فجأة، سمعنا صوت السيد تراش، وكان صوته ثابتًا مثل الفأس الذي يضرب الأرض الصلبة:
- أزيلوا أشجار الشاي القديمة لتسوية الطريق. هل تخططون لتدمير القرية؟
ارتفع همهم، ثم تحول تدريجيًا إلى موجة. وقفت شابة تحمل طفلها، وعيناها حمراوتان:
تل الشاي هذا هو المكان الذي قضى فيه جدي ووالدي شبابهما، حيث كانت أمي تقطف أوراق الشاي لإطعام عائلتها، وحيث كنا أنا وأخواتي نجمع أوراق الشاي لنصنع منه مستخلصًا لعلاج الأمراض. هل تعلم ذلك؟
ابتلع دانج بصعوبة. كان حلقه جافًا، لكنه حاول أن يبقى هادئًا.
أيها السادة الكرام، لا أنوي هدم كل شيء، إنما أقترح فقط فتح طريق صغير لتسهيل وصول السياح إلى مركز القرية، وفي الوقت نفسه خلق مشهد سياحي جديد بالقرب من تل الشاي.
- ما هذا المشهد!
ضرب رجل بقبضته على الطاولة الخشبية.
سيُضطر "طريقك الصغير" إلى إزالة أكثر من عشر أشجار شاي عتيقة. لا يمكنك حتى صنع إبريق شاي عطري، لكنك تريد تدمير تل شاي عمره مئة عام لجذب السياحة.
رفع شاب يده ليتحدث. كان صوته مرتجفًا، لكنه واضح:
يقع منزلي على الطريق المخطط له. إذا بنيناه، فسيتعين نقل المنزل، وسيُزال قن الدجاج والبئر. التعويض غير مُرضٍ. سكان القرية فقراء، وقد ارتبطوا بالأرض لأجيال، والآن مجرد قول "التخطيط" سينهي كل شيء!
قال أحد الأشخاص في الجزء الخلفي من القاعة بصوت جاف:
لا جدوى من الاحتجاج الآن. ما تم التوقيع عليه يجب تنفيذه. الأهم هو حديقة الشاي التي تعود لمئات السنين في القرية!
ارتفعت الثرثرة مجددًا، ثم ترددت في موجات من التوتر. بدا الجو في القاعة المزدحمة مشدودًا بتبادل الكلمات. قبض دانج على الملف بيده.
في الخارج، كانت الغيوم تتجمع بكثافة فوق التلال. كانت عاصفة قادمة. ارتجفت أشجار الشاي العتيقة في الريح.
***
حلّ المساء تدريجيًا، وامتدت أشعة الشمس على الممر الضيق. قاد دانج سيارته ببطء عبر بوابة المنزل المشترك، وظهر أمام عينيه تدريجيًا الطريق الترابي الأحمر الممتد عبر الحقول. كان الطريق المألوف من أيام دراسته لا يزال سليمًا، لم يشوهه الزمن. كان دانج يتوق إلى التغيير، وأن يكون السفر بابًا جديدًا، وفرصة لتحسين حياة الجميع. لم تستطع الأفكار القديمة والقيود البالية أن تُنمّي أحلام الوطن. في البعيد، انتشرت رائحة دخان المطبخ، ورائحة القش الجديد، ورائحة الشاي المُخمّر في المطابخ القديمة.
رسم توضيحي: دونغ فان تشونغ |
كان والد دانج يسقي بعض نباتات الشاي في الفناء الخلفي. كان هذا النوع من شاي ميدلاند قصيرًا، بأغصان قليلة وأوراق سميكة، ويتحمل أشعة الشمس جيدًا. كانت قطرات الماء الباردة من الرشاش تتساقط على الأوراق، تلمع في شمس الظهيرة. كان لا يزال يرتدي قميصًا باهتًا وصندلًا بكعبٍ بالٍ.
- لماذا لم تقل شيئاً في الاجتماع هذا الصباح يا أبي؟
نظر دانج إلى والده بشك.
لم يرفع السيد لاب رأسه. استمر الماء من إبريق السقاية بالتدفق بثبات في يده. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يُجيب بصوت بطيء:
- عندما لا يريد الناس أن يسمعوا، فلماذا تقول ذلك!
