يتم اختيار يوم 2 أبريل من كل عام من قبل الأمم المتحدة ليكون "اليوم العالمي للتوعية بالتوحد" بهدف دعوة المجتمع إلى زيادة الاهتمام والفهم لاضطراب طيف التوحد، ومساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على الكشف المبكر عنه وعلاجه ودمجه بسهولة في الحياة.

يتدخل مستشفى التأهيل الإقليمي لأكثر من 40 طفلاً مصابًا بالتوحد، ما يمثل ثلث إجمالي عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى. يُعالج الأطفال بنموذج متعدد الأساليب، مثل علاج النطق، والعلاج الطبيعي، والعلاج المهني، أو علاجات الطب التقليدي (الوخز بالإبر، والتدليك، والضغط بالإبر). كما يطبق الأطباء عددًا من الأساليب الأخرى، مثل العلاج الحسي، والعلاج بالموسيقى ، لضمان فعالية عملية التدخل مع الأطفال.

السيدة نجوين ثي هـ. (من بلدية كام دونغ، مدينة لاو كاي ) رافقت طفلها المصاب بالتوحد لمدة عامين، وقالت: في البداية، عندما ظهرت على طفلي علامات بطء في الكلام، وعدم رغبته في التواصل، وكثرة حديثه مع نفسه، ظننتُ أن السبب هو قلة أصدقائه الذين يلعبون معهم. لكن بعد زيارة الطبيب، أخبرني أن طفلي يعاني من علامات التوحد ويحتاج إلى تدخل مبكر. شعرتُ بصدمة بالغة وقلق شديد على حياته. بعد ذلك، شجعتُ أنا وزوجي بعضنا البعض على مرافقة طفلنا.
مع ذلك، لا يُدرك جميع الآباء العلامات غير الطبيعية لأطفالهم مبكرًا بما يكفي لأخذهم إلى التدخل المبكر. هناك حالات افتقر فيها الآباء إلى المعرفة، ففوّتوا الفترة المثالية للتدخل مع أطفالهم. كما كانت هناك حالات علم فيها الآباء بمرض أطفالهم، لكنهم لم يتقبلوا الحقيقة، أو شعروا بالخجل ولم يُقرّوا بالمرض، مما أدى إلى عدم حصول الطفل على التدخل المبكر، مما زاد من تفاقم حالته الصحية، وعجزه عن الاندماج في المجتمع.

وقالت الدكتورة نجوين ثي هونغ هانه: عندما يحضر الآباء أطفالهم إلى العيادة، سيتم أيضًا تقديم المشورة لهم للتغلب على المراحل العاطفية مثل: الصدمة والحزن والغضب وإنكار مرض طفلهم؛ إلقاء اللوم على بعضهم البعض أو لوم أنفسهم؛ مقارنة أطفالهم بالأطفال الآخرين أو الشعور بالوحدة عندما لم يتمكنوا من التواصل مع أشخاص في مواقف مماثلة لمشاركة مشاعرهم أو لم يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات الطبية أثناء علاج طفلهم.
يصادف الثاني من أبريل اليوم العالمي للتوعية بالتوحد. وقد تم الترويج لأنشطة التواصل في هذا اليوم، وهي تُسهم في نشر المعرفة حول التوحد، ورفع مستوى الوعي في المجتمع، ومساعدة أولياء أمور أطفالهم المصابين بالتوحد على فهم المرض بشكل أفضل، وزيادة عدد الأطفال الذين يتلقون خدمات الرعاية في المستشفيات أو المراكز في سن مبكرة.

في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، يُنظم مستشفى التأهيل الإقليمي فحصًا مبكرًا مجانيًا واستشارات للأطفال الذين تظهر عليهم علامات التوحد دون سن 36 شهرًا، بالإضافة إلى فحص واستشارات عبر الإنترنت على صفحة المستشفى على فيسبوك. وخلال حملة الفحص الطبي خارج المستشفى التي تُقام خلال شهري أبريل ومايو، يُخطط مستشفى التأهيل الإقليمي لتنظيم فحوصات طبية للأطفال في رياض الأطفال، مما يُساعد في فحص الأطفال للكشف عن التوحد، وشرح المرض، وتقديم الدعم النفسي للآباء والأمهات لإيجاد أفضل مسار لأطفالهم.
حقق العديد من آباء الأطفال المصابين بالتوحد والذين تلقوا تدخلاً مبكراً نتائج ملموسة، حيث أصبح بإمكان الأطفال الذين تحسنت مهاراتهم التواصلية الالتحاق بالصف الأول الابتدائي؛ بينما أصبح بإمكان بعض الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية حادة تعلم الحروف والعد والتسوق أو المبادرة بخدمة أنفسهم. إن مواجهة الآباء لمرض التوحد مبكراً سيساعد أطفالهم الذين لم يحالفهم الحظ في الإصابة به على مستقبل أفضل.
مصدر
تعليق (0)