الانتخابات الأمريكية 2024: الملياردير إيلون ماسك "يلعب دورًا كبيرًا"

لماذا أصبح أغنى رجل في العالم مثل إيلون ماسك، مالك شبكة التواصل الاجتماعي X، والمدير التنفيذي لشركتي SpaceX وTesla... الراعي الأكبر والداعم الأكثر حماسة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ماذا يحسب؟

الانتخابات الأمريكية: الملياردير إيلون ماسك "يلعب دورًا كبيرًا" في دعم السيد ترامب - حيث يمنح مكافأة قدرها مليون دولار أمريكي يوميًا للناخبين الذين يدعمونه، ما هي حساباته هنا؟

في نهاية الأسبوع الماضي، وعلى المسرح الرئيسي في قاعة لانكستر تاون هول بولاية بنسلفانيا، الولاية المتأرجحة المهمة، واصل الملياردير إيلون ماسك تقديم شيك بقيمة مليون دولار للشخص التالي. وكما وعد - مكافأة عشوائية لمن وقّعوا عريضة تدعم حرية التعبير وامتلاك الأسلحة - أعلنت عنها في وقت سابق من هذا الشهر لجنة العمل السياسي العليا (أمريكا باك) التي أسسها السيد ماسك (يوليو 2024) وتعمل على دعم الحملة الرئاسية للسيد دونالد ترامب لعام 2024.

وأكد موقع لجنة العمل السياسي الأميركية أن المليونيرة هذه المرة هي الناخبة جودي كامورا، مشيرا إلى أن العديد من الناخبين في الولايات المتأرجحة "كسبوا" في السابق مليون دولار.

صحيحٌ أنه بتوقيعٍ واحدٍ فقط، ستُتاح لك فرصةُ أن تُصبحَ مليونيرًا، ولكن يجب أن تكونَ ناخبًا في سبع ولاياتٍ حاسمةٍ تُحدد الفائزَ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المُقبلة، وهي بنسلفانيا، وجورجيا، ونيفادا، وأريزونا، وويسكونسن، وميشيغان، وكارولاينا الشمالية. وقد خصص إيلون ماسك، أغنى رجلٍ في العالم، مكافأةً قدرها مليون دولار أمريكي يوميًا، حتى يوم توجه الناخبين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية (5 نوفمبر).

وفي الأسبوع الماضي (مساء يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول)، وفي حدث بمدينة بيتسبرغ، بولاية بنسلفانيا أيضًا، تم تسليم كريستين فيشيل شيكًا ضخمًا بقيمة مليون دولار أمريكي من قبل الملياردير إيلون ماسك.

بعد إعلان فوزها، ركضت فيشيل، مرتدية قميصًا أحمر يحمل صورة السيد ترامب، من شرفة الطابق الثاني من القاعة إلى المنصة التي كان ينتظرها الملياردير. شكرت الملياردير الكريم ليس فقط على المال، بل أيضًا على جهوده في حماية حرية التعبير.

شكك الكثيرون في قانونية هذه الهبة، وحذرت وزارة العدل الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا من أنها قد تكون غير قانونية. وأفادت رويترز في 31 أكتوبر/تشرين الأول أن المحكمة استدعت أغنى ملياردير في العالم لشرح هذه المكافأة.

لكن في حفل توزيع جوائز مالك شبكة التواصل الاجتماعي X، لم يُعر أحدٌ اهتمامًا يُذكر لهذه القضية. وقد جذبت هذه الجائزة عددًا كبيرًا من الأمريكيين لتوقيع عريضة، على أمل أن يصبحوا مليونيرات بين عشية وضحاها.

من خلال مطالبة الناخبين بالتوقيع على عريضة، تستطيع لجنة العمل السياسي الأمريكية جمع معلومات الاتصال الخاصة بالناخبين المحتملين ومن ثم حشدهم للتصويت للرئيس السابق ترامب.

كانت الناخبة جودي كامورا من بين المستفيدين من مليون دولار من ملياردير التكنولوجيا. (المصدر: صور جيتي)

أعلن إيلون ماسك دعمه الكامل للسيد ترامب، حتى أنه قال إنه "يخاطر بحياته" بمرافقة الرئيس السابق. لكن قطب التكنولوجيا لم يكن دائمًا مؤيدًا لترامب؛ فقد كان ماسك سابقًا ليبراليًا من وادي السيليكون، وكثيرًا ما يصف نفسه بأنه وسطي و"معتدل سياسيًا".

