ويشهد امتحان الثانوية العامة، الذي عقد لأول مرة في ظل برنامج التعليم العام الجديد في عام 2018، آراء متباينة حول صعوبة الامتحان وتوحيد القبول بالجامعات.
وقد أثيرت العديد من التساؤلات حول ما إذا كان هذا الاختبار يعكس بدقة قدرات الطلاب الحقيقية ويساعدهم على الاستعداد الجيد للتحديات المستقبلية.
وقد أعرب خبراء التعليم الأجانب عن آرائهم من منظور شخصي، من خلال الملاحظات العملية في فيتنام والعديد من البلدان الأخرى حول العالم .
تحول امتحانات التخرج من المدرسة الثانوية
وفي تقييمه لامتحان هذا العام، علق الدكتور سكوت ماكدونالد، من كلية إدارة الأعمال بجامعة RMIT فيتنام، بأن الامتحان قد تغير بشكل كبير، من نموذج صارم وموحد إلى نموذج أكثر مرونة.
ويُنظر إلى السماح للطلاب باختيار المواد التي تتناسب مع نقاط قوتهم على أنها خطوة إيجابية إلى الأمام، وتفتح المجال أمام نهج شخصي لامتحان كان موحدًا بالكامل في السابق.
وأضاف أن "إدخال المواد الاختيارية يشكل تحسنا كبيرا، إذ يسمح للطلاب بتطوير نقاط قوتهم واختيار المجالات التي يشعرون فيها بأكبر قدر من الثقة".

من اليسار: السيد ميلفين فرناندو، الدكتور سكوت ماكدونالد، الدكتور جونغ وو هان (الصورة: RMIT).
وفي رأي مماثل، علق السيد ميلفين فرناندو، المدير الأول للتوجيه المهني والعلاقات الصناعية في معهد RMIT في فيتنام، بأن هذا الإصلاح قد حوّل التركيز من التعلم عن ظهر قلب إلى المعرفة التطبيقية والتفكير النقدي.
ومن المتوقع أن يظهر الطلاب مهارات عملية في حل المشكلات، مع اختلاف صيغ الامتحانات بشكل كبير في مواد مثل الرياضيات والفنون اللغوية.
وقال السيد ميلفين فرناندو: "على الرغم من أن هذه التغييرات تجعل الامتحان أكثر تعقيدًا، إلا أنها تساعد أيضًا في تقييم قدرات الطلاب بشكل أكثر واقعية".
التحسين المستمر من أجل تقييم أكثر شمولاً
ويعتقد الدكتور ماكدونالد أن نموذج الاختبار التقليدي يعتمد بشكل كبير على مبدأ "الكل أو لا شيء" والحفظ، وبالتالي فهو يفشل في تقييم التعلم المتعمق أو التطبيق العملي.
سأل: "معظم المرشحين يحفظون المعلومات فقط لأداء الاختبار، ثم ينسونها بعد بضعة أسابيع. فما الذي تقيسه هذه الاختبارات في النهاية؟"
ويوصي الطبيب باتباع نهج أكثر توازناً، وهو تقليل أسئلة الاختيار من متعدد واستبدالها بتقييمات تعتمد على مواقف الحياة الواقعية، وتمارين تحليلية، وحل المشكلات السياقية.
وبحسب قوله، فإن المدرسة الثانوية بحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على تدريب المهارات الأساسية للجامعة والعمل، وخاصة التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات.
غالبًا ما تُغفل هذه المهارات في الامتحانات التقليدية، لكنها أساسية للنجاح في الجامعة وفي سوق العمل. إذا حوّلنا التركيز من الحفظ إلى التطبيق العملي، فستُعدّ الامتحانات الطلاب بشكل أفضل لمواجهة التحديات المقبلة، كما قال.

المرشحون الذين يتقدمون لامتحان التخرج من المدرسة الثانوية لعام 2025 (الصورة: مانه كوان).
وفي حين أشاد السيد فرناندو بالإصلاحات الأخيرة، قال إنه لا يزال هناك مجال للتحسين.
واقترح توسيع أشكال التقييم، وتقليل الضغط من خلال الاختبارات المنتظمة خلال العام الدراسي، ودمج المواد التي تركز على المهنة مثل المهارات الحياتية، والمحو الأمية الرقمية أو ريادة الأعمال، والاستثمار بشكل أكبر في الصحة العقلية للطلاب.
وبحسب السيد فرناندو، فإن هذه التغييرات لا تعكس تنوع قدرات الطلبة فحسب، بل تساعد أيضاً في تخفيف الضغط الشديد الناجم عن امتحان حاسم واحد.
ومن منظور كوري، يستشهد الدكتور جونج وو هان بنموذج القبول المتغير في البلاد، حيث تنظر المزيد والمزيد من الجامعات إلى إنجازات الطلاب بشكل شامل.
بالإضافة إلى النتائج الأكاديمية التقليدية، تأخذ المدارس بعين الاعتبار العمل التطوعي، والمشاريع، وأدوار القيادة، والمقالات الشخصية. كما تُخصص كوريا حصة قبول منفصلة للطلاب ذوي الإنجازات المتميزة في العلوم ، أو الرياضة، أو الفنون.
يساعد هذا التنوع على زيادة العدالة في القبول، ويقلل الضغط الناتج عن امتحان واحد، ويشجع الطلاب على التطور الشامل والتفاعل مع المجتمع.

يقول خبراء أجانب إن امتحان التخرج من المدرسة الثانوية لا يزال يمثل محور النظام التعليمي في فيتنام، لكنه يحتاج إلى التغيير عندما نتطلع إلى المستقبل (صورة توضيحية: هاي لونغ).
يوصي الدكتور هان بتطبيق فيتنام تدريجيًا نموذج تقييم شامل، لا سيما في القبول الجامعي. وأشار إلى ضرورة وضع سياسة للاعتراف بالإنجازات غير الأكاديمية، ودعم المدارس الثانوية في بناء ملفات الطلاب على مدار العام الدراسي.
إن توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الإرشاد النفسي، وخاصة في المناطق الريفية أو المحرومة من الخدمات، أمر ضروري أيضاً لضمان النظر إلى الطلاب كأشخاص متكاملين، وليس مجرد مرشحين.
لا يزال امتحان التخرج من المدرسة الثانوية محوريًا في نظام التعليم في فيتنام، ولكنه بحاجة إلى تطويره بما يتماشى مع تطلعاته المستقبلية. إن نظام تقييم يُقدّر الإنجازات ويُطلق العنان للإمكانات سيعكس قدرات الطلاب، والأهم من ذلك، يُهيئهم للتكيف والنجاح في عالم دائم التغير.
المصدر: https://dantri.com.vn/giao-duc/chuyen-gia-nuoc-ngoai-noi-gi-ve-ky-thi-tot-nghiep-thpt-2025-20250701165628916.htm
تعليق (0)