قد يؤدي شرب الكحول قبل النوم إلى استرخاء عضلات الحلق وسقوطها، بينما يغلق مجرى الهواء العلوي، مما يعيق تدفق الهواء، ويسبب الشخير.
الشخير صوت يصدر أثناء النوم نتيجة اهتزاز الأنسجة الرخوة في الحلق عند تدفق الهواء. يتراوح الصوت بين منخفض جدًا، بالكاد يُسمع، وعالي بما يكفي لإزعاج الآخرين.
قال الدكتور نجوين فان نجان، رئيس قسم أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى تام آنه العام في هانوي ، إن هذه الحالة شائعة نسبيًا، إذ تصيب حوالي 57% من الرجال و40% من النساء. قد يكون الشخير غير ضار، ولكنه قد يكون أيضًا علامة تحذيرية للعديد من المشاكل الصحية التي تتطلب علاجًا، بما في ذلك متلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي. كلما ارتفع صوت الشخير، زادت درجة تضيق مجرى الهواء.
للكحول تأثير سلبي على الشخير وانقطاع النفس النومي. ووفقًا للدكتور نجان، فبالإضافة إلى مساهمته في زيادة مؤشر كتلة الجسم - وهو أحد عوامل خطر الشخير - فإن شرب الكحول يجعل التنفس أبطأ وأقل عمقًا، ويقلل من القدرة على التنفس. تُعطل المواد السامة الموجودة في الكحول نشاط الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى استرخاء عضلات الحلق بشكل مفرط. تسترخي الأنسجة والعضلات المحيطة بالحلق تمامًا، وتترهل، مما يزيد من ضيق الممرات الهوائية الضيقة أصلًا، مما يعيق تدفق الهواء من وإلى الحلق. وقد يؤدي هذا إلى اهتزاز الأنسجة الرخوة عند مرور الهواء، مما يؤدي إلى الشخير.
أظهرت دراسة استعادية، أجرتها جامعة نوتنغهام (المملكة المتحدة)، ونشرتها المكتبة الطبية الأمريكية، استنادًا إلى 21 تقريرًا علميًا من عام 1985 إلى عام 2015، أن شرب الكحول قد يزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي بنسبة تصل إلى 25%. كما تزيد هذه العادة من مؤشر انقطاع النفس النومي (وهو مقياس لعدد الأنفاس في الساعة)، مما يقلل من مستويات الأكسجين في الدم. إضافةً إلى ذلك، يمكن لعملية استقلاب الإيثانول أن تُعطل تنظيم الساعة البيولوجية، وتزيد من اليقظة الفسيولوجية، وتُعطل دورة النوم، وتُضعف جودته.
شرب الكحول يُضعف القدرة على التنفس، ويُعيق تدفق الهواء من وإلى الحلق، مما يُسبب الشخير. الصورة: Freepik
الشخير ليس مزعجًا فحسب، بل له أيضًا آثار صحية خطيرة، مثل التعب، والصداع، وفقدان التركيز، وانخفاض الأداء في العمل، والنعاس أثناء النهار، وخطر الحوادث أثناء القيادة أو العمل. إذا كان الشخير مرتبطًا بانقطاع النفس النومي، فإن المريض يكون معرضًا لخطر كبير للإصابة بالاكتئاب، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وآلام الصدر، وعدم انتظام ضربات القلب، وقصور القلب، ... وحتى الموت المفاجئ أثناء الليل.
وينصح الدكتور نجان، لتحسين الشخير، بأن يتوقف المرضى عن شرب الكحول أو يتجنبوا شرب الكحول لمدة 3 ساعات على الأقل قبل الذهاب إلى السرير؛ واختيار النوم على جانب واحد أو استخدام وسادة عالية؛ وتجنب تناول الكثير من الطعام قبل النوم بوقت قصير؛ والحصول على قسط كافٍ من النوم؛ وممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على وزن معقول؛ وشرب الكثير من الماء، كل ذلك من العلاجات الفعالة أيضًا.
إذا كان الشخير شديدًا، كأن يكون بصوت عالٍ أو مصحوبًا بأصوات شهقة أو اختناق؛ أو كان النوم متقطعًا بشكل متكرر؛ أو قلة التركيز، أو صداع في الصباح، فيجب على المريض مراجعة الطبيب للتحقق من انقطاع النفس النومي. في الواقع، يعاني ما يصل إلى 75% من الأشخاص الذين يشخرون من هذه المتلازمة، ولكن نسبة ضئيلة فقط منهم يتم تشخيصها وعلاجها.
وفقًا للدكتور نجان، يُعدّ جهاز تخطيط النوم وجهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (Auto CPAP) من الأدوات المتطورة التي تساعد على تشخيص سبب الشخير بدقة وعلاجه بفعالية في المنزل. في حالات الشخير الناتجة عن أمراض البلعوم الأنفي، يحتاج المرضى إلى العلاج بالأدوية أو الجراحة لتحقيق الفعالية وتحسين أعراض الشخير.
ترينه ماي
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)