في صباح يوم 15 يناير، وفي مقر الحكومة، ترأس رئيس الوزراء فام مينه تشينه ورئيس وزراء الاتحاد الروسي ميخائيل ميشوستين الحوار التجاري رفيع المستوى بين فيتنام وروسيا، الذي نظمته وزارة الصناعة والتجارة في فيتنام ووزارة التنمية الاقتصادية في روسيا بشكل مشترك.
وحضر الحفل أيضًا نواب رئيس الوزراء وممثلو الوزارات والإدارات وفروع البلدين، وما يقرب من 100 شركة رائدة من فيتنام وروسيا، تعمل في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة والبناء.
يتضمن الحوار 3 جلسات تركز على 3 مجالات هامة للتعاون: التجارة والاستثمار والزراعة؛ والتعاون في مجال الطاقة (النفط والغاز والطاقة النووية)؛ والنقل والخدمات اللوجستية.
وفي كلمته خلال الحوار، أكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام وروسيا لا تقوم على أساس تاريخي وصداقة وثيقة فحسب، بل تحظى أيضًا بدعم الحكومتين وجهود الشركات على الجانبين.
وتعهد رئيس الوزراء بأن تواصل فيتنام تحسين بيئة الاستثمار وإصلاح الإجراءات الإدارية وخلق الظروف المواتية للشركات الروسية لتطوير الإنتاج والأعمال التجارية في فيتنام.
وقال رئيس الوزراء إن العلاقات الاقتصادية لم تصل بعد إلى مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية الجيدة بين البلدين، وخاصة المشاعر بين البلدين والشعبين؛ ولم يتم استغلال الاختلافات المحتملة والفرص المتميزة والمزايا التنافسية في العلاقات الثنائية بشكل كامل.
وأعرب رئيس الوزراء عن رغبته في الاستماع إلى آراء رجال الأعمال من كلا البلدين، الذين يعملون بشكل مباشر على تطوير العلاقات الاقتصادية، وتعزيز التبادلات بين الشعبين؛ ومناقشة الصعوبات والعقبات التي تحتاج إلى حل، وإيجاد حلول لربط الشركات، وربط الاقتصادين بشكل أعمق وأشمل وفعال، وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين بطريقة مستدامة وفعالة وعميقة، والمساهمة في تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية والعكس صحيح، فالعلاقات السياسية والدبلوماسية الجيدة هي الفرضية والأساس لعلاقات اقتصادية أفضل وأكثر فعالية.
أشار رئيس الوزراء إلى أن فيتنام تتمتع بمزايا سوقية قوية، إذ وقّعت 17 اتفاقية تجارة حرة مع 65 اقتصادًا رائدًا عالميًا، ودعا الشركات في كلا الجانبين إلى تعزيز روح ديناميكية واستباقية وإبداعية لتذليل العقبات. كما ستُسهّل الحكومة التعاون بين الشركات لبلورة وتنفيذ اتفاقيات رفيعة المستوى.
قال رئيس الوزراء إن الجانبين اتفقا على زيادة حجم التبادل التجاري الثنائي، وتنويع الأسواق والمنتجات وسلاسل التوريد، وتسريع ترخيص المنتجات والسلع. كما يجب على الشركات أن تتحلى بالمرونة والإبداع في ربط السوقين. يُعد معدل نمو التجارة الإلكترونية في فيتنام من بين أعلى المعدلات في المنطقة، وهذا أيضًا شكل جديد من أشكال التعاون.
وبالإضافة إلى ذلك، اقترح رئيس الوزراء أنه ينبغي تحقيق المزيد من الاختراقات في التعاون في مجال الطاقة، وتوسيع مساحة التعاون في استكشاف واستغلال النفط والغاز؛ وتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية (بما في ذلك تدريب الموارد البشرية، ونقل التكنولوجيا، والحوافز المالية، ونقل الخبرات وتحسين القدرة الإدارية، وضمان السلامة النووية والتواصل بشأن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية).
وفيما يتعلق بالخدمات اللوجستية والنقل، قال رئيس الوزراء إن اتجاهات التعاون الرائدة هي الطرق البحرية والسكك الحديدية والمترو، بما في ذلك ربط خطوط السكك الحديدية والتعاون في التكنولوجيا والإدارة وتدريب الموارد البشرية وإنتاج عربات القطارات وغيرها.
تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين فيتنام وروسيا
من جانبه، صرّح رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين بأن روسيا تعتبر فيتنام شريكًا مهمًا في المنطقة. كما أن فيتنام هي أول دولة توقع اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي تُعد روسيا عضوًا فيه.
وأكد رئيس الوزراء الروسي على تعزيز ربط البنية التحتية اللوجستية، وخلق بيئة عمل مواتية، وتشجيع مشاريع التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وأكد رئيس الوزراء الروسي أيضا أن العلاقات الاقتصادية الثنائية ستستمر في التعزيز، وخاصة في المجالات الرئيسية مثل الطاقة والزراعة عالية التقنية والخدمات اللوجستية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في المصالح المشتركة للبلدين.
