بعد ما يقرب من أربع سنوات من المفاوضات، اعتمدت الأمم المتحدة "اتفاقية هانوي "، وهو ما يمثل معلما مهما للمجتمع الدولي في الاستجابة للتهديدات المتزايدة في الفضاء الإلكتروني.
في فترة ما بعد الظهر من يوم 24 ديسمبر/كانون الأول بتوقيت نيويورك (صباح يوم 25 ديسمبر/كانون الأول بتوقيت فيتنام)، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الجرائم الإلكترونية.
وبموجب المادة 64 من الاتفاقية، سيتم فتح باب التوقيع على الاتفاقية في هانوي في عام 2025. وبناء على ذلك، ستسمى الاتفاقية "اتفاقية هانوي".
بعد قرابة أربع سنوات من المفاوضات، يُمثل ميلاد "اتفاقية هانوي" إنجازًا هامًا في جهود المجتمع الدولي المشتركة لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الإلكتروني. فبالإضافة إلى فوائدها غير المحدودة وإمكانياتها الهائلة للتنمية البشرية، تُشكل التكنولوجيا الرقمية أيضًا العديد من المخاطر والتهديدات الأمنية، مما يُهدد التنمية المستدامة لمعظم الدول.
وتشير التقديرات إلى أن الزيادة المثيرة للقلق في الجرائم الإلكترونية من حيث الحجم والتعقيد ونطاق التأثير قد كلفت الاقتصاد العالمي حوالي 8000 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 10500 مليار دولار أمريكي في عام 2025، وهو رقم أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم أكبر اقتصادات العالم.
وفي هذا السياق، تساهم "اتفاقية هانوي" في إنشاء إطار قانوني شامل، وتلبية الحاجة الملحة للتعاون الدولي لتعزيز سيادة القانون في الفضاء الإلكتروني.
إن اختيار الأمم المتحدة لهانوي كمكان لحفل توقيع الاتفاقية في عام 2025 يشكل معلماً مهماً في تاريخ فيتنام في الدبلوماسية المتعددة الأطراف والشراكة التي استمرت 47 عاماً بين فيتنام والأمم المتحدة.
لأول مرة، أُدرج موقع فيتنامي في قائمة الدول المشاركة في معاهدة عالمية متعددة الأطراف تتعلق بمجال يحظى باهتمام كبير من المجتمع الدولي. يعكس هذا الاختيار المكانة والمكانة الدولية المتنامية للبلاد، بالإضافة إلى مشاركة فيتنام ومساهمتها الفاعلة والمسؤولة والكبيرة طوال عملية التفاوض على الاتفاقية.
إن استضافة حفل توقيع "اتفاقية هانوي" ستكون أيضًا فرصة لفيتنام لمواصلة تعزيز دورها كعضو مسؤول وجدير بالثقة في المجتمع الدولي، وتعزيز التعددية بنشاط، والمشاركة في قيادة عملية بناء وتشكيل أطر الحوكمة الرقمية العالمية، وضمان الأمن السيبراني والسيادة الوطنية في الفضاء الإلكتروني، وخلق فرضية لتنفيذ استراتيجية التحول الرقمي بنجاح لإعداد البلاد لدخول عصر جديد، عصر النمو الوطني.
وهذه أيضًا خطوة محددة تساهم في التنفيذ الفعال وفي الوقت المناسب للقرار رقم 57-NQ/TW المؤرخ 22 ديسمبر 2024 الصادر عن المكتب السياسي بشأن الإنجازات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني.
اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الجرائم الإلكترونية، المكونة من تسعة فصول و71 مادة، هي ثمرة قرابة أربع سنوات من المفاوضات المتواصلة والمطولة (2021-2024) بين الدول الأعضاء لبناء إطار قانوني شامل ومتعدد الأطراف لمكافحة هذه الجريمة الخطيرة. بعد قرابة عشرين عامًا على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الجريمة عبر الوطنية، أصبح لدى المجتمع الدولي إطار قانوني جديد متعدد الأطراف للتعامل مع الجرائم في الفضاء الإلكتروني.
مصدر
تعليق (0)