أصدرت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة مؤخرًا لائحةً بشأن جائزة تنمية ثقافة القراءة، وذلك لتكريم وتشجيع وتسهيل مشاركة المنظمات والأفراد في أنشطة القراءة، ونشر قيمة القراءة في المجتمع، سعيًا نحو بناء ثقافة قراءة مستدامة. وفي ولاية تاي بينه، تُنفَّذ أنشطة تنمية ثقافة القراءة بأشكالٍ متعددة. ومؤخرًا، استقطبت مسابقة سفراء ثقافة القراءة الثانية، التي نظمتها وزارة الثقافة والرياضة والسياحة بالتنسيق مع وزارة التعليم والتدريب، أكثر من 15,000 مشاركة من طلاب جميع المراحل الدراسية. وهذا يُشير إلى أن حركة القراءة تتطور بقوة في العديد من المدارس.
الكتب هي الأصدقاء المقربين بعد كل درس من دروس سفيرة ثقافة القراءة تشو فام ترام آنه.
لا تقتصر مسابقة سفراء ثقافة القراءة على إتاحة الفرص للطلاب من جميع المستويات للتعبير عن شغفهم بالقراءة من خلال مشاركة كتبهم المفضلة والتعريف بها، بل تتيح لهم أيضًا إطلاق مبادراتهم الخاصة لتنمية ثقافة القراءة. وهذا يُظهر حماسهم ورغبتهم في المساهمة في مجتمع الشباب.
الكتب أصدقاء
باعتبارها واحدة من الفائزين الثلاثة في مسابقة سفراء ثقافة القراءة الثانية، تتمتع تشو فام ترام آنه، الصف الثاني عشر اللغة الإنجليزية 1، مدرسة تاي بينه الثانوية للموهوبين، بحب وشغف خاص للقراءة. قالت ترام آنه إنه منذ أن كانت طالبة في المدرسة الابتدائية، كان والداها يهتمان بها ويشجعانها على قضاء قدر معين من الوقت كل يوم بانتظام في قراءة الكتب والصحف المناسبة لعمرها. تمتلك عائلتها غرفة للقراءة، لذلك جاء حبها للقراءة بشكل طبيعي. انجذبت إلى مغامرات المحقق سيلوككوك في كتاب الرياضيات للأطفال، ثم تدريجيًا إلى القصص في كتب التاريخ والثقافة وتعليم مهارات الحياة. عندما كبرت قليلاً، أدركت ترام آنه القيمة الإيجابية للقراءة بالإضافة إلى رحلتها إلى المعرفة من خلال القراءة. قالت: إلى جانب عادة القراءة، أكتب دائمًا ملخصات أو مشاعر أو أشياء أحبها ودروسًا من هذا الكتاب بشكل استباقي. وبالتالي، لا يمكنني فقط تذكر محتوى الكتاب لفترة أطول، ولكنني أدرب نفسي أيضًا على زيادة قدرتي على التفكير وتنظيم المشكلة في كل مراجعة. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن القراءة ضرورية ومفيدة للجميع دائمًا، فكل كتاب جيد يرشدنا إلى حياة أكثر إيجابية، ويفتح لنا آفاقًا متنوعة في كل شيء. الكتب أيضًا مصدر معرفة مُختزل لآلاف السنين، وأحيانًا يكون نتاجًا لحياة كاملة، لذا علينا استغلال هذا "المورد" جيدًا.
بالنسبة لترام آنه، الكتب أيضًا صديقة حميمة، ومن خلالها تعرفت على العديد من الأصدقاء الجدد. في المدرسة الثانوية، ولأنها تعيش بعيدًا عن عائلتها، تقضي وقتًا طويلًا في الدراسة، لذا فبالإضافة إلى وقتها الدراسي، تُعد مكتبة المقاطعة وجهة مألوفة لها يوميًا. فهي لا تأتي لاستعارة الكتب فحسب، بل تدرس أيضًا بانتظام في مكتبة المقاطعة، حيث تُرتب المكتبة بشكل منظم مجموعة متنوعة من الكتب المرجعية، فبمجرد أن تواجه مشكلة تحتاج إلى البحث عنها، يمكنها استعارة الكتب التي تناسب احتياجاتها. بالإضافة إلى ذلك، تتعرف هنا على العديد من الأصدقاء الذين يشاركونها شغف القراءة، مما يتيح لها مشاركة معارفها ومهاراتها وتطويرها.
يحافظ ترام آنه على عادة قراءة الكتب كل يوم في المكتبة الإقليمية.
فكرة إنشاء نادي القراءة في المدرسة
من خلال ترددها الدائم على مكتبة المقاطعة، اطلعت ترام آنه على مسابقة سفراء ثقافة القراءة، وبمجرد حضورها حفل إطلاق مسابقة عام ٢٠٢٣ في مدرسة تاي بينه الثانوية للموهوبين، فكرت في كيفية تشجيع الطلاب على القراءة أكثر. ومن خلال لقاءاتها اليومية مع الأصدقاء الذين يشاركونها اهتمامها بقراءة الكتب في المكتبة، فكرت ترام آنه في ضرورة إنشاء نوادي قراءة في المدارس، مما يوفر مساحة مناسبة للطلاب لقراءة الكتب معًا بعد انتهاء الحصص الدراسية، مستغلين أوقات فراغهم بفعالية. إضافةً إلى ذلك، ترى ترام آنه ضرورة تنظيم أنشطة منتظمة لنادي القراءة، مثل بناء رف كتب مشترك، وكتابة المراجعات والتعريف بالكتب المفضلة، ومواجهة تحديات القراءة...
قالت ترام آنه: أجد مسابقة سفراء ثقافة القراءة ذات مغزى كبير، فهي تشجعنا على القراءة وتعميق شغفنا بالكتب. وهذا ما ينبغي أن تطبقه نوادي القراءة، بتنظيم مسابقات شهرية وربع سنوية صغيرة بانتظام للأعضاء للمشاركة والتعبير عن آرائهم حول موضوع معين. عندما وصلتُ إلى مسابقة سفراء ثقافة القراءة لعام ٢٠٢٣، التي حملت شعار "أحب وطني، وطني"، خطرت ببالي على الفور مذكرات الكاتبة شوان فونغ "غان غاي غونغ غونغ"، ورغبتُ في تعريف الجميع بهذا الكتاب، فهو عملٌ لامس قلوب القراء بدفء وشجاعة امرأة تتألق حياتها بذكريات من التاريخ الوطني. يجعلني الكتاب أُقدّر وأُحب أيام السلام التي أعيشها أكثر، وفي الوقت نفسه، أفكر دائمًا فيما يجب عليّ فعله لأقتدي بالأجيال السابقة، وأساهم في بناء وطني وبلدي ليصبحا أكثر ازدهارًا وجمالًا وتحضرًا.
الكتب ليست مجرد أصدقاء ومعلمين، بل أصبحت بالنسبة لترام آنه، في رحلة تعلمها وتدريبها ونشأتها، دافعًا كبيرًا لها للسعي الدائم نحو الأفضل. نأمل، باهتمام الجهات المعنية ومشاركة المدارس والمعلمين وأولياء الأمور، أن يصبح تطوير ثقافة القراءة أقرب وأكثر عملية لكل طالب، مما يرشدهم نحو قيم الحق والخير والجمال.
(يتبع)
تو آنه
مصدر
تعليق (0)