اكتشف علماء الآثار في المغرب بقايا مجتمع زراعي عمره 5000 عام، وهو أقدم موقع تم اكتشافه على الإطلاق في أفريقيا خارج وادي النيل.
منظر جوي لموقع وادي بهت الأثري. (تصوير: توبي ويلكنسون، أرشيف OBAP) |
تكشف آلاف من رؤوس الفؤوس الحجرية وقطع الفخار المطلية التي عثر عليها في الموقع عن مجتمع غير معروف سابقًا يضم مئات الأشخاص - بحجم طروادة في العصر البرونزي تقريبًا - والذين ربما عاشوا معًا، وزرعوا الأرض، وتاجروا مع مجتمعات أخرى عبر البحر الأبيض المتوسط.
اكتشف المستعمرون الفرنسيون موقع وادي بِهْت الأثري في شمال المغرب في ثلاثينيات القرن الماضي. وبعد إهمال الموقع لمدة 90 عامًا، شعر عالم الآثار المغربي يوسف بوكبوت باحتمال وجود اكتشافات مهمة تحت سطحه، فاتصل بخبراء آخرين للتعاون في أعمال التنقيب.
وكشفت الدراسة، التي نشرت في مجلة Antiquity، عن "عدد كبير من القطع الخزفية والفؤوس المصقولة"، بحسب ما قاله المؤلف المشارك في الدراسة جوليو لوكاريني، عالم الآثار في معهد علوم التراث في المجلس الوطني الإيطالي للبحوث.
ومن خلال تأريخ الكربون المشع لعينات الفحم والبذور التي عثر عليها أثناء أعمال التنقيب، حدد الفريق تاريخ الموقع إلى حوالي 3400 إلى 2900 قبل الميلاد.
ربما كانت للجماعات التي عاشت هناك خلفيات وراثية متنوعة. ووفقًا لدراسة أجريت عام ٢٠٢٣ وشارك في تأليفها بوكبوت، يُحتمل أن يكون الرعاة التقليديون من الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى أشخاص من أصول شبه الجزيرة الأيبيرية والشرق الأوسط، قد استقروا في المنطقة.
كان سكان الموقع مزارعين يزرعون الشعير والقمح والبازلاء والزيتون والفستق في أرض قاحلة، وذلك وفقًا لدلائل البذور التي عُثر عليها في حفر كبيرة بُنيت. كما اكتشف الفريق بقايا أغنام وماعز وخنازير وماشية في الموقع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وفرة الفخار ورؤوس الفؤوس الحجرية التي وجدت في الموقع تشير إلى أن هذه المجموعات من العصر الحجري الحديث أنتجت سلعًا للتجارة مع العديد من مجتمعات العصر البرونزي والعصر البرونزي الأخرى التي كانت موجودة في هذا الوقت، مثل المجموعات في شبه الجزيرة الأيبيرية وربما مصر وبلاد ما بين النهرين.
وقد أظهرت دراسات أخرى وجود العاج وبيض النعام في أوروبا خلال هذه الفترة، ولكن حتى الآن، ليس لدى علماء الآثار أي دليل يشير إلى المجتمعات الأفريقية التي ربما زودت أوروبا بهذه العناصر.
كما هو الحال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى آنذاك، كانت منطقة شمال أفريقيا مأهولةً بشكلٍ كبيرٍ بالصيادين وجامعي الثمار والرعاة، وهم بدوٌّ رحلٌ سلكوا طرق الرعي. وبينما عُثر على مجتمعاتٍ زراعيةٍ مستقرةٍ من تلك الفترة في أنحاءٍ متفرقةٍ من البحر الأبيض المتوسط، فقد أُهمِلَت شمال أفريقيا كموردٍ أثريٍّ مهم.
وفقًا لموقع Live Science
[إعلان 2]
المصدر: https://tienphong.vn/phat-hien-tan-tich-cua-xa-hoi-nong-nghiep-5000-nam-tuoi-lon-nhu-thanh-troy-co-dai-post1677948.tpo
تعليق (0)