بعد الولادة مباشرةً، ظهرت على الطفلة علامات فشل تنفسي، فاحتاجت إلى علاج بالأكسجين، ونُقلت إلى قسم الطوارئ. عند وصولها إلى مركز حديثي الولادة، كانت الطفلة زرقاء اللون، وتعاني من قصور حاد في الدورة الدموية، وشُخِّصت بارتفاع ضغط الدم الرئوي الحاد.
وعلى الرغم من عمليات الإنعاش المكثفة باستخدام تقنيات متقدمة مثل التهوية الميكانيكية والتنفس السطحي والتنفس باستخدام أكسيد النيتريك، إلا أن الطفل لم يستجب للعلاج ولم ينج.
في الواقع، سجل الأطباء في الآونة الأخيرة العديد من الحالات المشابهة، حيث دخل الأطفال حديثو الولادة في حالة حرجة بعد ولادتهم بعملية قيصرية دون الدخول في المخاض، لأن العائلة أرادت "يوماً ووقتاً طيبين".
وبحسب تقرير وزارة الصحة الموجز لرعاية صحة الأم والطفل لعام 2022، فإن معدل الولادة القيصرية يمثل ما يقرب من 37% من إجمالي الولادات، مع وصول بعض المستشفيات إلى 50-60% - وهو أعلى بكثير من نسبة 10-15% التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية لحماية صحة الأمهات والمواليد الجدد والحد من المضاعفات الخطيرة المحتملة.
في الوقت الحالي، يتزايد معدل الولادة القيصرية لأسباب عديدة، أبرزها اختيار العائلات المسبق لتاريخ ووقت الولادة. إضافةً إلى ذلك، غالبًا ما يصف الأطباء حالات الولادة عالية الخطورة لضمان سلامة الأم والطفل.
ويحذر الخبراء الطبيون من أن الولادة القيصرية تحمل مخاطر أكثر من الولادة الطبيعية، حيث تسبب مشاكل صحية طويلة الأمد لكل من الأم والطفل.
لا تزال الولادة الطبيعية (الولادة المهبلية) الطريقة الأكثر طبيعية وأمانًا للأم والطفل. وتُقدم هذه الولادة فوائد عملية عديدة، مثل مساعدة الأمهات على التعافي بشكل أسرع، وتقليل خطر فقدان الدم، والإصابة بعدوى ما بعد الولادة، وإنتاج الحليب مبكرًا، وتوفير التكاليف. كما تُمكّن الولادة الطبيعية الأمهات من خوض رحلة الولادة بكل تفاصيلها، بطريقة مقدسة وهادفة.
بالنسبة للأطفال، تُساعد الولادة الطبيعية على تكيفهم بشكل أفضل مع البيئة الخارجية. فبفضل ضغط الانقباضات أثناء المخاض، يُطرد المخاط من الرئتين والجهاز التنفسي، مما يُقلل من خطر الفشل التنفسي. ويتعرض الأطفال للبكتيريا النافعة من مهبل الأم، مما يُساعد على نمو جهازهم المناعي وجهازهم الهضمي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للولادات الطبيعية أن تتضمن بسهولة اتصالاً جلدياً مباشراً ورضاعة طبيعية مبكرة في غرفة الولادة، مما يعزز الترابط العاطفي ويدعم النمو البدني والعاطفي منذ الساعات الأولى من الحياة.
يوصي الأطباء بأن تكون صحة وسلامة الأم والطفل على رأس أولوياتهم دائمًا. لذلك، لا ينبغي إجراء عملية قيصرية إلا عند وجود سبب طبي واضح. بدلًا من القلق بشأن اختيار موعد الولادة أو التدخل غير الضروري، ينبغي على الأمهات الحوامل مراقبة حملهن بانتظام واختيار منشأة طبية موثوقة تضم فريقًا من الأطباء ذوي الخبرة. تُعد هذه خطوة تحضيرية مهمة لرحلة ولادة آمنة وسلسة، مما يوفر بداية صحية وكاملة لطفلك.
المصدر: https://nhandan.vn/san-phu-mat-con-vi-chon-ngay-gio-dep-de-sinh-mo-post900476.html
تعليق (0)