ضمّ دانج شفتيه. منذ أن بدأ العمل في التخطيط، لم يسمع والده يتكلم قط. كان والد دانج مسؤولًا متقاعدًا في البلدية. عاش وحيدًا بعد وفاة والدته، محاطًا بحديقة صغيرة، وبضعة صفوف من الخضراوات، وبعض أشجار الشاي. لم يفهم دانج السبب، فوالده كان يعمل في البلدية، وكان أنشط شخص في بناء الكهرباء والطرق والمدارس والمحطات للبلدية، أما الآن، فقد أصبح صامتًا كصمت تمثال حجري عند مناقشة التخطيط. عندما شغّل الكمبيوتر ليُري والده خريطة التخطيط، اكتفى برشفة شاي ولم ينطق بكلمة.
- ألا تريد أن تتغير قريتنا؟
سأل دانج، يوم جديد عاد.
فأجاب ببساطة:
- بالتأكيد! ولكن إذا تغيّرنا وفقدنا تقاليدنا، فماذا يتبقى منّا؟
حضّر دانج الشاي، لكن الماء بدا منخفضًا جدًا، فلم تفوح رائحته. كان الطعم المر خافتًا وباهتًا. شغّل حاسوبه، وضوء الشاشة ينعكس على وجهه المنتبه. راجع الخريطة، ودوّن كل موقع، وخطط للمسوحات القادمة. كان لا بد أن يكون كل شيء مثاليًا. سيُبنى مشروع سياحي هنا، بين تلال الشاي الخضراء. انغمس دانج في عمله. لا يزال صدى صوت والده وهو يحرث الأرض، وحفيف الرياح اللطيفة التي تُحرّك صفوف الشاي، يتردد في أذنيه. كان يسابق الزمن، ويحلم بتحويل وطنه إلى واقع عصري.
***
ليلة.
سماء بلا قمر.
هبت الرياح من التل، وأطلقت صفيرها في هبات طويلة.
كان تل الشاي مظلمًا، ولم يتبقَّ سوى أوراق الشجر تتمايل تحت ضوء خافت من الكوخ المؤقت عند سفح التل. عُلِّقت الأغطية بسرعة ورفرفت. وفجأة، دوّى دويٌّ جاف. ثم لمعت شرارة نار في زاوية الكوخ، صغيرة كرأس عود ثقاب، لكنها اشتعلت بسرعة كبيرة. امتدت النار عبر صناديق المستندات والرسومات، بل وامتدت حتى إلى الكمبيوتر المحمول الذي تركه دانج موصولًا بالكهرباء لكنه نسي فصله.
أججت الرياح النار. في لحظة، تحول الكوخ إلى بحر أحمر من الأضواء المتلألئة والصراخ. اندفع الناس إلى الخارج، يرشون الماء ويدوسون على الأقمشة المشتعلة. ألقت ألسنة اللهب المتلألئة بظلالها على تلال الشاي، تومض كظلال رقيقة تعبر الليل.
طارت المخططات نصف المحترقة، وتحولت إلى رماد، وطفت، ثم سقطت على الأرض...
في صباح اليوم التالي، ساد هدوءٌ غير معتاد في قاعة اجتماعات البلدية. تسللت أشعة الشمس الصباحية من خلال شقّ الباب، راسمة خطًا مائلًا على طاولة الاجتماعات القديمة. وقف دانج هناك، عيناه غائرتان، ووجهه شاحبٌ كأنه فقد قواه بعد حمى. أمامه عريضةٌ موجزةٌ وحازمة: "اعترضوا على مشروع التخطيط. لقد كان المشروع، ولا يزال، يتعدى على المشهد الثقافي، مُدمّرًا المكان المقدس المحيط بحديقة الشاي القديمة".
نظر دانج إلى السطر الأخير. كان التوقيع واضحًا، أنيقًا، ودقيقًا كصاحبه. شعر وكأن أحدهم لكمه في صدره فجأة.
***
كان السيد لاب جالسًا بهدوء على طاولة الشاي، عيناه مثبتتان على حديقة الشاي المختلطة أمام الفناء. ازدحمت صفوف الشاي القديمة، منخفضة ومتناثرة، وأوراقها رمادية باهتة كما لو أنها فقدت كل لونها الأخضر.
- إنه أبي. كيف لك...؟
قال دانج بصوت مختنق.
استدار السيد لاب، مضيفًا المزيد من الماء إلى إبريق الشاي نصف الجاهز. كانت عيناه هادئتين.
- وقّع الأب على العريضة! مُحتجًّا على ابنه!
فكّر مليًا. هذه ليست مجرد حديقة شاي، بل هي أرض الأجداد، أصل القرية، روحها. أشجار الشاي عمرها أكثر من 300 عام، تُجمّع الطاقة الروحية لهذه الأرض بأكملها.
صمت صلب كالحجر.
حاول دانج أن يتراجع.
