منذ قرابة شهر، تعمل فرق الإنقاذ جاهدةً لجمع النفايات العائمة في المناطق الساحلية وعلى سطح الماء، عند سفح الجزر الصخرية لخليج ها لونغ. وهذا ليس سوى أحد الآثار الشديدة التي خلّفتها العاصفة رقم 3 على المشهد الطبيعي والبيئة والتنوع البيولوجي في منطقة خليج ها لونغ التراثية.
أضرار غير متوقعة
تشمل الكميات الهائلة من النفايات الناتجة في خليج ها لونغ بعد إعصار ياغي أنواعًا متعددة، مثل: عوامات البوليسترين، وأقفاص تربية الأحياء المائية المكسورة، وخاصةً كميات كبيرة من النفايات الصلبة الضخمة، وهي مواد بناء، ومعدات أعمال ساحلية دمرها الإعصار، وانجرفت وعالقة عند سفوح الجزر الصخرية في المنطقة التراثية. كما جرفت العاصفة الطمي ومواد القاع، مما تسبب في تعكر سطح المياه الصافي للخليج لفترة طويلة.

أظهرت المسوحات الأولية التي أجراها مجلس إدارة خليج ها لونج بعد العاصفة أن النظام البيئي للنباتات الخضراء المورقة في الجزر في العديد من المناطق قد تم اقتلاعه وكسره وسحقه، مما قلل من الغطاء النباتي على جبال الحجر الجيري، مما أثر سلبًا على عدد من النباتات المتوطنة والنباتات ذات القيمة الطبيعية لخليج ها لونج، مثل: سيكاد ها لونج، ونخيل ها لونج، وبساتين الفاكهة المرقطة، والقطن... وفي الوقت نفسه، أثر سلبًا أيضًا على موطن الحيوانات البرية، بما في ذلك التأثير المباشر على موطن عدد من أنواع الطيور والزواحف ومصدر الغذاء المنتظم لقرود ماكاكا مولاتا التي تعيش في الجزر في منطقة التراث. وعلى وجه الخصوص، فإن الغطاء النباتي في الجزر مع العديد من الأوراق الجافة والفروع وجذوع الأشجار معرض حاليًا لخطر كبير من حرائق الغابات.
ولم تقتصر تأثيرات العاصفة رقم 3 على التأثير بشكل خطير على المناظر الطبيعية والبيئة في خليج ها لونج فحسب، بل حدثت أيضًا انهيارات صخرية في بعض مناطق الجذب السياحي، مثل منطقة با هانج، وجزيرة تي توب، وكهف كو، وما إلى ذلك، مما يشكل خطرًا محتملاً للكوارث الجيولوجية مثل الانهيارات الأرضية والانهيارات الصخرية من نظام الجزيرة والكهوف في المنطقة.

إلى جانب ذلك، تضررت البنية التحتية والخدمات الفنية للسياحة في المعالم السياحية على الخليج بشدة، حيث تُقدر الخسائر الإجمالية بحوالي 40 مليار دونج فيتنامي. وتحديدًا، تضرر 13 مبنى إداريًا وتشغيليًا في نقاط استقبال السياح على الخليج (3 منازل منها تضررت بالكامل). وتضررت الأصول والمعدات التي تخدم استقبال السياح وأنشطة الموظفين (مكبرات الصوت، والمظلات، والمقاعد الحجرية، وأنظمة إضاءة الحدائق، والألواح الشمسية، والضروريات اليومية، إلخ). وتضرر 95% من الأشجار والمناظر الطبيعية في المعالم السياحية على الخليج. وتضررت جميع اللافتات ولوحات أسماء الكهوف والكهوف واللوائح والتعليمات السياحية بشكل كامل. وغرق قارب مركب. وتضرر نظام المولدات الكهربائية في بعض المعالم السياحية.
تجدر الإشارة إلى أن 33 منزلًا محفوظًا من بيوت الطوافة في قرى الصيد في كوا فان وفونغ فيينغ وبا هانغ قد غمرتها المياه بالكامل جراء العاصفة. وتعرض المركز الثقافي العائم في كوا فان لأضرار بالغة، حيث غمرت المياه جزءًا منه في البحر. كما انكسر نظام السور الحجري من الرصيف المؤدي إلى بعض الكهوف (ثين كونغ، داو غو، تي توب، سونغ سوت)؛ وانفصل نظام المسارات في الكهف وبعض المعالم السياحية. وتضررت بشدة مرافق الأفراد والشركات المشاركة في خدمات التجديف بالكاياك في خليج ها لونغ في نقاط الخدمة في با هانغ، كونغ دو، كوا فان، هانغ لون، وفونغ فيينغ.

