الأمين العام نجوين فو ترونج والرئيس بوتن في الاجتماع في 20 يونيو - الصورة: VNA
وقال وزير الخارجية الفيتنامي بوي ثانه سون للصحافة في 21 يونيو/حزيران: "إن هذه الزيارة تحمل العديد من المعاني المهمة، ويمكن اعتبارها من أبرز أحداث العلاقات الخارجية لفيتنام في عام 2024".
لماذا يعتبر هذا الأمر مميزا؟
ويقال إن هذه الزيارة تعد حدثا بارزا لأنها، أولا وقبل كل شيء، تؤكد على ثبات فيتنام في الاستقلال والاعتماد على الذات والتعددية وتنويع العلاقات الخارجية.
وفقًا للسيد بوي ثانه سون، فإن فيتنام، بترحيبها بالرئيس بوتين، تؤكد أنها تعتبر روسيا دائمًا من أهم شركائها. وفي الوقت نفسه، ترغب فيتنام في تعزيز الصداقة التقليدية الراسخة مع روسيا وتعميق إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
السبب الثاني هو التوقيت، حيث تأتي الزيارة بمناسبة احتفال البلدين بالذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة المبادئ الأساسية للصداقة الفيتنامية الروسية، وقبيل الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 2025.
وتعتبر هذه فرصة للجانبين لتقييم النتائج التي تم تحقيقها وتحديد التوجهات لتطوير التعاون والشراكة بين فيتنام وروسيا في الفترة المقبلة لتكون أكثر شمولاً وفعالية وجوهرية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الزيارة تظهر الأهمية التي توليها روسيا لفيتنام في تنفيذ السياسة الخارجية الروسية نحو الشرق، وفقا لوزير الخارجية الفيتنامي.
الرئيس بوتن في لقاء مع جمعية الصداقة وأجيال من الطلاب الفيتناميين السابقين الذين درسوا في روسيا - تصوير: نجوين خانه
خلال أكثر من عقدين من قيادة روسيا، هذه هي الزيارة الخامسة للرئيس بوتين إلى فيتنام. كما أنها إحدى أولى زياراته الخارجية بعد إعادة انتخابه رئيسًا لولاية خامسة في مارس 2024.
تركت زيارات الرئيس بوتين انطباعًا قويًا، وساهمت في إرساء أسس مهمة لتطوير العلاقات الثنائية. وشملت هذه المبادرات دعمَ تأسيس الشراكة الاستراتيجية الفيتنامية الروسية عام ٢٠٠١، وترقيتها إلى شراكة استراتيجية شاملة عام ٢٠١٢.
خلال هذه الزيارة، أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وقال السيد بوي ثانه سون إن ذلك يوضح تصميم قادة وشعبي البلدين على جعل التعاون الثنائي أكثر فعالية وجوهرية في جميع المجالات، بما يتناسب مع الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
لقد كانت زيارة الرئيس بوتن ناجحة للغاية
وزير الخارجية بوي ثانه سون - الصورة: مقدمة من وزارة الخارجية
وأكد الوزير بوي ثانه سون أن زيارة الرئيس بوتين كانت "ناجحة للغاية"، حيث استقبلتها فيتنام "بكل احترام وود ومدروس".
وأكد وزير الخارجية أن "الشعب الفيتنامي، الذي يتبنى تقليد تذكر مصدر المياه، لن ينسى أبدًا الدعم والمساعدة الكبيرين والصادقين اللذين قدمهما الشعب الروسي لفيتنام في النضال الماضي من أجل الاستقلال الوطني وإعادة التوحيد وكذلك في قضية البناء الوطني والدفاع اليوم".
أبرز أحداث الزيارة
وعند سؤاله عن النتائج البارزة لزيارة الرئيس بوتين، علق الوزير بوي ثانه سون بأن الرحلة خلقت زخما جديدا للتعاون المتعدد الأوجه بين فيتنام وروسيا.