- أبي، أتظنّ أن مالي مجرد ورق؟ لقد بذلتُ جهدًا كبيرًا ومالًا كبيرًا للحصول على موافقة هذا المشروع.
وضع السيد لاب فنجانه ونظر إلى تل الشاي. كانت أوراق الشاي الكبيرة تُحرّكها الرياح.
- الجميع يحب المال، ولكن هناك أشياء لا يمكن شراؤها بالمال، يا ابنتي.
وقف دانج ساكنًا. قبضت يده برفق على طرف قميصه. أراد أن يقول شيئًا لكنه لم يستطع.
حاول السيد لاب أن يبقي صوته هادئًا لكنه لم يستطع إلا أن يصبح عاطفيًا:
جدي وجدي وأجيالٌ عديدة كانوا يقطفون أوراق الشاي ويزرعونها ويعصرونها بأيديهم. كانت أشجار الشاي هذه مأوىً للكوادر خلال حرب المقاومة، وكسوةً للعائدين من البعيد للراحة، وكانت المكان الذي قطفتُ فيه أنا وأمي أوراق الشاي لتحضيره لعلاج الأمراض...
ضمّ دانج شفتيه، والعرق يتصبب على صدغيه. جلس بثقل على الكرسي، رأسه منحني، يتنفس بصعوبة كما لو كان يحاول حبس شيء ما في صدره الضيق.
هبت نسمة هواء تحمل رائحة الأرض الرطبة ورائحة الشاي اللاذعة.
***
اختفى دانغ من مقر البلدية. زعم الناس أنه عاد إلى المدينة. شعر البعض بالقلق، بينما ألمح آخرون: "كنت أعلم، لن يدوم طويلًا!". في الواقع، غادر دانغ القرية ذات صباح دون أن يعلم أحد. استقبلته هانوي برطوبة طويلة، وكانت السماء ضبابية كفوطة حُفظت لفترة طويلة دون أن تصلها أشعة الشمس. في غرفته الصغيرة، عاش دانغ كرجل فقد خريطته. لم يزر موقع البناء، ولم يلتقِ بفريق التصميم، ولم يلمس المسودات غير المكتملة.
نظّف دانج درج مكتبه القديم، فوجد دفتر رسم من أيام دراسته. في الصفحة الأولى، كانت خطوط القلم الرصاص ضبابية، لكن الكلمات التي كتبها ظلت واضحة: "الفضاء العام مكان للتوقف، مكان تسكنه الذكريات مع الناس".
توقفت يده على الصفحة القديمة. خارج النافذة، هبت ريح صيف متأخر، تهزّ الستائر البيضاء برفق.
في اليوم التالي، التقى بمعلمه القديم الذي كان يُدرّس تخطيط المجتمع في سنته الجامعية الأخيرة. جلسا في مقهى صغير على ضفاف البحيرة، ووُضع كوبان من الشاي المثلج على طاولة بلاستيكية. كان الماء صافيًا بلون أصفر مخضر، وكان صوت اصطدام الثلج بالكوب أشبه بنوتة موسيقية مجهولة. أمسك دانج كوب الشاي بيده، وظلّ صامتًا لفترة طويلة.
- اعتقدت أنني كنت أفعل الشيء الصحيح.
قال بهدوء.
- ولكن بعد ذلك، كلما فعلت ذلك أكثر، كلما شعرت بالضياع أكثر.
أومأ المعلم برأسه ببطء، وكانت عيناه تنظران إلى المياه الضبابية.
أصعب ما يواجهه المُخطِّط ليس ما يُبنى، بل ما يُحافظ عليه. فالأماكن العامة ليست مجرد أماكن يرتادها الناس ويغادرونها، بل هي أماكن لذكريات خالدة، ليعيش الناس فيها مع ما غذّاهم.
في تلك الليلة، لم ينم دانج.
أعاد طباعة خريطة قرية ين بينه كاملةً، ونشر كل طبقة من المخططات على الأرض، واستخدم أقلامًا ملونة لتحديد النقاط التي تستحق الحفاظ عليها، وخاصةً تلال الشاي القديمة. كان لا بد من انحناء طريق المرور قليلًا، ونقل منطقة السكن ومواقف السيارات إلى الخلف... لم يعد يرى نفسه مصمم مشروع، بل كما لو كان يُعيد صياغة إيقاع القرية، ونسمة الأرض، وتلال الشاي القديمة. ألقى الضوء بظله على الجدار، نحيلًا، هادئًا، ولكنه ثابت.
