بعد الإخفاقات المتتالية التي تعرض لها المنتخب الفيتنامي تحت قيادة المدرب تروسييه في الآونة الأخيرة، فإن ما يقلق الكثيرين أكثر ليس مصير المدرب الفرنسي، بل اللامبالاة وعدم اكتراث جماهير كرة القدم الفيتنامية بالمنتخب الوطني.
في تعليقاتٍ حديثةٍ على صحيفة "ثانه نين" ، أعرب العديد من القراء عن عدم اهتمامهم بمباريات المنتخب الفيتنامي القادمة، بغض النظر عن نتائجها. وقد تجلى هذا بوضوحٍ في مساء مباراة الذهاب بين إندونيسيا وفيتنام، حيث كانت أجواء المقاهي في مدينة هو تشي منه خاليةً تمامًا، مع قلةٍ من مشجعي كرة القدم، وهو ما يختلف تمامًا عما كانت عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام، حيث كانت المقاهي تعجّ بالناس، والأعلام الوطنية ترفرف في كل مكان، وهتافات المشجعين تعلو.
مشجعو كرة القدم الفيتناميون في ملعب جيلورا بونج كارنو (إندونيسيا) في مباراة الذهاب، 21 مارس.
فوك ثانغ
أظهر استطلاع صغير أجرته صحيفة ثانه نين وحدها أنه من بين 1688 شخصًا شملهم الاستطلاع (حتى الساعة 6 مساءً يوم 23 مارس) حول نتيجة مباراة الإياب بين فيتنام وإندونيسيا في ملعب ماي دينه، اعتقد 1115 شخصًا أن فيتنام ستخسر. وتوقع 381 شخصًا فقط فوز فيتنام واختار 192 شخصًا التعادل. من الحقائق المذكورة أعلاه، يتضح أن مشجعي كرة القدم الفيتناميين شعروا بخيبة أمل كبيرة من أداء فيتنام تحت قيادة المدرب تروسييه خلال الفترة الماضية. إنهم محبطون من أسلوب اللعب ويشعرون بالإحباط من الطريقة التي خسر بها فيتنام أمام المنافسين، لأن هذه الفرق ليست أفضل بكثير منا. شيء آخر يؤدي إلى إدارة ظهورهم للفريق هو أن المدرب تروسييه يتحدث أكثر مما يفعل. تذكر في المؤتمر الصحفي قبل مباراة الذهاب ضد إندونيسيا، قال السيد تروسييه إن فريقه قد اكتسب خبرة وممارسة كافية. في كأس آسيا 2023، على الرغم من أن المنتخب الفيتنامي لم يحقق الهدف المنشود، إلا أنه لا يزال لديه حصاده الخاص. لكن عندما أقيمت المباراة، اختفت كل الخبرة المتراكمة التي تحدث عنها قبل المباراة، ليشهد الفريق الفيتنامي استمرار تلقي الأهداف، تمامًا كما حدث سابقًا ضد إندونيسيا. وتحديدًا، أدت رمية التماس إلى الهدف الوحيد الذي سجله إيجي مولانا. ومع ذلك، قال السيد تروسييه في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: "لقد تدربنا على هذا الوضع مرارًا وتكرارًا...". لم يكن يعرف كيف يتدرب، لكن الخسارة كانت خسارة.
المدرب تروسييه يحتاج إلى التغيير
لطالما أحب مشجعو كرة القدم الفيتناميون المنتخب الوطني بشغف، فهم يعشقون القوة والضعف. قد يشعرون بالألم، ثم بالحماس، وينفجرون فرحًا. لكن أسلوب لعب المدرب تروسييه حوّل الفريق الفيتنامي إلى فريق بلا روح ولا معنى. لقد تغيرت كرة القدم الفيتنامية بسرعة كبيرة في العام الماضي، من الهبوط من المركز 94 إلى المركز 105 (وقريبًا إلى المركز 112) في تصنيفات الفيفا، إلى خسارة 9 من 10 مباريات في الآونة الأخيرة، بما في ذلك 5 هزائم متتالية، وخسارة كل بطولة. في آخر 5 مباريات خاسرة، سجل الفريق الفيتنامي 5 أهداف فقط، واستقبل 12 هدفًا، وهو تراجع سريع. لا يزال من الممكن تعويض الخسارة بالفوز، ولكن بمجرد فقدان الثقة والتسبب في فتور حماس مشجعي كرة القدم، سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لاستعادة الثقة.
تعليق (0)