إن العقلانية الحقيقية في منتصف العمر هي أن تسمح لنفسك بـ "خسارة" علاقة.
هناك موضوع على مواقع التواصل الاجتماعي: لماذا يبتعد الأصدقاء عن بعضهم البعض عندما يكبرون في السن؟
قال أحد الأشخاص أدناه أنه بعد التخرج، تزوج الجميع، وأنجبوا أطفالاً، وعاشوا على بعد آلاف الكيلومترات من بعضهم البعض، وفقدوا الاتصال تدريجياً.
يقول البعض أن الأصدقاء يأتون لاقتراض المال، ولا يقرضونه، وفي اليوم التالي يتم إدراجهم على القائمة السوداء.
وقال آخر إنه عندما يشارك حياته مع صديق، يعتبر ذلك تفاخرًا، ويُظهر اهتمامًا به مقابل السخرية منه.
النضج هو جسر يصبح أضيق كلما مشيت عليه، وكلما مشيت عليه كلما قل عدد الأشخاص الذين بقوا عليه.
الأشخاص الذين لديهم مسارات حياة وقيم مختلفة سوف ينسحبون حتما من حياتك.
قال الكاتب مادير ذات مرة: "النضج هو التعود على الانفصال والاستخفاف به". العقلانية الحقيقية في منتصف العمر هي السماح لنفسك بـ"فقدان" علاقة.
بيئات مختلفة تسمح بالفصل
قال أحد الكتاب ذات مرة: "إن أبعد مسافة هي عندما يكون الشخص لا يزال موجودًا، والحب لا يزال موجودًا ولكن طريق العودة قد ذهب".
مع تغير الزمن واختلاف الظروف، تتغير شخصية كل شخص تدريجيًا. مهما كانت درجة قرب الأصدقاء، فإن اختلاف اختياراتهم يجعل البعد أمرًا حتميًا.
كان لدى "أ" صديقٌ مقربٌ جدًا، كانا صديقين منذ الصغر. بعد تخرجهما من المدرسة الثانوية، سافر الصديق إلى الجنوب للعمل، بينما سافر "أ" إلى الشمال للدراسة. خلال تلك السنوات، عاش الصديق في منزلٍ مستأجرٍ ضيقٍ براتبٍ زهيد، وعمل بجدٍّ لكسب عيشه.
التحق "أ" بجامعة مرموقة في المدينة، وانضم بعد تخرجه إلى شركة أبحاث علمية . كان سعر مادة تجريبية واحدة يعادل راتب عدة أشهر. نادرًا ما كان "أ" يخبر صديقه عن حياته خوفًا من إزعاجه. لكن صديقه شعر أن "أ" قد ازداد بُعدًا بعد أن أصبح ثريًا. تدريجيًا، تضاءل التواصل بينهما، وتباعدت صداقتهما في طفولتهما.
على الناس دائمًا الانتظار حتى يمروا بتجربة الانفصال والفقد ليدركوا أن الانفصال والفقدان أمران طبيعيان جدًا في الحياة. فتغير المسافة واختلاف الظروف قد يؤديان إلى فقدان التواصل تدريجيًا بين من اعتادوا المشي معًا.
عندما كنت في الجامعة، كان لديّ صديقٌ مقربٌ جدًا. لأربع سنوات، تناولنا الطعام معًا، ودرسنا معًا، وتحدثنا عن الأدب معًا، وتشاركنا الأحلام. بعد التخرج، عاد صديقي إلى مسقط رأسه، وتزوج، وأنجب أطفالًا. أما أنا، فقد انتقلتُ إلى المدينة لأعمل بجد، من متدرب إلى مدير قسم.
في البداية، كنا نتحدث كثيرًا، لكنها كانت تتحدث غالبًا عن شؤون العائلة، بينما كنت أتحدث عن العمل. لم تكن لدينا مواضيع مشتركة نتحدث عنها في كثير من الأحيان. في إحدى المرات، رغبتُ في التحدث معها عن الأدب، لكنها قالت إنها لم تقرأ كتابًا منذ زمن طويل... وهكذا، قلّت وتيرة حديثنا تدريجيًا حتى انقطعت أخبارنا.
في صغرنا، نحلم جميعًا بعلاقة تدوم للأبد. فقط عندما نكبر، ندرك أن لكل علاقة مراحلها. زوال العديد من العلاقات ليس بسبب خطأ ارتكبه أحدهم، بل لأن كل شخص اختار مسارًا مختلفًا. مع مرور الوقت، تصبح البيئات المختلفة والاهتمامات المختلفة بمثابة جدار خفي يفصلنا.
