قصة سيف مينه مانج المعروض في مزاد في أيرلندا

يعود تاريخ السيف إلى السنة الحادية والعشرين من حكم مينه مانج، أي عام 1840.

هذا مزادٌ تُنظّمه دار مزادات آدم (التي تأسست عام ١٨٨٧) في دبلن (أيرلندا). يضمّ المزاد ما يصل إلى ٤٧٣ قطعة أثرية من بلدان آسيوية عديدة، مثل الصين واليابان وكوريا وسريلانكا وفيتنام...

على وجه الخصوص، هناك سيف يعود تاريخه إلى السنة الحادية والعشرين من حكم مينه مانغ، أي عام ١٨٤٠، وقد قُدّرت قيمته بما يتراوح بين ١٠٠ ألف و١٥٠ ألف يورو. مع ذلك، قبل المزاد (١٨ نوفمبر)، روج البعض شائعاتٍ مفادها أن السيف مزيف. كما أضاعت فيتنام فرصة استعادة قطعة أثرية قيّمة بعدم مشاركتها في المزاد.

أصل وظهور السيف

هذا السيف من مجموعة الكولونيل بيير لو لان، جامع أسلحة فرنسي، اشتراه من مصدر مجهول في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وهو سيف آسيوي تقليدي، طوله 96 سم. نصله المنحني مصنوع من الفولاذ، ومقبضه مطلي بالعاج، ودرعه مزين بالذهب والأحجار الكريمة.

زخرفة من الذهب والياقوت على المقبض والحارس.

العاج الذي يغطي المقبض منحوت على شكل سلسلة من الخرز الدائري، كاللؤلؤ الملتف حوله. أما طرف المقبض فمغطى بالذهب، محفور عليه تنانين وسحب، وبتلات لوتس وأقحوان، ومرصع بحجرين ياقوتين على كلا الجانبين.

مقبض السيف سداسي الشكل بشكل غير منتظم. الجانبان الرئيسيان للمقبض مصبوبان من الذهب، ومحفوران بتنينين بخمسة مخالب، وهو ما يميز التنانين في فنون سلالة نجوين.

على حافة مقبض السيف محفورة الأحرف الصينية التالية: 明命贰拾一年奉刻 八五黄金共重八兩七寸七分 (Minh Mang nhi thap nhat nien phuong khac, bat ngu hoang kim cong trong bat luong that cuon that phan)؛ الترجمة: "وفقًا للأمر، تم نقشها في السنة الحادية والعشرين من حكم Minh Mang [1840]، بذهب عمره ثماني سنوات ونصف، ويزن ثمانية لونغ وسبعة تشي وسبعة فان). تم نقش الأحرف عن طريق نقش نقاط صغيرة معًا لتشكيل الأحرف الصينية. كانت هذه تقنية نقش الأحرف على الأشياء الذهبية والفضية التي كانت شائعة جدًا خلال عهد أسرة نجوين.

لوحات زخرفية ذهبية على غمد السيف.

النصل مصنوع من الفولاذ المقسّى، ومنقوش عليه ثلاث مجموعات من الرموز: درع، رمح، مدفع، وعلم، وحروف S&K محفورة بشكل بارز. ووفقًا للباحث فيليب ترونغ (باريس، فرنسا)، فإن الحرفين S&K هما اختصاران لشركة Schnitzer & Kirchbaum، وهي ورشة تشكيل نصول في زولينغن (ألمانيا)، والتي عملت من عام ١٨١١ إلى عام ١٨٦٤. اشتهرت نصولهم بجودتها، واستُخدمت في سيوف الضباط في ألمانيا وفرنسا في القرن التاسع عشر.

الغمد مصنوع من الخشب، مطلي من الخارج بطلاء أحمر. غُطيت أجزاؤه العلوية والسفلية والوسطى بزخارف من ورق الذهب، بتصاميم زخرفية دقيقة ومتطورة: تنين مُقنّع مزين بحجرين ياقوتين (في الأعلى)، وأقحوان (في الوسط)، و"لونغ فان خي هوي" (في الأسفل). نُقش على أحد جانبي الغمد الأحرف الصينية التالية: 内造臣杜𣹕造 (صنعه أهل دو لوت في نوي تاو): أما الجانب الآخر، فقد نُقش عليه حرفان صينيان: 二號 (نهي هاو: رقم ٢).