ومن خلال البيان المشترك و11 وثيقة تعاون موقعة واجتماعات وتبادلات بين كبار القادة في البلدين، اتفق الجانبان على التوجهات الرئيسية لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
الرئيس تو لام يلتقي الرئيس بوتين – صورة: NAM TRAN
أولا، تعزيز الحوار والاتصالات على كافة المستويات ومن خلال كافة القنوات، ونشر آليات التعاون بشكل فعال لتعزيز التعاون في كافة المجالات.
ويواصل الجانبان أيضًا التنسيق الوثيق في المنتديات المتعددة الأطراف، وخاصة الأمم المتحدة، ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وآليات التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا وروسيا، ودعم الدور المركزي لرابطة دول جنوب شرق آسيا في الهيكل الإقليمي.
وأكدت روسيا دعمها لفيتنام لاستضافة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ لعام 2027، وهي مستعدة للتنسيق مع فيتنام لتنظيم هذا الحدث المهم بنجاح.
ثانياً، أكد الجانبان أن التعاون الاقتصادي يظل الركيزة الأساسية ومحور التعاون المتعدد الأوجه بين البلدين.
وسيعمل الجانبان معًا على إزالة الصعوبات والاتفاق على الحلول لتحسين كفاءة التعاون وتعزيز الكفاءة التشغيلية لآليات التعاون الثنائي.
سيعمل الجانبان معًا أيضًا على تعظيم مزايا اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مع مواصلة إزالة الحواجز التجارية. ستعمل روسيا على توسيع نطاق الوصول إلى أسواق السلع الاستهلاكية والمنتجات الزراعية والمائية في فيتنام، مع تعزيز التعاون الاستثماري، لا سيما في قطاعي البنية التحتية والطاقة.
ثالثًا، توسيع التعاون الدفاعي والأمني لمواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية. رابعًا، تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب، والعلوم والتكنولوجيا، والسياحة، والعمل، والثقافة، والتعاون المحلي، والتبادل الثقافي، وتعليم الشباب، وغيرها.
رئيس الوزراء فام مينه تشينه يلتقي بالرئيس بوتين – الصورة: NAM TRAN
مناقشة صريحة حول القضايا الدولية
ومن النتائج البارزة الأخرى، وفقا للوزير بوي ثانه سون، أن كبار القادة من الجانبين "تبادلوا وجهات النظر بصراحة وثقة حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
وبناء على ذلك، أكد البلدان دعمهما لنظام علاقات دولية عادل يرتكز على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة التسوية السلمية للنزاعات، وعدم التهديد بالقوة أو استخدامها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي منهما.
فيما يتعلق بقضية بحر الصين الشرقي، يدعم الجانبان ضمان الأمن والسلامة وحرية الملاحة والطيران، وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وحل النزاعات سلميًا وفقًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وخاصةً اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام ١٩٨٢.
وفي وقت سابق، خلال اجتماع مع الرئيس بوتين في 20 يونيو/حزيران، أكد الأمين العام نجوين فو ترونج أن الوضع العالمي يتغير بسرعة وبشكل معقد إلى وضع متعدد الأقطاب ومتعدد المراكز.
وهذا، بحسب الأمين العام، يتطلب من الدول تنفيذ سياسة السلام والمساواة وعدم المواجهة والتعاون الإنمائي والامتثال لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، أكد الأمين العام نجوين فو ترونغ أن فيتنام تأمل في حوار سريع، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي قائم على القانون الدولي، بما يضمن المصالح المشروعة للأطراف المعنية. وفيتنام مستعدة للمساهمة بفعالية في تعزيز الحوار والمفاوضات في هذا الاتجاه.
رئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن - صورة: VNA
وبحسب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، فإن الرئيس بوتين شارك آراء الأمين العام وأكد أن حل القضايا الدولية والإقليمية يجب أن يستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتسوية السلمية للنزاعات.
فيما يتعلق بقضية بحر الشرق، يدعم الرئيس بوتين الحل السلمي لقضية بحر الشرق على أساس القانون الدولي. كما أشار إلى موقف روسيا من النزاع في أوكرانيا.
تعليق (0)