حتى الآن، لا يزال المهرجان يحافظ على العديد من القيم الثقافية الفريدة للريف على طول النهر الأحمر، مثل الموكب الملكي، وموكب المياه، ومباراة المصارعة.
تقول الأسطورة أن إله الوصاية على القرية فو كوانج تشيو ابتكر لعبة المصارعة لمحاكاة انجراف شقيقه المحلف فام كونغ نجي على النهر.
شارك في مباراة المصارعة 72 شخصًا، مُقسَّمين إلى فريقين يرتديان أزياءً زرقاء وحمراء، كل فريق يضم 36 شخصًا. مثّل أحد الفريقين القرية العليا، بينما مثّل الآخر القرية السفلى.
يتكون قائد فريق المصارعة من 3 أشخاص يتم انتخابهم من قبل الشعب لإدارة المباراة، بما في ذلك شخص واحد كقائد عام، وشخصين كحاملي علم، كل شخص يقود فريقًا.
يُختار ميدان المصارعة من حقل أمام البيت المشترك. في كل عام، عندما تستعد القرية للمهرجان، يتوقف القرويون عن حرث هذا الحقل. يبلغ طول الفناء 65 مترًا وعرضه 45 مترًا. الأرض مستوية، وتتكون من ثلاث حفر، منها حفرة رئيسية وحفرتان صغيرتان.
الحفرة الرئيسية ضعف حجم الحفرة الصغيرة. حُفرت الحفرة الرئيسية في منتصف الفناء، بعمق 1.2 متر وقطر 1.5 متر. أما الحفرتان الصغيرتان الأخريان، فحُفرتا في طرفي الفناء، بعمق 0.6 متر وقطر 0.8 متر. المسافة بين الحفرة الرئيسية والحفرة الصغيرة 30 مترًا.
في بداية اللعبة، يختار كل فريق أقوى وأسرع وأمهر لاعب ليبدأ بالاستيلاء على البرج. يُشير القائد، فيضرب عامل الإشارة الجرس، وتبدأ المباراة. يركض المصارعان بأقصى سرعة ممكنة ويقفزان في الحفرة الرئيسية للبرج. يعتمدان على قوتهما وذكائهما للاستيلاء على البرج وإحضاره إلى فريقهما.
أثناء نقل الكرة من الحفرة الرئيسية إلى الملعب، يجب على المتسابق استخدام يديه لإمساكها. يُسمح لجميع المتسابقين الآخرين باستخدام عضلات أرجلهم أو ظهورهم أو أردافهم فقط، بدلاً من استخدام أيديهم. يضغط اللاعب بقدميه على الأرض كنقطة ارتكاز، ناقلاً القوة عبر ظهره أو كتفيه أو أردافه، ثم ينقلها إلى جسمه ليتحرك تدريجياً نحو الأعلى، دافعاً الكرة نحو ملعب فريقه. الفريق الفائز هو الفريق الذي يُدخل الكرة إلى حفرة فريقه.
بسبب تضاريس الملعب، وبدون عصابات الرأس، كان من الصعب على الجمهور التمييز بين لاعبي كل فريق، إذ كان الجميع مغطى بالطين. وكان الاعتقاد السائد أن الفريق الفائز سيجلب الحظ السعيد للقرية طوال العام، والعكس صحيح، بينما يكون حظ القرية الخاسرة سيئًا، ولذلك غالبًا ما تُبقي الفرق اليوم على التعادل في النتيجة.
تُعتبر مسابقات المصارعة في المهرجان التقليدي لبيت كوان شوين الشعبي منافسةً قويةً، وإن كانت غير شرسة، وتحظى بتشجيعٍ حماسي من القرويين والسياح. وإلى جانب الروح القتالية، تتمتع هذه المسابقة بقيمة رمزية عالية تُجسّد الإيمان الشعبي بالزراعة، إذ تُعزز التضامن والتنسيق بين أعضاء الفريق والمجتمع ككل.
مجلة التراث
تعليق (0)