خلال رحلة عمل إلى الضواحي منتصف مايو، مررتُ ببحيرة، وشاهدتُ ما يقارب عشرة فتيان (في العاشرة من عمرهم تقريبًا) يلعبون ويستحمون ويسبحون فيها. زعم أحدهم أنه "يجيد السباحة، لذا فهو لا يخشى الغرق".
"نحن جميعًا نستطيع السباحة، لذلك لا نخاف من الغرق!"
كانت المنطقة التي كان الأولاد يستحمون ويسبحون فيها عبارة عن قناة واسعة بجوار الطريق بين البلديات، مع وجود تيار قوي ومستوى مياه عميق إلى حد ما.
الأمر الخطير للغاية هو أنني لم أرَ أي شخص بالغ يراقب الأطفال. لو حدث أي مكروه، فسيكون من الصعب تجنّب غرق الأطفال.
توقفتُ وأخبرتهم أن الاستحمام بهذه الطريقة خطير، ونصحتهم بالعودة إلى منازلهم. أجاب أحدهم: "نأتي إلى هنا يوميًا للاستحمام. جميعنا نجيد السباحة، لذا لا نخشى الغرق!"
ثم واصلت مجموعة الأطفال القفز في الماء للعب. وقف بعضهم على جدار المجاري المرتفع، على ارتفاع أمتار قليلة فوق الماء، وقفزوا فيه واضطروا للانتظار قليلًا قبل أن يعودوا...
ويحذر قطاع التعليم في العديد من المناطق من خطر غرق الأطفال بسبب السباحة في الأنهار والجداول والبرك والبحيرات خلال فصل الصيف الحار.
إن حاجة أطفال الأرياف للسباحة في الأنهار والجداول والبرك والبحيرات والمستنقعات والبرك الصغيرة لتبريد أجسامهم في أيام الصيف الحارة أمرٌ حقيقي. أما بالنسبة لأطفال الأسر الفقيرة، فإن الذهاب إلى حمام السباحة حلمٌ بعيد المنال.
علاوة على ذلك، فإن الأطفال بطبيعتهم نشيطون للغاية ويحبون اللعب، لذلك حتى لو منعهم آباؤهم، فإنهم ما زالوا يحاولون إيجاد طرق "للتسلل" بعيدًا للذهاب للسباحة مع أصدقائهم.
لا يرغب أي والد في تحمل العواقب المأساوية لغرق طفله. فبسبب بعض التراخي في الإدارة والتربية، واجه بعض الآباء فقدان أبنائهم، ليلازمهم الحزن والندم بقية حياتهم.
ألم الوالدين عند فقدان أبنائهم
تزوج زميلي وزوجته بعد حوالي عشر سنوات قبل أن يُرزقا بابن. كانا يتحكمان بابنهما بشدة. لكن، بسبب لحظة إهمال، فقدا ابنهما الحبيب إلى الأبد.
في عصر يوم صيفي حار قبل عامين، طلب الابن (الذي كان آنذاك في الصف السابع) الإذن من والديه للذهاب إلى منزل صديقه في القرية نفسها لاستعارة كتب للدراسة. كذب الابن على والديه وذهب للسباحة مع أصدقائه في بركة عميقة قرب منزله.
من بين الأطفال الستة الذين ذهبوا للسباحة في ذلك اليوم، مات ابن صديقي وطفلان آخران (في نفس عمره 12 عامًا) لأنهم شاهدوا صديقهم يغرق، وهرعوا لإنقاذه وغرقوا.
يجب أن يكون الطلاب مزودين بمهارات السباحة.
هذه مجرد حالة واحدة من حالات غرق كثيرة في بلدنا سنويًا. ومن بين حالات الغرق المأساوية هذه، لا يقتصر الأمر على الأطفال الذين لا يستطيعون السباحة، بل إن العديد من الأطفال الذين يجيدون السباحة يغرقون لأسباب عديدة.
احرص على مراقبة أطفالك هذا الصيف
عندما لا تتوفر في المناطق الريفية مسابح للأطفال، لا يمكننا الحد من غرقهم إلا من خلال توعية الأطفال بالسباحة على نطاق واسع في المدارس. هذا يُسهم جزئيًا في تزويد الأطفال بالتقنيات والمعارف والمهارات الأساسية للسباحة وكيفية التعامل مع المواقف الخطرة تحت الماء.
وفيما يتعلق بالمسؤولية العائلية، ينبغي على الوالدين، إذا أمكن، اصطحاب أطفالهم إلى حمامات السباحة ومراكز السباحة في المدن والبلدات والمناطق حتى يتمكن أطفالهم من التبريد والسباحة تحت إشراف الكبار.
في المناطق القريبة من الأنهار والجداول والبرك والبحيرات، يجب على الآباء مراقبة أطفالهم عن كثب، وعدم إهمال السماح لهم بالسباحة في المناطق التي تُشكل خطرًا على حياتهم. كما يجب على الآباء التوعية بانتظام واتخاذ إجراءات صارمة وشاملة لمنع الوفيات المأساوية الناجمة عن الغرق.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)