تحدث أشياء كثيرة داخل أجسامنا أثناء النوم. فعندما ننام، يقوى ذكاؤنا، وتبدأ العديد من الإصابات بالشفاء، ويتحسن جهازنا المناعي وعمليات الأيض لدينا. لذلك، ليس من المستغرب أن قلة النوم واضطراب الإيقاع الحيوي للجسم قد يؤديان إلى أمراض، بما في ذلك السرطان.
تشير العديد من الدراسات إلى أن بعض عادات النوم تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. ووفقًا لموقع Healthline (الولايات المتحدة الأمريكية) المتخصص في الصحة، فإن الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية، أو ينامون نهارًا ويسهرون ليلًا، أو ينامون أقل من 7 ساعات يوميًا، أو يعانون من قلة النوم لفترات طويلة، يزيدون من خطر الإصابة بالسرطان.
الأشخاص الذين ينامون بانتظام أثناء النهار ويبقون مستيقظين في الليل لمدة 10 سنوات أو أكثر معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالسرطان.
وفي مراجعة نشرت عام 2019، قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إن الأشخاص الذين ينامون بانتظام أثناء النهار ويبقون مستيقظين في الليل لمدة 10 سنوات أو أكثر معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالسرطان.
لدينا جميعًا ساعة بيولوجية داخلية تُسمى الإيقاع اليومي أو الدورة البيولوجية. وهي ساعة تعمل على مدار ٢٤ ساعة، تُنظم أوقات شعورنا بالنعاس، والجوع، واليقظة.
تلعب الإيقاعات اليومية أيضًا دورًا في المزاج والصحة النفسية، وعمليات الأيض، وتنظيم مستويات الكوليسترول في الدم. يتحكم الضوء في هذه الساعة البيولوجية، مما يعني أنه عندما تشرق الشمس، تستيقظ أجسامنا تلقائيًا، وعندما يحل الظلام، نشعر بالنعاس استعدادًا للنوم.
بالنسبة للأشخاص الذين يسهرون بانتظام، يضطرب النظام الطبيعي لإيقاعاتهم اليومية. قد يؤدي ذلك إلى تغيير طريقة عمل بعض المواد الكيميائية في الجسم، مثل هرمون النوم الميلاتونين. تفرز الغدة الصنوبرية في الدماغ هذا الهرمون استجابةً للظلام عند غروب الشمس، مما يُحفز الشعور بالنعاس.
ومع ذلك، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الميلاتونين يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تثبيط نمو وانتشار الخلايا السرطانية. فعندما يضطرب إيقاع الساعة البيولوجية، قد تنخفض مستويات الميلاتونين في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
من الأسباب الأخرى لاضطراب الساعة البيولوجية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان تأثر الجهاز المناعي. فضعف الجهاز المناعي الناتج عن قلة النوم لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بالأورام السرطانية.
إن ضعف جهاز المناعة نتيجة لاضطراب النوم على المدى الطويل يزيد من خطر الإصابة بالأورام السرطانية.
كما أن السهر في الليل والنوم أثناء النهار يعني أيضًا قلة التعرض لأشعة الشمس وبالتالي نقص فيتامين د. وقد وجدت بعض الأدلة العلمية وجود صلة بين انخفاض مستويات فيتامين د وخطر الإصابة بالسرطان.
بالنسبة للأشخاص الذين يضطرون إلى السهر، مثل العاملين في نوبات الليل، إذا لم يتمكنوا من الحصول على نوم يتناسب مع إيقاعهم البيولوجي، يوصي الخبراء بتأسيس نمط حياة صحي.
إنهم بحاجة إلى تناول نظام غذائي متوازن ومغذي، وممارسة الكثير من التمارين الرياضية، وتناول كميات كافية من فيتامين د، والحد من استهلاك الكحول، والإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي، وفقًا لموقع Healthline.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)