التعافي بسرعة بعد العواصف
فور انتهاء العاصفة الثالثة، شكّل مجلس إدارة خليج هالونغ فريق عمل لمعاينة الموقع والتوجيه الصارم لمعالجة آثاره. وتبيّن من خلال التحقيقات أن الوحدة حشدت جميع موظفيها وعمالها وسفنها وقواربها، واشترت اللوازم والمعدات اللازمة لإجراء تنظيف بيئي شامل؛ كما قامت بمراجعة وتجديد مرافق المعالم السياحية في الخليج.
بفضل ذلك، تم تطهير مناطق الجذب السياحي الرئيسية في خليج ها لونج بسرعة من الطرق، وتم قطع الأشجار المتساقطة؛ وتم زرع وإصلاح نظام المناظر الطبيعية والأشجار والسور؛ وتم فحص نظام الإضاءة في الكهوف لضمان السلامة؛ وتم جمع المواد من الهياكل المدمرة على الفور؛ وتم تنظيف العديد من نقاط جمع القمامة في المناطق السياحية في خليج ها لونج بشكل أساسي، مما يضمن أقصى درجات السلامة والظروف الجمالية في مناطق الجذب السياحي التي تخدم السياح.
وهكذا، بعد أيام قليلة من العاصفة، تمكنت الوحدة من مواصلة استقبال السياح وتقديم الخدمات لهم في بعض مسارات الرحلات السياحية والمبيت. وحتى الآن، عادت جميع مسارات الرحلات السياحية في الخليج إلى طبيعتها. ففي سبتمبر وحده، استقبل خليج هالونج أكثر من 139 ألف زائر، أي ما يعادل 79.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ منهم أكثر من 88 ألف زائر أجنبي، أي ما يقارب 70.5% من إجمالي عدد الزوار، أي ما يعادل 103.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

على الرغم من أن المدينة رحبت بالزوار مرة أخرى كالمعتاد، إلا أن تنظيف خليج ها لونج والتغلب على العواقب الأخرى الناجمة عن العاصفة لا يزالان جاريين. بعد ذروة تنظيف خليج ها لونج لمدة 3 أيام منذ 14 سبتمبر، حشدت القوات المحلية أيضًا لجمع النفايات في المناطق الساحلية على نطاق واسع. وبناءً على ذلك، بحلول نهاية سبتمبر، حشدت مدينة ها لونج ما يقرب من 30000 شخص ورتبت أكثر من 230 مركبة، وجمعت أكثر من 2000 متر مكعب من الطوافات والطوافات التالفة وفروع الأشجار والعوامات الرغوية التي تنجرف إلى المناطق الساحلية. بالإضافة إلى ذلك، جمعت المدينة أيضًا النفايات على طول شاطئ خليج ها لونج بطول يزيد عن 10 كم ومساحة سطح المياه الساحلية حوالي 600 هكتار، بإجمالي حجم نفايات يزيد عن 33 طنًا.
من أجل إجراء تقييم متعمق لكيفية تأثر الغطاء النباتي والجزر الصخرية بالعواصف، دعا مجلس إدارة خليج ها لونج في منتصف سبتمبر بشكل استباقي معهد العلوم الجيولوجية والموارد المعدنية، ومعهد البيئة والموارد البيولوجية (أكاديمية فيتنام للعلوم والتكنولوجيا) لإرسال خبراء لدعم المسح، وإعداد تقرير لتقييم الوضع الحالي للقيم الجيولوجية - الجيومورفولوجية، وقيم التنوع البيولوجي في خليج ها لونج، وتقديم المشورة بشأن الحلول للحفاظ على قيم التراث وتعزيزها بطريقة مستدامة.

وبحسب خطة الوحدة، فإنه في الفترة المقبلة، لمواصلة التغلب على العواقب بعد العاصفة، وضمان أفضل الظروف للسلامة والجمالية في مناطق الجذب السياحي، فإن مجلس إدارة خليج ها لونج سيركز كل جهوده على مواصلة إصلاح المرافق والبنية التحتية في مناطق الجذب السياحي والمراسي الليلية في الخليج لاستعادة الحالة الطبيعية كما كانت من قبل.
مواصلة حشد الموارد البشرية والمعدات والوسائل لجمع النفايات وتنظيف بيئة خليج ها لونغ، وخاصةً في المناطق المائية وسفوح الجزر والرمال، لاستعادة المشهد التراثي. حثّ المنظمات والأفراد والشركات العاملة في مجال الخدمات السياحية في الخليج على زيادة تنظيف وتجديد المرافق لضمان السلامة والمتطلبات الجمالية في استقبال وخدمة السياح في خليج ها لونغ.
في الوقت نفسه، مواصلة التنسيق مع الخبراء لإجراء مسح للوضع الراهن لقيم خليج هالونج بعد العاصفة رقم 3، وتقييم مخاطر انعدام الأمن، ووضع حلول محددة، مع التركيز على تحديد المناطق المعرضة لخطر الانهيارات الأرضية والصخور وسقوط الأشجار وحرائق الغابات، للتحذير منها فورًا. وضع خطة صارمة للوقاية من حرائق الغابات الخاصة في الخليج ومكافحتها، وضمان توفير متطلبات الوقاية من الكوارث الطبيعية والحرائق والاستجابة لها خلال موسم الجفاف القادم.
مصدر
تعليق (0)