اليورو يتراجع مع دعوة الرئيس ماكرون لإجراء انتخابات في فرنسا الرئيس الفرنسي يكشف عن خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد الأوروبي |
انتشرت موجة الغضب
انطلقت الحملة الانتخابية الفرنسية في 17 يونيو/حزيران بعد عطلة نهاية أسبوع من الاحتجاجات العنيفة والمتوترة والانقسامات في المجتمع الفرنسي، وخاصة بالنسبة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي حقق نجاحا كبيرا بفوزه الساحق في البرلمان الأوروبي وإجبار الناس على التصويت المبكر.
حقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف نجاحًا باهرًا، بفوزه بعدد قياسي من الأصوات في البرلمان الأوروبي. وهذا لا يعزز مكانته في السياسة الداخلية فحسب، بل يُبرز أيضًا المخاوف والتغيرات في المشهد السياسي الأوروبي.
وتظاهر مئات الآلاف من الأشخاص في 15 يونيو/حزيران ضد صعود النزعة القومية، بقيادة مارين لوبان من الجبهة الوطنية الفرنسية، إلى جانب المرشح الرئاسي جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما.
احتشد حوالي 250 ألف شخص في باريس ومدن أخرى في أنحاء فرنسا للاحتجاج، وفقًا لصحيفة لوموند، نقلًا عن تقديرات الشرطة. في المقابل، صرّح الاتحاد العام للعمل (CGT) بأن عدد المشاركين في الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بلغ 640 ألف شخص.
متظاهرون يتجمعون خلال مظاهرة مناهضة لليمين المتطرف في باريس في 15 يونيو 2024 (الصورة: CNBC) |
كانت الاحتجاجات تهدف إلى مواجهة صعود القومية، وهي حركةٌ روّجت لها مارين لوبان ومرشح الجبهة الوطنية للرئاسة جوردان بارديلا. يعتقد المتظاهرون أن القومية تُهدد وحدة فرنسا وتنوعها الثقافي.
هذا الاحتجاج دليلٌ واضح على استياء الشعب ورغبته في التغيير. كما يُسلّط الضوء على أهمية حماية القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في مجتمع اليوم.
تصاعدت أعمال العنف في فرنسا، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المتظاهرين، بعد أن حل الرئيس إيمانويل ماكرون البرلمان في أعقاب الهزيمة الثقيلة التي لحقت بحزبه في انتخابات الاتحاد الأوروبي.
مثّل قرار الرئيس ماكرون بحل الجمعية الوطنية ردًا قويًا على الاضطرابات والاحتجاجات الواسعة التي تشهدها فرنسا. وقد أدى ذلك إلى تصاعد التوترات مع اندلاع الاحتجاجات والاشتباكات.
أدت النتائج المخيبة للآمال لانتخابات الاتحاد الأوروبي إلى إثارة استياء شعبي ومعارضة حزب النهضة بزعامة الرئيس ماكرون. وتؤثر هذه التغييرات بشكل خطير على الوضع الداخلي الفرنسي واستقرار البلاد.
ويواجه الرئيس ماكرون أيضًا تحديات كبرى في الحفاظ على الاستقرار والدعم الشعبي، مما يثير تساؤلات حول قدرته على الحكم وسياساته خلال فترة صعبة بالنسبة للسياسة والاقتصاد الأوروبيين.
سباق انتخابي متوتر
يتصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف استطلاعات الرأي حاليًا، حيث ارتفعت نسبة التأييد له إلى 35%. وقبل أقل من أسبوعين من الجولة الأولى من التصويت في 30 يونيو، يتمتع الحزب بميزة كبيرة في الجولة الثانية.
في المركز الثاني، تأتي جبهة الشعب الجديدة، وهي ائتلاف يساري، بنسبة تأييد تبلغ 26%. ورغم أنها ليست في الصدارة، إلا أن لديها فرصة للمنافسة بقوة.
يحتل حزب النهضة بزعامة الرئيس ماكرون حاليًا المركز الثالث بنسبة تأييد تبلغ 18%. ورغم تباطؤه بعد الموجتين السابقتين، لا يزال لديه فرصة لتغيير الوضع.
إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية الأصوات في الجولة الأولى من التصويت، فسيتم إجراء جولة ثانية من التصويت في 7 يوليو. وهذه هي الفرصة الأخيرة للناخبين ومرشحيهم للفوز في هذه الانتخابات.
قال المدير الإداري الأوروبي لمجموعة أوراسيا إن فوز اليمين المتطرف بأغلبية في الانتخابات الفرنسية سيُمثل مشكلة غير مسبوقة. كما حذّر من أن هذا قد يُعرّض فرنسا لمخاطر اقتصادية جسيمة.
استراتيجية الرئيس ماكرون السياسية في ظل احتمال "برلمان معلق" - أي عدم تطبيق أي سياسة بوضوح. هدفه هو تشويه سمعة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف قبل الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٧.
متظاهر يرتدي ملابس سوداء يركل عبوة غاز مسيل للدموع أطلقتها الشرطة خلال احتجاج ضد الفاشية وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في ليون، فرنسا، 16 يونيو 2024. (الصورة: CNBC) |
شهدت الأسواق المالية الفرنسية تقلبات حادة خلال الفترة الأخيرة، حيث انخفض مؤشر كاك 40 بأكثر من 6.2% خلال الأسبوع الماضي. ويشير هذا الانخفاض الحاد إلى قلق المستشارين الماليين إزاء الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن. وقد تساهم عوامل مثل تباطؤ النمو الاقتصادي، وعدم اليقين السياسي، وعدم الاستقرار السياسي في ضعف السوق.
ارتفعت الأسهم الفرنسية في بداية الأسبوع، حيث قالت شارون بيل، كبيرة الاستراتيجيين الأوروبيين في جولدمان ساكس، إن عمليات البيع ربما تكون سابقة لأوانها.
قالت شارون بيل لبرنامج "سكواك بوكس يوروب" على قناة سي إن بي سي: "أعتقد أن عمليات بيع الأسهم الفرنسية هي رد فعل انفعالي نوعًا ما". وأضافت: "نعتقد أن الشركات المحلية ذات القيمة السوقية الصغيرة هي الأكثر تأثرًا".
مع ذلك، يرى بعض المحللين أن السوق الفرنسية قد تظل متقلبة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات. وأشار بنك سوسيتيه جنرال إلى أن حالة عدم اليقين بشأن الخطط المالية للمرشحين والأحزاب قد تستمر، مما قد يدفع المستشارين إلى مواجهة التقلبات وإعادة النظر في استراتيجياتهم الاستثمارية في الفترة المقبلة.
[إعلان 2]
المصدر: https://congthuong.vn/cuoc-dua-vou-cu-o-phap-cang-thang-truoc-lan-song-bieu-tinh-chinh-tri-326755.html
تعليق (0)