قبل عودته إلى القرية، جمع دانج بهدوء وثائق وصورًا ميدانية لإكمال طلب الاعتراف بتل الشاي العتيق كشجرة تراث وطني. وقد بذل قصارى جهده ورغبته في حماية هذه الذكرى بالوسائل القانونية، حتى تحظى أشجار الشاي العتيق بمكانة مرموقة عالميًا.
***
توقفت السيارة عند منعطف القرية، حيث كان الطريق الترابي الأحمر لا يزال مُغبرًا كما كان عندما كان طفلًا. نظر دانج بصمت إلى صفوف أشجار الشاي على طول الطريق، وفي البعيد، كان سقف المنزل المشترك مُغطى ببلاطات قشور السمك. حملت الرياح رائحة التربة الرطبة، ورائحة القش الجديد، ورائحة خفيفة من الشاي المُقطوف حديثًا.
بسط التصميم الجديد على المقعد الخشبي للسيد تراش، الشخص الذي عارضه بشدة في الاجتماع الأول. لم ينطق بكلمة. حدقت عيناه الغائمتان في الرسم. توقفت عيناه عند علامة القلم الرصاص على الطريق الدائري، مع تعليق: "حافظوا على تل الشاي القديم. ممنوع الحفارات. ممنوع الخرسانة. ممنوع الهدم".
وبعد لحظة، وقف وسكب الشاي.
جلس دانج في الجهة المقابلة، وعيناه تتابعان الدخان الخفيف المتصاعد من فنجان الشاي المُصبّ حديثًا. كانت رائحة الشاي دافئة وعميقة، رائحة ريفية بدت وكأنها قد تسللت إلى هذه الأرض، ودخلت قلوب الناس لأجيال. صمت. فقط صوت الريح وهي تمر عبر حديقة الشاي، من خلال شقوق الباب، تهب برفق في الفراغ بينهما.
طننت نحلة حول الصنبور في الفناء الأمامي، ثم طارت بعيدًا.
أخرج السيد تراش منديلًا باليًا من جيبه، ومسح حافة الكوب ببطء، ثم دفعه نحو دانج. تطلع بعينيه إلى تل الشاي القديم، حيث كانت أشجار الشاي بطول السقف، وأغصانها ممتدة كأيدي عتيقة تحمل التراب، واقفةً هناك صامتةً. تحدث بصوت أجش.
محصول الشاي هذا العام سيء. الطقس متقلب والأرض مُنهكة.
التقط دانج فنجان الشاي وقربه من شفتيه. تسللت المرارة الأولى إلى لسانه، ثم خفت تدريجيًا، تاركةً طعمًا حلوًا في حلقه. كان هناك دقات ساعة قديمة، وحفيف أوراق الشاي على الشرفة. رائحة التربة الرطبة، ورائحة الشاي القديم، ورائحة دخان المطبخ العالقة. هدوء لم يختبره دانج منذ زمن طويل.
وفي اجتماع القرية وقف، وكان صوته هادئًا ومليئًا بالقوة:
أودُّ الحفاظ على تلة الشاي القديمة. لا قطع أشجار، ولا بناء خرسانة. فقط رصف ممرات المشاة على طول التلة، ليتمكن القرويون والسياح من المرور ببطء بين أشجار الشاي القديمة. في منتصف التلة، أودُّ بناء كوخ خشبي صغير، يُسمى "محطة الذاكرة"، حيث يُمكننا عرض الصور والأشياء القديمة وقصص قريتنا من زمن أجدادنا...
توقف، ونظر حوله، ثم تابع:
- يقع المسرح الخارجي على بُعد 50 مترًا من المنزل المشترك، وهو مبني من الخيزران، بسقف من القش وأرضية سليمة. وسيكون مكانًا للعروض الشعبية.
- أما بالنسبة لموقف السيارات، فقد نقلته إلى أرض خالية بالقرب من المحطة الطبية ، حتى لا يؤثر على المنظر العام.
لم يكتفِ دانج بالحديث. شغّل جهاز العرض، فظهرت رسومات ثلاثية الأبعاد واحدة تلو الأخرى. طرق مرصوفة بالحجارة حول تلال الشاي، وأكواخ صغيرة مختبئة بين الأشجار الخضراء، ومسارح شعبية... بدت مساحة التخطيط بأكملها ناعمة كما لو أنها مُصفّاة من ذكريات القرية.
ساد الصمت المطبق القاعة. لم ينطق أحد بكلمة لمدة نصف ساعة. ثم أومأ السيد تراتش برأسه قليلًا، ولم يرفع عينيه عن الشاشة.
أومأ الرجل الثاني. ثم الثالث.
ابتسم السيد لاب، وعيناه تنظران بصمت إلى ابنه، دون أن يفارقه. رفع دانج يده ليداعب أنفه برفق، مخفيًا مشاعره.
