أُعيد إحياء موقع ماي سون للتراث العالمي ، أحد روائع العمارة في ثقافة تشامبا، بفضل مشروعٍ مشتركٍ للحفظ والترميم، نُفذ بالتعاون بين حكومتي فيتنام والهند. ومن خلال هذا البرنامج التعاوني، تم الحفاظ على الأبراج A وH وK في ماي سون وترميمها لأكثر من ست سنوات، تحت إشراف خبراء من هيئة المسح الأثري الهندية وفريق من الخبراء الفيتناميين. وتُظهر كل خطوة من خطوات الترميم دقةَ وتفانيَ ترميم المعالم الأصلية لهذه المباني القديمة والحفاظ عليها.
في 20 ديسمبر 2022، أُقيم حفل اختتام المشروع وتسليمه في ماي سون، بلدية دوي فو، مقاطعة دوي شوين، بمشاركة نائب سفير جمهورية الهند لدى فيتنام، سوبهاش بي جوبتا، ونائب رئيس اللجنة الشعبية لمقاطعة كوانغ نام ، تران فان تان. وفي هذا الحفل، أشاد ممثلو الحكومتين بنتائج المشروع، معتبرين إياه إنجازًا في مجال الحفاظ على التراث، ودليلًا واضحًا على الصداقة الفيتنامية الهندية، وهي علاقة مستدامة وعميقة.
ساهم مشروع الترميم في كشف العديد من القيم الثقافية المهمة. فقد عُثر على أكثر من 734 قطعة أثرية فريدة، أبرزها أكبر مجموعة لينجا-يوني من حضارة تشامبا. وقد لفتت هذه المجموعة، التي عُثر عليها داخل برج A10، انتباه الخبراء، وهي قيد الدراسة لتصنيفها كنزًا وطنيًا. ولا يقتصر هذا على الحفاظ على القيم التاريخية فحسب، بل يُسهم أيضًا في خلق معالم ثقافية فريدة، تجذب عددًا كبيرًا من السياح لزيارة حضارة تشامبا الغامضة واستكشافها .
ترميم برج "ك" تحت إشراف خبراء هنود. تصوير: دوان هوو ترونغ (وكالة الأنباء الفيتنامية)
من منظور إداري، علّق السيد فان هو، مدير مجلس إدارة التراث الثقافي العالمي في ماي سون، قائلاً إن المشروع ساهم في ترميم أبراج المعابد المتدهورة، مما أعاد الحياة إلى هذه المباني القديمة. ومن خلال عملية الترميم، حسّن فريق الخبراء الفيتناميين والعمال المحليين قدراتهم وطوّروا مهاراتهم في ترميم التراث، مُلبّين بذلك المتطلبات العالية للحفاظ على الآثار في بيئة عصرية.
أكد نائب السفير سوبهاش ب. جوبتا أن المشروع لا يقتصر على الحفاظ على التراث فحسب، بل يُجسّد أيضًا علاقة وطيدة بين البلدين. ويُعد هذا الإنجاز دليلاً على التضامن والتعاون الفعّال والودّي بين فيتنام والهند، مما يُسهم في الحفاظ على القيمة الفريدة للتراث، ورفع مستوى الوعي العام بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
نائب السفير الهندي سوبهاش ب. جوبتا يتحدث في حفل تسليم مشروع ترميم "ماي سون" للتراث العالمي. الصورة: باوتينتوك
وفقًا لنائب رئيس اللجنة الشعبية لمقاطعة كوانغ نام، تران فان تان، يُمثل هذا المشروع أساسًا متينًا لخطط الترميم المستقبلية في ماي سون. لا يقتصر ترميم المساحة المعمارية على الحفاظ على حالتها الأصلية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تحقيق هدف مستدام للمستقبل. كما يُسهم المشروع في تعزيز التنمية السياحية، مما يجعل ماي سون وجهةً أكثر جاذبيةً للسياح المحليين والأجانب. وتشير الإحصاءات إلى أن موقع ماي سون الأثري استقبل في عام 2022 أكثر من 105,000 زائر، متجاوزًا التوقعات الأولية بكثير. وهذه علامة إيجابية تُبرز الإمكانات السياحية الهائلة لهذا المجمع عند ترميمه وترميمه على النحو الأمثل.
مع نجاح المشروع، قبلت اللجنة الشعبية لمقاطعة كوانغ نام النتائج، وكلّفت مجلس إدارة التراث الثقافي في مي سون واللجنة الشعبية لمنطقة دوي شوين بمواصلة الحفاظ على القيم المُرمّمة حديثًا. كما تعمل على توسيع نطاق التعاون مستقبلًا، بهدف تنفيذ مشاريع ترميم أخرى لمجموعات أبراج أخرى في المنطقة.
لا يقتصر التعاون بين فيتنام والهند في مجال الحفاظ على التراث الثقافي على الكفاءة العالية للترميم، بل يُرسخ أيضًا بصمةً قويةً في العلاقات الثنائية. يُعدّ تراث "ماي سون" شاهدًا على ثقافة تشامبا العريقة ورمزًا للصداقة، حيث يحرص البلدان على الحفاظ على القيم الثقافية العريقة وتعزيزها، ليبقى هذا التراث الثمين خالدًا إلى الأبد.
تعليق (0)