اتفق رئيس الوزراء الروسي مع رئيس الوزراء فام مينه تشينه، قائلاً إن حجم التبادل التجاري الثنائي الحالي، الذي يبلغ حوالي 5 مليارات دولار أمريكي فقط، لا يتناسب مع الإمكانات الكبيرة بين البلدين. وأكد رئيس الوزراء الروسي اهتمام روسيا البالغ بالجوانب اللوجستية، مشيداً بفيتنام التي أصبحت مركزاً لوجستياً مهماً. وأعرب عن رغبة روسيا واستعدادها للتعاون مع فيتنام لتعزيز التعاون في مجال النقل، بالإضافة إلى توريد المنتجات الصناعية، والتعاون في تنفيذ مشاريع الطاقة النووية.
وأشاد رئيس الوزراء الروسي بتطور التجارة الإلكترونية في فيتنام وجهودها الرامية إلى رقمنة الإدارة الحكومية، وقال أيضا إن روسيا مستعدة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
خلال الحوار، تبادل رجال الأعمال من البلدين بصراحة الصعوبات والعقبات في عملية التعاون وتطوير المشاريع في أراضي كل منهما، فضلاً عن التدابير الرامية إلى زيادة حجم التجارة والاستثمار بين فيتنام والاتحاد الروسي في الفترة المقبلة.
واستمع رئيسا الوزراء، إلى جانب ممثلي الوزارات والإدارات والقطاعات في البلدين، بشكل مباشر واستجابوا، وأظهروا اهتمامًا خاصًا والتزامًا قويًا بإزالة الحواجز وتعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال في الجانبين.
وفي تقييمه لموضوعات الحوار، وخاصة الزراعة والطاقة والنقل، باعتبارها ثلاثة مجالات تتمتع فيها روسيا بقوة وتحتاج فيها فيتنام، كلف رئيس الوزراء فام مينه تشينه الوكالات الفيتنامية بمهام محددة لمواصلة المناقشة مع الشركاء الروس لتنفيذ تعاون محدد.
ومن الجانب الفيتنامي، سلطت الشركات الضوء على عدد من التحديات مثل إجراءات التخليص الجمركي المعقدة في روسيا، ونقص البنية التحتية اللوجستية، والحاجة إلى تحسين سياسات الاستثمار.
شاركت مجموعة TH، ممثلة فيتنام، تجربتها في تنفيذ مشاريع زراعية عالية التقنية في روسيا. وأكدت السيدة تاي هونغ، مؤسسة ورئيسة مجلس استراتيجية مجموعة TH، أن TH تُعدّ حاليًا أكبر مستثمر فيتنامي في روسيا في القطاع الزراعي.
وقالت إن قرار الاستثمار في روسيا كان طبيعيا لأن روسيا لم تدخر جهدا ووقفت جنبا إلى جنب ودعمت فيتنام بكل إخلاص في جهودها للتحرر الوطني.
لكن الاستثمار في روسيا ليس قرار صداقة فحسب، بل هو أيضا قرار الاستيلاء على "المكانة الذهبية" في الأعمال التجارية، لأن سياسات روسيا لتشجيع الاستثمار الزراعي شفافة وجذابة للغاية، وموحدة من المستويات المركزية إلى المستويات المحلية، مما يشجع المستثمرين المحليين والدوليين.
على سبيل المثال، تتلقى مشاريع شركة TH حاليًا الدعم مثل استرداد 30% من إجمالي قيمة الاستثمار، ودعم سعر الفائدة بنسبة 3/4... وتلتزم شركة TH بالاستثمار الطويل الأجل في روسيا وتأمل أن يتم الاحتفاظ بالسياسات التفضيلية للمشاريع.
وعلى الجانب التجاري الروسي، تبادل ممثلو مركز التصدير الروسي ومؤسسة الطاقة الذرية الروسية وجهات نظرهم حول إمكانات التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار مع السوق الفيتنامية.
ولا تعد هذه المجالات استراتيجية فحسب، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بأهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة والضمان الاجتماعي.
أكد رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين أن الحكومة الروسية مستعدة دائمًا لخلق الظروف المواتية لدعم الشركات الفيتنامية لتوسيع عملياتها واغتنام الفرص في الاتحاد الروسي.
أكد رئيس الوزراء الروسي على المودة التي تجمع شعبي البلدين، واقترح توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وأعرب رئيس الوزراء الروسي، مُقدّرًا على وجه الخصوص استثمارات مجموعة تي إتش الكبيرة في روسيا، عن دعوته المستثمرين الفيتناميين للاستثمار في روسيا على أساس القيم المشتركة والمنافع المتبادلة، لا سيما في منطقة الشرق الأقصى التي تتمتع بسياسات تفضيلية عديدة في مجالات الأراضي والنقل والتمويل.
وباعتباره فرصة مهمة لممثلي الشركات والحكومات في البلدين للالتقاء ومناقشة والبحث عن حلول للتغلب على الصعوبات، فإن الحدث لا يعزز التعاون الاقتصادي والتجاري فحسب، بل يفتح أيضًا العديد من فرص التنمية الجديدة في المجالات الاستراتيجية والمحتملة، مما يساهم في ضمان الأمن الاجتماعي وتعزيز التنمية المستدامة والازدهار المشترك لكلا البلدين.
[إعلان 2]
المصدر: https://baotainguyenmoitruong.vn/hai-thu-tuong-dong-chu-tri-doi-thoai-doanh-nghiep-cap-cao-viet-nam-lien-bang-nga-385711.html
تعليق (0)