ولم يكن ذلك ذروة الحفل الوطني "الوطن في القلب" فحسب، بل كان أيضاً دليلاً واضحاً على جاذبية برنامج الفن السياسي، حيث يتم إثارة حب الوطن بقوة من خلال الموسيقى .
الجاذبية الخاصة للبرامج السياسية
"الوطن في القلب" هو برنامج فني خاص تنظمه صحيفة نان دان بالتعاون مع لجنة الشعب في هانوي مساء يوم 10 أغسطس، بمناسبة الذكرى الثمانين لثورة أغسطس واليوم الوطني 2 سبتمبر. هذا ليس عرضًا عاديًا، بل حفل موسيقي سياسي، حيث يُعاد فيه تمثيل التاريخ البطولي للأمة من خلال الفن المعاصر.
صُمم مسرح الحفل الوطني "الوطن في القلب" بأسلوب عصري عالمي المستوى، وينقسم إلى أربع مناطق تحمل شعار "الاستقلال، الحرية، السعادة، العلم الأحمر ذو النجمة الصفراء". (صورة: ثوي ثوي)
كما صرّح لي كوك مينه، عضو اللجنة المركزية للحزب ورئيس تحرير صحيفة "نان دان"، فإن البرنامج يجمع بين الوطنية والموسيقى، ويتميّز بعمق تاريخي وإلهام معاصر. يُخلّد البرنامج تضحيات أجيال من الآباء والإخوة، وينقل رسالة فخر وطني، وروح تضامن عظيمة، وتطلعًا إلى النهوض في العصر الجديد. في "الوطن في القلب"، أصبحت الموسيقى لغة الروح، تربط الأجيال، ووسيلة فعّالة لسرد قصة الوطن بأسلوب بسيط وصادق وعميق.
يتمتع برنامج الحفل الوطني "الوطن في القلب" بموضوع ذي معنى، ويخلق تأثيرًا قويًا.
تكمن جاذبية "الوطن في القلب" في جوهرها الغني والمؤثر. يتخذ البرنامج رمز العلم الأحمر بنجمته الصفراء محورًا له، مُعيدًا إحياء محطات تاريخية بارزة في مسيرة الكفاح وبناء الوطن. بدءًا من تصميم المسرح على شكل حرف V الذي يرمز إلى "فيتنام - النصر"، وصولًا إلى الصور المقدسة كالعلم الأحمر المُرفرف بنجمته الصفراء، والجيش يسير بشموخ وقوة، وصولًا إلى المشاهد الخالدة التي تُعيد إحياء التاريخ... جميعها مُعدّة بإتقان، رغبةً في استحضار الفخر، وربط قلوب ملايين الفيتناميين في الداخل والخارج.
الفكرة الرئيسية: تكريم وطن فيتنام
أشار رئيس التحرير، لي كوك مينه، إلى أنه في ظل كثرة أنشطة الفنون الأدائية اليوم، ليس من السهل إحداث فرق. لذا، فإن الفكرة الرئيسية للبرنامج هي تكريم وطننا الأم فيتنام. "عند حضور الحفلات الموسيقية، غالبًا ما يتوقع الجمهور ظهور نجوم مشهورين. أما نحن، فبرنامج "وطن في القلب" لا يضم أي "نجوم"، باستثناء النجمة الوحيدة على العلم الوطني. نأتي جميعًا إلى البرنامج لإظهار الامتنان وتكريم وطننا الحبيب".
إن موسيقى البرنامج ليست مجرد ترفيه، بل تصبح أيضًا جسرًا يربط حب الوطن بالروح البشرية، مما يخلق مساحة ثقافية خاصة، حيث لا يكون الجمهور مجرد مشاهد سلبي، بل يصبح جزءًا من الملحمة الوطنية.
إن اللحظة التي صمت فيها آلاف الأشخاص أمام اعتراف المحارب القديم "الحرية والسلام ليسا سهلين، ويجب أن نحاول الحفاظ عليهما الآن"، ثم انضموا إلى غناء أغنية "أمي تحبني"، هي دليل على هذه القوة المؤثرة.