ويقول المحللون إن "التحول" الذي قام به الملياردير ماسك لا يرتبط بالكامل بمصالح تجارية.

ولكن لماذا يدعم الملياردير ماسك السيد ترامب بحماس شديد، بما في ذلك الرقص على خشبة المسرح بجانب المرشح الجمهوري في التجمعات الانتخابية وإنفاق ما يقرب من 120 مليون دولار على لجنة العمل السياسي الأميركية لدعم الرئيس السابق؟

الجواب الواضح هو أن يدعم زعيم أقوى اقتصاد في العالم مصالح ماسك التجارية. صرّح برادلي توسك، الخبير الاستراتيجي السياسي ورجل الأعمال المغامر، لقناة يورونيوز نيكست قائلاً: "يعتقد ملياردير التكنولوجيا أن فوز ترامب سيؤدي إلى المزيد من عقود ناسا لشركة سبيس إكس، والمزيد من العقود الفيدرالية لشركة ستارلينك، والمزيد من الحوافز لشركة تيسلا، وحماية تويتر بموجب المادة 230، وفرص أخرى في محفظته الاستثمارية".

ومع ذلك، فإن هذا يعد "مقامرة كبيرة" بالنسبة للسيد ماسك لأنه إذا فازت السيدة كامالا هاريس في الانتخابات، فإن "الصعوبة التي ستواجهها ستكون أكبر بكثير مما لو لم يفعل شيئًا"، كما علق الاستراتيجي توسك.

علاوة على ذلك، يعتقد المراقبون أن فوز الرئيس السابق ترامب قد يُتيح للملياردير ماسك الانخراط المباشر في السياسة. وقد صرّح المرشح الجمهوري دونالد ترامب ذات مرة بأنه سيُعيّن "بالتأكيد" الرئيس التنفيذي الرائد في العالم في منصب وزاري أو مستشار إذا عاد إلى البيت الأبيض، مُشيدًا بإيلون ماسك ووصفه بالذكاء.

تشير تقارير إعلامية إلى أن ملياردير التكنولوجيا يتطلع إلى منصب وزير كفاءة الحكومة (DOGE) في الإدارة الجديدة، في حال إعادة انتخاب ترامب. وأعرب العديد من المشاركين عن عدم قلقهم من فكرة تولي أغنى رجل في العالم منصبًا في الإدارة الأمريكية الجديدة، على الرغم من احتمالية وجود تضارب مصالح، إذ تمتلك شركات ماسك عقودًا بمليارات الدولارات مع الحكومة الأمريكية.

في مؤتمرٍ إلكترونيٍّ عُقد مؤخرًا على منصة إكس ( 31 أكتوبر)، كشف الملياردير إيلون ماسك عن تمنياته بالنصر للرئيس السابق ترامب، وعن استعداده لتولي منصب وزير خفض التكاليف. يُعدّ هذا المنصب بالغ الأهمية للاقتصاد الأمريكي، إذ تعهد رؤساء الولايات المتحدة بخفض الدين العام وخفض النفقات الرأسمالية، ولكن في الواقع، لم تُحقق أي نتائج تُذكر.

وقالت شبكة إن بي سي نيوز إن استعداد السيد ماسك للحديث عن خفض الإنفاق والتحركات الجذرية التي اتخذها في الشركات الاقتصادية العملاقة التي يديرها مثل تيسلا وسبيس إكس، جعلت السياسات الاقتصادية للمرشح ترامب أكثر مصداقية في نظر الناخبين.

وسأل أحدهم إيلون ماسك أيضًا عما إذا كان سيفكر في الترشح لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2028. وأوضح أغنى ملياردير في العالم أنه لا يريد القيام بهذه الوظيفة ولا يستطيع القيام بذلك لأنه ولد في جنوب إفريقيا، في حين ينص الدستور الأمريكي على أن المرشحين للرئاسة يجب أن يولدوا في الولايات المتحدة.

المصدر: https://baoquocte.vn/bau-cu-my-2024-ty-phu-elon-musk-choi-lon-ung-ho-ong-trump-la-thanh-trieu-phu-da-co-tinh-toan-gi-o-day-291913.html