يُذكرني النسيم العليل بأطباق أهلي المألوفة. بالنسبة لأهل الجبال مثلي، لا يوجد طبق أبسط وأكثر رقيًا من أوراق الكسافا المقلية مع لحم الخنزير المقدد. مجرد ذكر الاسم قد لامس قلوب أجيال من أهل الجبال.
بينما كانت أشعة الشمس الذهبية لا تزال تتلألأ على أسقف القش، طلبت مني أمي أن أذهب إلى سياج الكسافا خلف المنزل. هناك، نمت شجيرات الكسافا الخضراء اليانعة في جميع أنحاء الحديقة. قطفنا أوراق الكسافا الصغيرة لنُعدّ عشاءً للعائلة بأكملها.
كلما ذهبتُ لقطف أوراق الكسافا، أشمُّ رائحةَ الترابِ الممزوجةِ بدخانِ المطبخِ من بعيد. إنها بمثابةِ علامةٍ مألوفةٍ على اقترابِ وجبةٍ ما.
لقد أخبرتني والدتي أن أقوم باختيار أوراق طرية وطازجة حتى لا تصبح قاسية عند قليها، ولكنها لا تزال تحتفظ بطعمها الحلو والدهني المميز.
عندما وصلتُ إلى المنزل، فرّقتُ كل ورقة من أوراق الكسافا بعناية إلى قطع صغيرة، وفركتُها على سطح سلة التذرية لتفكيك الأوراق إلى ألياف صغيرة وناعمة. كانت هذه أصعب خطوة، وحدّدت إلى حد كبير لذة الطبق.
في البداية، كنتُ مرتبكًا بعض الشيء بشأن الطريقة الصحيحة، لكنني تعلمتُ تدريجيًا كيفية فرك الأوراق بحيث لا تكون ناعمة جدًا ولا خشنة جدًا. عند قليها، احتفظت الأوراق بنكهتها الغنية دون أن تصبح طرية جدًا. كل خصلة ناعمة من الورقة كانت تُصدر رائحة مميزة تُذكرنا بالريف النائي.
عندما تنضج أوراق الكسافا، اغسلها مرتين أو ثلاث مرات لإزالة كل النسغ والرائحة النفاذة، ثم اعصرها حتى تجفّ وفكّ الأوراق. قالت أمي إن التحضير قد انتهى، والآن كل ما علينا فعله هو تقليبها.
غالبًا ما تختار أمي لحم بطن الخنزير الدهني، وتقطعه إلى شرائح رفيعة وتقليه في مقلاة ساخنة. يلتصق الدهن المنطلق بكل ألياف اللحم، مما يجعله طريًا وحلو المذاق. تمتزج رائحة لحم بطن الخنزير الساخن برائحة أوراق الكسافا الطازجة، فتنتشر في أرجاء المطبخ.
عند قلي أوراق الكسافا مع لحم بطن الخنزير، تُضفي عليها نكهةً خفيفةً. هذا الطبق ليس مجرد مزيج من المكونات، بل مزيجٌ من طبقاتٍ من النكهات: نكهة اللحم الدهنية، ونكهة أوراق الكسافا الغنية، ونكهة التوابل الخفيفة، ونكهة صلصة السمك الخفيفة المالحة.
في كل مرة كانت والدتي تقلي أوراق الكسافا مع لحم بطن الخنزير، كنت أقف دائمًا أراقبها. كانت يداها ماهرة وحركاتها سلسة. قالت والدتي إن عملية القلي تتطلب التركيز على نار متوسطة والتحريك المستمر حتى تتبل أوراق الكسافا ولحم بطن الخنزير بالتساوي، مع الحفاظ على لونها الأخضر الزاهي، طرية دون أن تُسحق.
يصبح هذا الطبق أكثر تميزًا عند تناوله مع قليل من فلفل أ ريو الحار. يضفي الطعم الحار للفلفل نكهة غنية على الطبق، مما يجعل الجميع يوافقونه الرأي.
لا أستطيع أن أجد الطعم المميز لأوراق الكسافا المقلية مع بطن الخنزير في أي مكان آخر غير مطبخ والدتي الصغير - المطبخ الموجود في منزل يقع في منطقة حدودية نائية.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquangnam.vn/thom-bui-la-san-xao-thit-ba-chi-3145944.html
تعليق (0)