عند مفترق طرق الحياة، نادرًا ما نصل إلى هدفنا معًا. أما من هم أبعد فأبعد، فالأفضل لهم اتباع الطبيعة، فكلٌّ يعيش حياته بسلام وحرية.
الخلاف لا داعي للتمسك
أثناء دراسته في أمريكا، التقى الباحث ليو دو بفتاة ألمانية. في البداية، كانا قريبين جدًا.
لكن بعد فترة وجيزة، بدأت ليو دو تتعمد الابتعاد عنه. والسبب هو اختلاف آرائهما. لم تكن المواضيع التي تتحدث عنها تهمه.
كلما عبّرت عن رأيها في أمرٍ ما، كان الطرف الآخر يجد دائمًا طريقةً للرد. ثم، بعد جدال، أنهى الاثنان علاقتهما تمامًا.
قال أحد الكُتّاب ذات مرة: "ثلاثة آراء: الجمالية، والتجربة، هي مرشحات الحياة. لا أحد يستطيع أن يخون كل ما يملكه".
بعد منتصف العمر، لا تكمن الفجوة الأكبر بين الناس في المسافة، بل في اختلاف المفاهيم وطريقة التفكير في المشكلات. مع أن الأشخاص ذوي الآراء المختلفة قد يتعايشون لفترة، إلا أن الانفصال في النهاية أمر لا مفر منه.
كان الرسامان وانغ يواندينغ ومو شين صديقين حميمين. لكن لاحقًا، وبسبب اختلاف وجهات النظر حول فن الرسم، أصبحا غريبين. كان مو شين مولعًا بالأصباغ عند الرسم بتقنية غسل الحبر. أما وانغ يواندينغ، فقد درس التقنيات التقليدية، وكان مصممًا على عدم إضافة أي أصباغ.
في إحدى المرات، استعرض مو شين لوحاته الحبرية التي استخدم فيها الألوان. وكان وانغ يواندينغ حاضرًا أيضًا. أمام الجميع، انتقد مو شين قائلًا إن مسحوق الألوان محظور في الرسم بالحبر.
ردّ مو شين قائلاً إنه منذ عهد أسرة تانغ، رُسمت لوحات كثيرة بالغواش. دار جدلٌ لا ينتهي حول هذا الأمر، ثم ابتعدا عنه.
بعد بضعة أيام، كان وانغ يواندينغ يتناول وجبة خفيفة في مطعم، ودخل مو شين صدفةً، لكنهما تجاهلا بعضهما. كانت علاقتهما قد انقطعت لسنوات طويلة بسبب اختلافات في المفاهيم الفنية.
يقول البعض إن القيم هي التي تحدد الحد الأقصى للعلاقة. شخصان متعارضا الرأي كخطين متقاطعين، كلما ازدادت اختلافاتهما، ابتعدا في النهاية.
في التفاعلات الإنسانية، قد تتفق الشخصيات، لكن غالبًا ما يصعب التوفيق بين الآراء وأساليب التفكير ووجهات النظر حول المشكلات. بعد منتصف العمر، كفوا عن الشرح، واحترموا بعضكم البعض، وتقبّلوا اختلافاتكم، فهذا هو الوداع الأشرف.
قال فنان ذات مرة: "في صغري، كنت أعتقد دائمًا أنه إذا كنا أصدقاء، فسنبقى أصدقاء إلى الأبد. فقط عندما كبرت، أدركت أنه لا يوجد أبدية بين الناس، وأن القدرة على مرافقة بعضنا البعض في رحلة هي بالفعل شيء دافئ للغاية.
بعض الأشخاص لا يستطيعون مرافقتك إلا لجزء من الطريق، وبعض العلاقات سوف تختفي من حياتك قريبًا.
بعد منتصف العمر، يجب أن تتعلم كيف تتعامل بهدوء مع العلاقات التي من المقدر لها أن تضيع، تبقى أو تذهب، تتبع الطبيعة، تتجمع وتتفرق، اعتمادًا على رغبات الناس.
إن السماح للأشخاص في حياتك بالمجيء والذهاب، مع الأخذ في الاعتبار عدم اليقين في كل لقاء، هي الطريقة الأكثر رصانة بالنسبة للأشخاص في منتصف العمر للعيش.
[إعلان 2]
المصدر: https://giadinh.suckhoedoisong.vn/sau-tuoi-trung-nien-toi-dan-tham-moi-quan-he-nao-cung-co-han-su-dung-tien-tai-dia-vi-se-quyet-dinh-con-than-voi-nhau-hay-khong-172241203085510209.htm
تعليق (0)