لقد كان الجمال البسيط والريفي للنساء اللاتي يرتدين القبعات المخروطية مصدر إلهام للعديد من الفنانين والشعراء والموسيقيين والرسامين...
القبعة المخروطية قطعة مألوفة وبسيطة في الحياة اليومية لأجيال عديدة من الفيتناميين. فهي أداة للحماية من الشمس والمطر، وتُستخدم كمروحة، وأحيانًا لإخفاء الوجه، أو الابتسام، أو لإضافة لمسة من السحر إلى المرأة.
كانت القبعة المخروطية ترافق والدتها أيضًا إلى الحقول أو أسواق الظهيرة. وأيُّ جمالٍ أجمل من فتاةٍ ترتدي ثوبًا فضفاضًا وقبعةً مخروطيةً في الأعياد؟
بالإضافة إلى جمالها الذي يتجلى في جميع الحقول والأسواق والمهرجانات، ألهمت القبعة المخروطية عددًا لا يُحصى من الشعراء والأغاني الشعبية. وفي الموسيقى، بأغانيها الغنائية وكلماتها العذبة والعميقة، عزّزت القبعة المخروطية جمال المرأة لأجيالٍ بفضل إخلاصها الراسخ، وأصبحت الأم الكادحة في الحقول جزءًا لا يتجزأ من الحياة الروحية للشعب الفيتنامي.
وتذكرنا القبعة المخروطية أيضًا بصورة الأم التي تعمل بجد من أجل زوجها وأطفالها؛ فعلى الرغم من الصعوبات، لا يزال جمال الأم ينضح بجمال بسيط ومتواضع ومجتهد مع قبعة مخروطية مليئة بالحب الريفي.
بالإضافة إلى حب العائلة، يُثير هذا الحبّ حبّ الوطن. تُثبّت القبعة المخروطية على كل قطعة أرض وبستان خضراوات، وهو ما يتجلّى بوضوح في قصيدة "الوطن جسر خيزران صغير/ عندما تعود الأم، تميل القبعة المخروطية لتغطي...".
رغم كل ما مرّت به من تقلبات، لا تزال القبعة المخروطية تتبوأ مكانةً مرموقةً في حياة الأمة وثقافتها. فقد أصبحت رمزًا نابضًا للمرأة الفيتنامية، الرقيقة، الرشيقة، الشجاعة، الصامدة، المخلصة، والقديرة.
مجلة التراث
تعليق (0)