وبحسب رئيس تحرير مجلة هوانغ ها للثقافة والفنون، فقد واصلت الأدب والفنون الفيتنامية على مدى نصف القرن الماضي كونها مصدرًا للتقاليد الثورية، مع الابتكار المستمر، ومتابعة الواقع عن كثب، وانعكاس عميق للأفكار والمشاعر والحركات الرئيسية للمجتمع.
منذ عام ١٩٧٥، وخاصةً منذ فترة دوي موي (١٩٨٦)، شهد الأدب والفن مرحلةً من التطور المتنوع، رافقتها استكشافاتٌ عديدةٌ لأساليب ومناهج جديدة. لا يعكس الأدب الواقع فحسب، بل يتعمق أيضًا في المصائر الشخصية ومآسي ما بعد الحرب، مُعبّرًا في الوقت نفسه عن قيم إنسانية وتسامح ووطنية.
وفي المؤتمر، أشار الكاتب بوي فيت ثانج إلى ثلاثة اتجاهات إبداعية بارزة سيطرت على الأدب المعاصر.
أولا، هناك ميل إلى إعادة إدراك الواقع، مع أعمال نموذجية مثل "حزن الحرب" (باو نينه)، و "أرض العديد من الناس والأشباح العديدة " (نجوين خاك ترونج)، و "المرفأ بلا زوج" (دونغ هونغ)... مما يجلب منظورًا جديدًا للحرب والتاريخ والناس في تدفق المجتمع.
أما الاتجاه الثاني فهو الميل إلى الروحانية، الناشئ عن الحياة الدينية الغنية للشعب الفيتنامي، والذي ألهم العديد من الكتاب في أعمال مثل "مائة عام في ومضة" (فو هوي آنه)، و "الفراغ واللون" (بوي آنه تان)، و "المطر الأحمر" (تشو لاي)...
ثالثا، هناك الاتجاه ما بعد الحداثي، وهو حركة جديدة تعمل على توسيع الفضاء الإبداعي بفضل تطور التكنولوجيا والعولمة، بأسلوب كتابة غير خطي ومتعدد الطبقات يكسر البنى التقليدية.
تعتقد الأستاذة المشاركة الدكتورة دو لاي ثوي أن تيار ما بعد الحداثة خطوةٌ لا مفر منها، تُجبر الكُتّاب على التكيف مع العالم وتجديد أفكارهم الفنية باستمرار لمواكبة العصر. ويُسهم الكُتّاب الشباب المُلِمّون بالتكنولوجيا والراغبون بشدة في الإبداع في رسم ملامح مستقبل الأدب.
تلقى المؤتمر 33 عرضًا تقديميًا والعديد من التعليقات المباشرة، ركزت على تحليل مراحل تطور الأدب والفن الفيتناميين وإنجازاتهما ومعوقاتهما على مدى الخمسين عامًا الماضية. وفي الوقت نفسه، طُرحت العديد من الحلول لمواصلة بناء وتطوير الأدب والفن ليصبحا عنصرًا أساسيًا في الثقافة الفيتنامية المتقدمة، مشبعًا بالهوية الوطنية.
من خلال ورشة العمل، تم التأكيد بقوة على رسالة نشر قيمة الأدب والفن في الحياة المعاصرة. إن بناء أدب وفن متقدمين يتمتعون بهوية وطنية راسخة ليس مهمة الفنانين فحسب، بل مسؤولية المجتمع بأسره، مما يساهم في نجاح تنفيذ استراتيجية تنمية الثقافة الفيتنامية حتى عام ٢٠٣٠، من أجل ثقافة التنمية المستدامة والتكامل.
المصدر: https://www.sggp.org.vn/50-nam-van-hoc-nghe-thuat-bat-nhip-cung-thoi-dai-post801383.html
تعليق (0)