هل هذا السيف حقيقي أم مزيف؟

بناءً على النقش الموجود على السيف، يتضح أنه صُنع على يد رجل يُدعى دو لوت (杜𣹕)، كان يعمل في وزارة الداخلية (وهي وكالة متخصصة في إنتاج الأواني الملكية في عهد أسرة نجوين)، في السنة الحادية والعشرين من حكم مينه مانغ (1840). يبلغ وزن الجزء الذهبي على المقبض والواقي ثمانية تايل وسبعة تشي وسبعة فان من الذهب الذي يبلغ عمره 8.5 سنوات. طُلب النصل من ورشة شنيتزر وكيرشباوم في زولينغن (ألمانيا).

تم الإعلان عن السيف بواسطة ADAM'S في كتالوج المزاد في 18 نوفمبر 2024.

يحمل النقش على مقبض السيف كلمة 寸 (ثون)، وهي وحدة وزن للذهب، استُخدمت فقط في عهد أسرة نجوين. لقد اطّلعت على العديد من التحف الذهبية من عهد أسرة نجوين، ورأيت أن جميع النقوش على تلك القطع الأثرية تستخدم كلمة 寸 (ثون)، بنفس طريقة النحت: باستخدام مثقاب حاد، ونقش نقاط صغيرة لتكوين حروف صينية.

بينما كانت وحدات القياس المستخدمة في الصين واليابان وكوريا آنذاك: 兩 (لونغ)، و錢 (تين)، و分 (فان) تُستخدم لقياس وزن الذهب، استخدمت سلالة نجوين في فيتنام وحدات القياس: 兩 (لونغ)، و寸 (ثون)، و分 (فان). كانت هذه هي طريقة سلالة نجوين في استخدامها، وكانت أيضًا معيارًا لتمييز القطع الذهبية لسلالة نجوين عن القطع الذهبية في الفترة نفسها في الصين واليابان وكوريا.

صُنع النصل في ورشة شنيتزر وكيرشباوم في زولينغن (ألمانيا). أُغلقت هذه الورشة منذ عام ١٨٦٤، ولم تعد تُنتج السيوف، ولم يتمكن أحد من تقليد نصالها، لأن جودة وتقنية صناعة نصال سيوف شنيتزر وكيرشباوم سرٌّ لا يُمكن تقليده.

بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لفيليب ترونغ، تُظهر الزخارف المحفورة على شفرات السيوف الفولاذية، مثل الرماح والمدافع والدروع والأعلام، تفضيلات الملك مينه مانغ، الذي طلب العديد من القطع الخزفية البيضاء من مصنع سبود في إنجلترا بين عامي ١٨٢٤ و١٨٢٥، مزينة بصور مماثلة. ثم أمر الملك برسم أنماط شائعة في الفن الصيني والفيتنامي على هذه القطع، مع النقوش التالية: 明命五年曾畫 (Minh Mang ngu nien tang hoa: رُسمت في السنة الخامسة من حكم مينه مانغ، ١٨٢٤) أو: 明命六年曾畫 (Minh Mang luc nien tang hoa: رُسمت في السنة السادسة من حكم مينه مانغ، ١٨٢٦)، ثم أعاد حرقها للاستخدام.

وأخيرا، أعتقد أن هذا السيف ربما سرقه المستعمرون الفرنسيون عندما هاجموا قلعة هوي في يوليو 1885، إلى جانب العديد من الكنوز الأخرى التي تعود إلى سلالة نجوين.

نُقل معظم الكنوز المنهوبة إلى باريس على يد الفرنسيين. ولسببٍ ما، ربما كان هذا السيف قطعةً منهوبةً أخرى فُقدت بعد كل هذه السنوات. اشتراه لاحقًا جامع تحفٍ أثرية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهو الآن معروضٌ للبيع في مزادٍ بدار مزادات آدمز في دبلن، أيرلندا.

للأسف، سمع الشخص الذي كان ينوي شراء السيف والتبرع به لمتحف هيو الملكي للآثار الخبر الكاذب، ولم يجد الشخص المناسب ذي الخبرة في تقييم هذه التحفة، فانسحب من المزاد. ضيعت فيتنام فرصة استعادة تحفة ثمينة. يا للأسف!

وفي نهاية المزاد، اشترى جامع بريطاني سيف مينه مانج بسعر 370 ألف يورو، وهو أعلى بنحو 2.5 إلى 3.5 مرة من السعر المتوقع، باستثناء الضرائب (للدولة) والرسوم (لآدامز) بنحو 17% إلى 24% مقارنة بسعر المطرقة.

المصدر: https://baoquangnam.vn/chuyen-ve-thanh-kiem-thoi-minh-mang-duoc-dau-gia-tai-ireland-3147418.html