العنصر الثاني هو المزيج المتناغم من الفنانين المشهورين والأغاني الخالدة والسيمفونيات المهيبة. يجمع البرنامج فنانين مشهورين من أجيال عديدة، من الفنان المتميز دانغ دونغ، وتونغ دونغ، وفام ثو ها، وفو ها ترام، وها لي، إلى المغنين الشباب مثل توك تيان، ونو فوك ثينه، وثانه دوي، وسوبوي... أغانٍ كلاسيكية مثل "موي تسعة عشر ثانغ أغسطس"، و"دوان في كووك كوان"، و"لين دانغ"، و"هوي - ساي غون - ها نوي"... تُرتّب بأسلوب شبابي، ممزوجة بسيمفونيات مهيبة، تُضفي أجواءً من المفاجأة والتشويق.
علاوةً على ذلك، لم تُظهر الثنائيات بين الفنانين المخضرمين والجيل الشاب التراثَ فحسب، بل بعثت أيضًا برسالة تواصل بين الأصالة والمعاصرة. وقد أثار الجزء الأخير من البرنامج، الذي تضمن أغانٍ تُشيد بالوطن، حماس الجمهور، وبلغ ذروته، مُلقيًا تصفيقًا حارًا. لا يقتصر التراث بين الأصالة والمعاصرة على الموسيقى فحسب، بل يمتد ليشمل الرسالة نفسها: الماضي يُغذي المستقبل، ويربط الأجيال في مسيرة الوطن.
العديد من النقاط المميزة
أكد السيد لي كوك مينه أنه على الرغم من أن برنامج صحيفة "نان دان" برنامج فني وسياسي تنظمه وكالة الحزب الصحفية، إلا أنها تضع معايير عالية جدًا. لا يمكننا التنازل عن الجودة لمجرد أنها "برنامج سياسي". صُمم نظام الصوت بالكامل ورُكّب في ملعب ماي دينه وفقًا للمعايير الدولية، مع قياسات دقيقة لكل مدرج، لضمان صوت متناسق وأصيل، مما يوفر أفضل تجربة لعشرات الآلاف من المتفرجين.
صُمم المسرح وفقًا لمعايير دولية حديثة، مقسمًا إلى أربع مناطق تحمل شعار "استقلال، حرية، سعادة، علم أحمر بنجمة صفراء"، بارتفاع 26 مترًا. لا يقتصر نظام الصوت والإضاءة على تكملة العرض فحسب، بل يروي قصته الخاصة أيضًا، حيث يجمع بين المؤثرات السينمائية عبر شاشة LED عملاقة، مما يُتيح للجمهور تجربة كاملة من جميع الزوايا. قام فريق العمل بتركيب ميكروفونات في مناطق المشجعين لخلق تأثير تناغمي في "أغنية المسيرة"، مما يُضفي صوتًا واقعيًا ومتناسقًا.
وأخيرًا، تُعدّ الاستراتيجية المُنظّمة والمُروّج لها جيدًا العامل الحاسم في تحويل البرنامج إلى فعالية وطنية. وتحت إشراف المخرج دانج لي مينه تري والموسيقي نجوين هو فونغ، نُظّمت أبرز الأحداث بإتقان: ظهور 68 جنديًا من مدرسة ضباط الجيش الأولى يُعيدون تمثيل استعراض الساحة الحمراء، مُتحلّين بصفات جنود العم هو، مُثيرين مشاعر الفخر. ثمّ ظهر رياضيون نموذجيون، مثل الرماة فام كوانغ هوي، وكوانغ هاي، وآنه فيين، ولي فان كونغ، ناشرين الروح الرياضية والوحدة الوطنية.
اختتم عرض الألعاب النارية الذي استمر ثماني دقائق، والذي تضمن 300 لعبة نارية عالية الارتفاع، الأمسية الموسيقية، مخلفًا انطباعًا رائعًا. وقد استقطبت الاستراتيجية الترويجية الشاملة، إلى جانب وسائل الإعلام الرئيسية، أكثر من 50 ألف متفرج، مما حوّل ملعب ماي دينه إلى بحر أحمر من النجوم الصفراء، مفعمًا بالفخر والعاطفة.
"الوطن في القلب" ليس حفلًا موسيقيًا ناجحًا فحسب، بل هو أيضًا درسٌ في كيفية غرس حب الوطن من خلال الفن. فمن خلال مواضيع هادفة، وتركيبات إبداعية، واستثمارات جادة، وتنظيم ممنهج، يستطيع المنظمون خلق مساحات ثقافية تُلامس قلوب الناس.
المصدر: https://nld.com.vn/to-quoc-trong-tim-lam-nen-dieu-ky-dieu-196250811201149821.htm
تعليق (0)