لتحقيق هدفها في أن تصبح من الاقتصادات الرائدة عالميًا، وضعت إندونيسيا استراتيجية شاملة. ويلعب الاستثمار الأجنبي المباشر دورًا هامًا في إطلاق العنان لإمكاناتها.
في الواقع، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في إندونيسيا مستوى قياسيًا بلغ 47 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وفقًا لصحيفة جاكرتا بوست. وبحلول الربع الأول من عام 2024، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر 12.5 مليار دولار أمريكي. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 15.5% عن الفترة نفسها من العام الماضي، ويمثل ما يقرب من 51% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية والمحلية. وكشف وزير الاستثمار بهليل لحداليا أن الاستثمار الأجنبي المباشر من كوريا الجنوبية بلغ 1.3 مليار دولار أمريكي في الربع الثاني من هذا العام، متجاوزًا تدفقات رأس المال من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بمقدار 900 مليون دولار أمريكي و800 مليون دولار أمريكي على التوالي.
وفقًا لديفيد سوموال، كبير الاقتصاديين في بنك آسيا الوسطى (BCA)، فإن كوريا الجنوبية في طريقها لتصبح من أكبر المستثمرين في إندونيسيا، وقد تضاهي الصين واليابان على المدى الطويل. وتتميز الاستثمارات الكورية الجنوبية بتنوعها الكبير، إذ لا تقتصر على قطاع السيارات الكهربائية - وهو محور رئيسي للحكومة الإندونيسية - بل تشمل أيضًا قطاعات صناعية أخرى. وكانت سنغافورة والصين أكبر المستثمرين في إندونيسيا في النصف الأول من العام، برأس مال بلغ 8.9 مليار دولار أمريكي و7.7 مليار دولار أمريكي على التوالي.
تُعتبر إندونيسيا دولةً تتبنى نهجًا متعدد الجوانب يشمل سياساتٍ مُحددة الأهداف، وإصلاحاتٍ تنظيمية، وشراكاتٍ استراتيجيةً لإطلاق كامل إمكاناتها الاقتصادية. وعلى وجه الخصوص، قررت إندونيسيا أن يكون المحرك الرئيسي لتحولها هو التركيز على الصناعات التحويلية، والانتقال إلى اقتصادٍ خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2060. وتُعد الصناعات التحويلية ذات أهميةٍ خاصة لأنها تُضيف قيمةً إلى المواد الخام، وتُعزز مكانة إندونيسيا في سلسلة القيمة الصناعية.
على سبيل المثال، تهدف إندونيسيا، من خلال خارطة الطريق المُحددة، إلى جذب استثمارات بقيمة 545.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040 في 21 قطاعًا ذا أولوية من قطاعي التعدين والغابات. وقد حفّزت مكانتها كأكبر مُنتج للنيكل في العالم الاستثمار في مصاهر النيكل وسلسلة قيمة المركبات الكهربائية.
من خلال إعطاء الأولوية لهذه الظروف الاقتصادية الكلية وتطبيق سياسات داعمة، يمكن لإندونيسيا جذب تدفقات استثمارية أجنبية مستدامة لتحقيق نمو وتنمية اقتصاديين طويلي الأجل. كما أطلقت البلاد برنامج التأشيرة الذهبية لجذب الاستثمارات التجارية، وتعتزم إصدار 1000 تأشيرة ذهبية بحلول نهاية هذا العام. ووفقًا لصحيفة نيكي آسيا، تتيح هذه التأشيرة فرصًا للشركات الأجنبية العاملة في إندونيسيا لتوظيف العمال الأجانب والاحتفاظ بهم. ووفقًا للمحللين، إذا كانت الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل قد انضمت قبل 20 عامًا إلى مجموعة الاقتصادات الرائدة، فإن إندونيسيا الآن مستعدة للقيام بذلك.
هابي تشي
[إعلان 2]
المصدر: https://www.sggp.org.vn/chien-luoc-tro-thanh-nen-kinh-te-hang-dau-cua-indonesia-post751806.html
تعليق (0)