مكث في القرية طوال موسم البناء. ليس فقط للإشراف، بل أيضًا لقطف الشاي وتجفيفه، والاستماع إلى القصص القديمة كل عصر. ومن خلال عمله كمهندس معماري، أصبح على دراية بالأرض والأشجار. وكان أطفال القرية ينادونه "عمي مهندس الشاي".
***
في وقت متأخر من بعد الظهر، تغير اتجاه الرياح.
قاد السيد لاب دراجته القديمة، وقد تقشر طلاء هيكلها، ببطء عبر الطريق المرصوف بالحصى المؤدي إلى محطة الذاكرة. كان ظهره أكثر انحناءً من ذي قبل، واختلطت به بعض خصلات الشعر الرمادية. عندما استقبله القرويون، أومأ برأسه، وظلت وقفته هادئة. كان يحمل في يده علبة جريدة ملفوفة بإحكام، تحتوي على شاي أخضر محمص يدويًا، عطري طبيعي، من النوع الذي أحبه ابنه لكنه لم يعرف قط كيفية تحضيره بشكل صحيح.
تحت ظلال أشجار الشاي العتيقة، تسللت أشعة شمس ما بعد الظهيرة عبر الأوراق، تاركةً خطوطًا صفراء باهتة مائلة على المقاعد الحجرية في المحطة. كان دانج هناك مع أصدقائه يستعدون لحفل التنصيب. عندما رأى والده يصل، ذهب لإحضار طقم الشاي، وصب الماء بحرص لغسل الأكواب.
فتح السيد لاب كيس الشاي، وسكب قليلًا منه في راحة يده، ثم أحضره إلى أنفه ليستمتع بشم رائحته.
شاي جديد، لكن نكهته قديمة. التخمير المتسرع قد يُفسد نكهته.
انحنى دانج رأسه، ورفع الكأس إلى شفتيه، ولمس الشاي الساخن لسانه وانتشر في حلقه، ثم استمرت الحلاوة الغنية جدًا والعميقة جدًا.
- هذه المرة سأتعلم كيفية مزجها مرة أخرى.
في يوم افتتاح المنطقة السياحية، وقف السيد لاب في الأسفل، واضعًا يديه خلف ظهره، يراقب دانج وهو يتحدث بصمت. نظر إليه الجميع، منتظرين إيماءة، نظرة تأكيد. لكنه التزم الصمت. تبادل الأطفال أطراف الحديث:
- تعالوا وانظروا إلى "العم دانج"!
في ذلك اليوم، ذُكرت قرية ين بينه بجدارة في صحيفة المقاطعة، بعنوان بارز: "ين بينه - سياحة ريفية مرتبطة بالحفاظ على ثقافة الشاي العريقة وأشجار الشاي التراثية الوطنية". انتشر الخبر السار بسرعة، وتوافد الزوار من جميع أنحاء البلاد إليها. رغب الجميع في التوقف لالتقاط الصور وتسجيل الوصول عند اللافتة الكبيرة عند الجملون: "تل شاي عتيق - شجرة تراثية وطنية". وقفت أشجار الشاي التي يبلغ عمرها مئات السنين هناك، شامخة وقوية كشيخ قرية، ناشرةً عصيها لتظلل الطريق المتعرج حول التل. اصطحبت الأمهات والأخوات أطفالهن وأحفادهن في نزهة تحت أشجار الشاي، فاختلطت ضحكاتهن وثرثرتهن مع حفيف الرياح وسط رائحة الشاي العطرة. توقف الغرباء تحت سقف كوخ يُسمى "محطة الذاكرة"، حيث سُجِّلت قصص وأساطير قديمة عن قرية الشاي. لم يعد السيد تراش يذهب إلى الحقول، بل كان يتجول كل صباح على مهل حول التل بعصاه. عندما التقى بالزوار الذين توقفوا ليسألوا عن حديقة الشاي القديمة، ابتسم، وعيناه تضيقان بحرارة:
يتميز الشاي القديم بأوراقه الكثيفة وجذوره العميقة. رائحته قوية وطعمه غني.
في الخارج، كانت الشمس تنحدر على سفح التل، تتلألأ من خلال طبقات أوراق الشجر الخضراء الداكنة، وتسقط ببطء على طاولة الشاي. وفي الجوار، كانت أقدم شجرة شاي تُنبت براعم خضراء يانعة جديدة.
المصدر: https://baothainguyen.vn/van-nghe-thai-nguyen/202508/tram-ky-uc-2133126/
تعليق (0)