واقترحت فيتنام بشكل استباقي استضافة حفل توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، مؤكدة على الالتزام القوي للحزب والدولة بالتعاون الدولي ضد الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
في 24 ديسمبر 2024، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية واختارت فيتنام كمكان لحفل توقيع الاتفاقية.
وفي هذه المناسبة، أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بوي ثانه سون مقابلة صحفية.
- نائب رئيس مجلس الوزراء ما هو تقييمكم لتبني الأمم المتحدة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية؟
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بوي ثانه سون: يمكن القول إن هذا إنجازٌ مُستحقٌّ بعد قرابة خمس سنوات من المفاوضات الدؤوبة بين فيتنام ودول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة. وبصفتها أول وثيقة تُعتمد في إطار الأمم المتحدة بشأن الجريمة العابرة للحدود الوطنية منذ عشرين عامًا، فقد فتحت هذه الاتفاقية فصلًا جديدًا في التعاون بين الدول يحمل في طياته معانٍ بالغة الأهمية.
أولا، تخلق الاتفاقية أول إطار قانوني عالمي للفضاء الإلكتروني، مؤكدة على ضرورة مشاركة جميع البلدان في منع ومكافحة الجرائم الإلكترونية، مما يساهم في تضييق الفوارق بين القوانين الوطنية، وإنشاء آلية تعاون مخصصة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وبالتالي تعزيز التعاون الفعال في منع الجريمة عبر الحدود، وتسهيل جهود التحول الرقمي للبلدان.
ثانيًا، من خلال عملية تفاوض ديمقراطية وشاملة، لا تعكس الاتفاقية آراء ومصالح الدول المتقدمة فحسب، بل تعكس أيضًا آراء ومصالح الدول النامية مثلنا، التي تعاني من تهميش في حوكمة التكنولوجيا العالمية. كما تضمن الاتفاقية التوازن بين حقوق والتزامات جميع الدول، وتعزز المساعدة التقنية وبناء القدرات بما يحقق المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي.
ثالثًا، تُؤكد الاتفاقية على الدور المحوري للأمم المتحدة في تنسيق جهود المجتمع الدولي المشتركة للتصدي للجرائم الإلكترونية، وهي قضية مُلحة اليوم. وفي ظل وضع عالمي مُعقّد، وتنافس استراتيجي حاد، وتباين في وجهات النظر والنهج تجاه الجرائم الإلكترونية، يُعزز اعتماد الاتفاقية بتوافق الآراء الثقة بدور الأمم المتحدة ونهجها متعدد الأطراف، ويُظهر حسن النية والرغبة في تعزيز التعاون والحوار بين الدول بشأن القضايا الدولية. ويمكن أن يُصبح ميلاد الاتفاقية نموذجًا يُحتذى به للأطر الدولية المستقبلية المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية، مثل حوكمة الذكاء الاصطناعي.
اختارت الأمم المتحدة فيتنام لاستضافة حفل توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية. ما تقييمكم لهذا الحدث؟
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بوي ثانه سون: منذ البداية، أبدت فيتنام اهتمامها ودعمها لبدء المفاوضات بشأن الاتفاقية، ودأبت على الترويج لوضع إطار قانوني دولي للفضاء الإلكتروني يستند إلى المبادئ الأساسية للقانون الدولي. وطوال الدورات الثماني للجنة المتخصصة، شاركت فيتنام بنشاط واستباقية، وقدمت مساهمات جوهرية في محتوى الاتفاقية.
يمكن القول إن فيتنام، بفضل روح النوايا الحسنة والبناءة والاستعداد للاستماع وتبادل الآراء، حظيت بثقة وتقدير كبيرين من الأمم المتحدة والدول الشريكة طوال العملية. ولذلك، عندما اقترحنا استضافة حفل توقيع هذه الاتفاقية التاريخية عام ٢٠٢٥، حظينا بدعم إيجابي وواسع النطاق من الأصدقاء الدوليين. وتنسق وزارة الخارجية حاليًا مع وزارة الأمن العام، الجهة التي تستضيف حفل توقيع الاتفاقية، للعمل بنشاط مع الأمم المتحدة لتنظيم هذا الحدث المهم.
ستكون هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها فيتنام حفل توقيع اتفاقية للأمم المتحدة، مما يُمثل إنجازًا جديدًا في مسيرة اندماج فيتنام القانوني الدولي بشكل خاص، وفي الدبلوماسية متعددة الأطراف بشكل عام. ويمكن تقييم هذا الحدث المهم من ثلاثة جوانب.
أولا، إن مبادرة فيتنام لاستضافة حفل التوقيع تؤكد مرة أخرى الالتزام القوي للحزب والدولة بالتعاون الدولي في منع ومكافحة الجرائم العابرة للحدود الوطنية، ورفع وعي الناس وقدرتهم على الوقاية من الجرائم الإلكترونية، والمساهمة في ضمان النظام الاجتماعي والسلامة، وبناء بيئة عمل مستقرة وآمنة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وثانيا، يؤكد هذا أيضا موقف فيتنام الثابت المتمثل في دعم القانون الدولي، والدعوة إلى المشاركة الاستباقية والمساهمة النشطة في العمل المشترك للأمم المتحدة لحل القضايا العالمية، حيث تشكل الجريمة دائما تهديدا للأمن والاقتصاد والاستقرار الاجتماعي للدول في جميع أنحاء العالم، وخاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
أخيرًا، باختيار أعضاء الأمم المتحدة بالإجماع هانوي مكانًا لحفل توقيع الاتفاقية، سيُربط اسم هانوي من الآن فصاعدًا بوثيقة قانونية دولية مهمة لمواجهة أحد تحديات القرن الحادي والعشرين. هذا هو الأساس الذي تُمكّن فيتنام من مواصلة مساهمتها الفعّالة في تنفيذ الاتفاقية، والمساهمة في تشكيل إطار حوكمة الفضاء الإلكتروني العالمي لمستقبل رقمي آمن وتعاوني وشامل في الفترة المقبلة. وهذا أمر بالغ الأهمية في ظل سعي العديد من الدول، بما فيها فيتنام، إلى تعزيز التحول الرقمي المرتبط بضمان الأمن والسلامة لتحقيق نقلة نوعية في العصر الجديد.
- مع خالص الشكر والتقدير لسعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية!./.
مصدر
تعليق (0)