة. وفي طريق العودة، يُذكّر المعلمون بضرورة الاهتمام بطلاب المدرسة، وفي حال حدوث أي مشكلة، عليهم المشاركة في حلها ومنعها فورًا.
يقوم المعلمون والطلاب بقراءة الكتب معًا أثناء الاستراحة.
يُذكَّر الطلاب بعدم الذهاب إلى أماكن مهجورة، أو بعيدة عن منازلهم، أو عن المدرسة... لحل المشكلة بناءً على طلب أصدقائهم. حماية النفس أمرٌ بالغ الأهمية. لا تختبئوا من الأهل والمعلمين لحل المشكلة بأنفسكم. حتى الوقوف مكتوف الأيدي أمام صديق يتعرض للإساءة، وتشجيعه بالكلام والأفعال، وعدم إيقافه، وعدم إبلاغ المعلمين والأهل لحل المشكلة، والمشاركة في الإساءة، وتصويرها، وتوزيع صورها، ومقاطع فيديو لها... تُعَدُّ أيضًا مخالفاتٍ للقواعد والقانون، وسيتم التعامل معها.
يتطلب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصةً مشاركة صور وأفعال بعضنا البعض والتعليق عليها، حذرًا شديدًا، إذ يُعدّ مصدرًا للخلافات والنزاعات التي قد تؤدي إلى العنف. حتى بالنسبة للبالغين، قد تؤدي الخلافات عند المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مخالفات قانونية. لذلك، يجب على المعلمين أن يكونوا قدوة حسنة في عدم استخدام هذه المواقع للهجوم على الآخرين، أو الإساءة إليهم، أو التعبير عن مشاعرهم، أو مشاركة أمور غير مفهومة.
لسنواتٍ طويلة، كنتُ مُعلّمةَ صفٍّ، وكنتُ دائمًا قريبةً من الأطفال. كنتُ أقضي بضع دقائق يوميًا في زيارة الفصل. وفي فترة الاستراحة، كنتُ أجلسُ مع الأطفال. كنتُ أُلاحظُ الشذوذ، والنظراتِ القلقةِ والخائفة، والقلقِ والاضطرابِ لدى الأطفال...
التنسيق الوثيق بين المدرسة والأسرة
ينظم المعلمون أنشطة جماعية، وترفيهًا، وتجارب، وعملًا اجتماعيًا في المنطقة لبناء جماعة متحدة، داعمة، وتقدمية. غالبًا ما يتم التخطيط لحوادث الشجار الطلابي، بل والإعلان عنها مسبقًا. في بعض الحالات، تُحدد مجموعات الطلاب أدوارًا لكل شخص: الاعتداء المباشر، والتصوير، والمراقبة، والتهديد لمنع الضحية من إبلاغ المدرسة بالحادثة. من خلال قنوات التواصل مع الطلاب على Zalo وفيسبوك، يجب على المعلمين لفت انتباه الطلاب إلى ضرورة إبلاغ المعلمين فورًا في حال اكتشافهم أي تفاصيل مشبوهة أو شعورهم بالتهديد.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أخذ التعاون بين المؤسسات المدرسية وأولياء الأمور على محمل الجد. لا ينبغي للمدارس والمعلمين الاكتفاء بالاتصال الهاتفي أو إرسال الرسائل النصية أو دعوة الطلاب إلى المدرسة للإعلان عن مخالفاتهم، أو اقتراح إجراءات تأديبية مناسبة لردعهم... بل ينبغي عقد اجتماعات صادقة، تُهيئ للطلاب الظروف المناسبة لملاحظة أخطائهم واقتراح سبل تصحيحها. لا ينبغي للأسر والمدارس إدانة الطلاب المخطئين أو التحيز ضدهم، بل ينبغي مساعدتهم بصبر على إدراك أخطائهم وتصحيحها طواعيةً.
كما أنشأتُ شبكة معلومات من زملائي وطلابي الذين كانوا دائمًا يُطلعونني على الظواهر التي يجب ملاحظتها للحد من الآثار السلبية للعنف المدرسي. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، فبفضل الرعاية والحب اللذين أبديتهما للطلاب، نجح فصلي الدراسي والمدرسة بأكملها في الحد من مشكلة العنف المدرسي إلى أدنى حد، ووثق أولياء الأمور، وكان الطلاب متحدين وودودين حقًا، فكان كل يوم في المدرسة يومًا سعيدًا بحق.
ندعو القراء للانضمام إلى المنتدى: ما هو الحل لمشكلة العنف المدرسي؟
بهدف تحديد السبب الجذري وإيجاد حلول فعّالة للوقاية من العنف المدرسي، تُطلق صحيفة ثانه نين منتدىً بعنوان "ما هو الحل لمشكلة العنف المدرسي؟". نتطلع إلى تلقي تعليقات قرائنا.
يمكن للقراء إرسال مقالاتهم وتعليقاتهم إلى thanhniengiaoduc@thanhnien.vn. ستُمنح المقالات المختارة للنشر حقوق الملكية وفقًا للوائح. شكرًا لمشاركتكم في المنتدى.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)