وهذا يدل على أن مشكلة التنمر المؤلمة في نظام التعليم الياباني لم يتم حلها بشكل كامل.
تُعدّ بطولة كوشين الصيفية للبيسبول للمدارس الثانوية من أكثر الفعاليات الرياضية شعبيةً ومشاهدةً في اليابان. ومع ذلك، في أوائل أغسطس، أعلنت مدرسة كوريو الثانوية في محافظة هيروشيما فجأةً انسحابها من البطولة وسط مزاعم بتنمّر بعض لاعبيها على زميل أصغر سنًا.
كوشين ليست مجرد بطولة رياضية سنوية، بل تُعتبر رمزًا للثقافة الرياضية اليابانية. بمشاركة 49 فريقًا يمثلون المحافظات والمدن، تُقام البطولة في ملعب كوشين بالقرب من أوساكا، وتجذب ملايين المشاهدين عبر التلفزيون والحضور المباشر.
كانت البطولة بمثابة "نقطة انطلاق" للعديد من نجوم البيسبول اليابانيين، ومن أبرزهم شوهي أوتاني، نجم فريق لوس أنجلوس دودجرز الأمريكي. لذا، فإن انسحاب فريق قوي مثل كوريو في منتصف البطولة ليس نادرًا فحسب، بل صادمًا للغاية.
وفقًا للتحقيق الداخلي، في يناير/كانون الثاني من هذا العام، اعتدى أربعة طلاب من فريق كوريو على طالب شاب في السكن، ودفعوه في صدره وصفعوه على وجهه. نُقل الضحية لاحقًا إلى مدرسة أخرى رغم اعتذار المجموعة.
أبلغت المدرسة اتحاد البيسبول للمدارس الثانوية اليابانية بالحادثة في مارس. وعُولجت القضية كتوبيخ شخصي. ولم ينتشر الخبر إلا بعد تدخل وسائل الإعلام، مما أثار غضبًا واسعًا. وظهرت مطالبات بانسحاب الفريق من البطولة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحت ضغط الجمهور، أعلن مدير المدرسة ماساكازو هوري انسحاب الفريق من البطولة "لحماية الطلاب والموظفين"، وتعهد بإصلاح النظام التعليمي بسرعة. وأُقيل المدرب الرئيسي تيتسويوكي ناكاي من منصبه ريثما يُجرى تحقيق.
هذه هي المرة الأولى في تاريخ كوشين الممتد لأكثر من قرن، التي ينسحب فيها فريق بعد بدء البطولة. وانتشرت صور بعض لاعبي الفريق المنافس وهم يرفضون مصافحة كوريو بعد مباراة الدور الأول على الإنترنت، كدليل على وجود شرخ في الروح الرياضية.
يقول المراقبون إن الحادثة تعكس مشكلة عنفٍ وعلاقاتٍ هرميةٍ صارمةٍ في الرياضة المدرسية اليابانية منذ زمنٍ طويل. نظام "سينباي-كوهاي" (كبار-صغار) متأصلٌ بعمقٍ في ثقافة الفريق، وإذا تُرك دون رادع، فقد يتحول بسهولةٍ إلى ضغطٍ، بل وبيئةٍ تُشجع على التنمر.
تعهد اتحاد البيسبول في المدارس الثانوية اليابانية بمواصلة جهوده للقضاء على العنف والتنمر والعلاقات الهرمية غير المنطقية. ومع ذلك، يشكك الكثيرون في أن الإجراءات الحالية ستكون كافية لتغيير ثقافة راسخة تُعلي من شأن الانضباط الصارم على حساب سلامة الطلاب ورفاهيتهم.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها كوشين فضيحة. ففي عام ٢٠١٥، اضطر فريق بي إل غاكوين، وهو فريق بيسبول للمدارس الثانوية، إلى التوقف عن ضم لاعبين جدد بعد مزاعم بالعنف والتنمر. وفي عام ٢٠٢٣، أُجبر مدرب بارز على الاستقالة بعد اعتدائه على طالب. وفي الشهر الماضي، أثار المنظمون جدلاً بإلزام الفرق بالسير بتشكيلة محددة خلال حفل افتتاح التصفيات، دون ابتسامة أو تلويح للجماهير.
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/nan-bat-nat-bam-re-trong-truong-hoc-nhat-ban-post744032.html
تعليق (0)