جمال المرأة الفيتنامية مع القبعات المخروطية

لطالما ارتبطت القبعة المخروطية بصورة المرأة الفيتنامية الرشيقة والمجتهدة. وعلى مر آلاف السنين، لا تزال القبعة المخروطية موجودة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة النساء، بغض النظر عن أعمارهن أو ظروفهن المعيشية. وقد زادت النساء الفيتناميات من جمال القبعة المخروطية بشغفهن بالحياة ولطفهن المخلص. وقد كان جمال المرأة البسيط والريفي، بالإضافة إلى القبعة المخروطية، مصدر إلهام للعديد من الفنانين والشعراء والموسيقيين والرسامين.

في جميع أنحاء الشريط الساحلي على شكل حرف S، يُمكنك بسهولة رؤية صورة القبعة المخروطية في أي مكان. تختلف طرق صنع القبعة حسب المنطقة، ولكن بشكل عام، تعتمد جميع الإبداعات على طريقة الصنع اليدوي التقليدية ومعنى تكريم جمال المرأة الفيتنامية.

"الوطن جسر صغير من الخيزران، تعود الأم بقبعة مخروطية مائلة لتغطيها"

ظهرت القبعة المخروطية في فيتنام خلال عهد أسرة تران، حوالي القرن الثالث عشر. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت القبعة بالفيتناميين كظلهم.

القبعة المخروطية لا تُقيّد من يرتديها، فبغض النظر عن جنسه، غنيًا كان أم فقيرًا، شابًا أم كبيرًا، يُمكن للجميع ارتداؤها. تُرافق القبعة المخروطية المزارعين في الحقول، وتُرافق الجنود في المعارك، وتُرافق الرجال الموهوبين والنساء الجميلات في المهرجانات، وتُرافق المحظيات في القصور المحرمة، وتُرافق الأميرات والملكات في المعابد للدعاء من أجل الحب والأبناء، وتُوضع على رؤوس العمال. إنها حاضرة بصمت في حياة الفيتناميين.

على الرغم من وجود أنواع عديدة من القبعات المخروطية في بلدنا، إلا أن خصائصها المشتركة هي حوافها العريضة للحماية من المطر والشمس، وسقفها المائل لتصريف مياه الأمطار بسرعة. هناك قبعات مخروطية ذات رؤوس مدببة، وقبعات سلة عريضة الحواف، وقبعات ثلاثية الطبقات، وغيرها.

خلال سنوات الحرب، عند إرسال عشاقهن إلى ساحة المعركة، كانت الفتيات يرتدين قبعات بأشرطة أرجوانية للولاء. كان ذلك وحده أفضل من أي قسم ولاء، يُطمئن من يذهبون إلى الحرب...

علاوة على ذلك، تهدف القبعة المخروطية إلى تجميل المرأة وسحرها، وهي تُناسب الحس الجمالي الفيتنامي بأسلوب رقيق وبسيط. تُولي الفتيات الفيتناميات القبعة المخروطية اهتمامًا خاصًا، كما لو كانت قطعة من المجوهرات، حيث يُعلق الناس مرآة صغيرة مستديرة أعلى القبعة لتتمكن الفتيات من تجميل أنفسهن بذكاء.

القبعة المخروطية تُرافق المزارع إلى الحقل، مُشاركةً في العمل من أجل حصادٍ وفير. عندما تهدأ الرياح، تُستخدم القبعة لتبريد الهواء. وعند قلبها، تُستخدم لحمل باقة من الخضراوات المُقطوفة حديثًا من الحقل، أو بعض الفاكهة، أو لغرف الماء...

أصبحت القبعة المخروطية اليوم رمزًا للشعب الفيتنامي في نظر الأصدقاء الدوليين. ولا تزال القبعة المخروطية محجوزة في أمتعة السياح القادمين إلى فيتنام.

مجلة التراث